قدّمت حلّة صيفية لبرنامج «من الآخر»، كيف تلقّف الجمهور عرضه في هذا الموسم؟

Ad

حققنا نسبة مشاهدين مرتفعة ما جعلنا نعيد النظر في مبدأ تخصيص موسم الصيف لإعادة البرامج السابقة، لأن الشركات لم تعتد إنتاج أعمالها الجديدة في الصيف، بسبب سفر الناس وإجازتهم.  لكنّ هذه الفكرة المكتسبة من الغرب حيث يقفل الأوروبيون في غالبيتهم مؤسساتهم للسفر والإجازة، لا تنطبق في لبنان بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تحول دون السفر أو القيام بنشاطات كثيرة، فيبقى الناس في منازلهم لمتابعة البرامج التلفزيونية للترفيه عن أنفسهم.

هل انعكس التصوير الخارجي حيوية على نمط البرنامج؟

من الطبيعي أن يضفي الجلوس في الهواء الطلق حيوية أكثر، كونه يكسر هيبة الأستوديو، بالتالي يحرّر الضيف من الارتباك ويجعله مرتاحاً في الحديث ومعطاءً في معلوماته.

ما رأيك بالنسخة الخليجية من البرنامج؟

للموسم الثالث على التوالي يستمر عرض {من الآخر} الخليجي عبر محطة DMTV، وهو أول بنية تلفزيونية لبنانية يباع إلى الخارج. اعتبره فخراً شخصياً لأنهم لم يعرضوا النسخة اللبنانية بل اشتروا بنيته التي نفّذتها شركة {استوديو فيزيون} باطار خليجي، بدءاً من الفريق التقني، وصولا إلى الإعداد والتقديم، فحققوا نجاحاً كبيراً.

هل هو دليل على نجاحك في برنامجك؟

طبعاً، بفضل تركيبة البرنامج الناجحة والجميلة قلّدته محطات عدّة مرتكزة على فكرة الطاولة المستديرة التي تستضيف شخصيات متنوعة.

هل تغيّرت روحية البرنامج بين النسختين اللبنانية والخليجية؟

 لأن البرنامج يشبهني ويعبّر عن شخصيتي خفت ألا تنجح التركيبة الخليجية، لكنني أوجه تحية إلى الإعلامي عبد الله الحريبي الذي أعطى نكهة خاصة للبرنامج، بفضل حيويته ودينامكيته التي اكسبته حبّ الجمهور، فأعطاه انطباعاً متميّزاً ومختلفاً عن الطابع اللبناني من ضمن الروحية الشاملة للبرنامج.

هل تباينت المواضيع المطروحة وفق هامش الحرية المختلف بين البلدين؟

تختلف اهتمامات لبنان عن اهتمامات الدول الأخرى، فضلا عن أن هامش الحرية يختلف بين بلد وآخر عموماً، لذا يدرك كل إعلامي أين تقف حدود الحرية في وطنه، وما إذا كان يمكن تخطّي الخط الأحمر في المضمون. لذا تختلف المواضيع في كل بلد وفق الحدود المحددة فيه. بالنسبة إلى النسخة الخليجية، اقترب القيمون عليها، برأيي، من الخطّ الأحمر بمواضيع عدّة ما عزز نجاح البرنامج.

هل ابتكرت لغة شبابية حوارية مختلفة عمّا اعتاد عليه الجمهور والإعلاميون؟

بعدما سمعت انتقادات بسبب أسلوبي الحواري، بتّ أضحك عند رؤية الإعلاميين المخضرمين الذين أطلّوا سابقاً بالبذلة، يرتدون ثياباً غير رسمية، وبعدما حاوروا بالفصحى، يتحدثون باللهجة اللبنانية المحكية المطعّمة بالانكليزية والفرنسية. في السابق تمنيت بلوغ مستواهم اللغوي والتحدث بعربية صحيحة من دون تطعيم بكلمات أجنبية، لكنني اضطررت إلى الاستعانة بهذا الأسلوب عندما لم أجد كلمات عربية ملائمة، وبالتالي لم يكن ذلك أمراً مقصوداً لابتكار أسلوبي الحواري الخاص، بل ضعف لغوي. لذا لا يجوز لأي اعلامي، بعد سنيّ الخبرة، تطعيم حواره بكلمات أجنبية ولفظها بطريقة خاطئة، لأنها ليست موضة متبّعة او مبتكرة، بل يجب أن يحافظ كل منا على أسلوبه الخاص بهدف التميّز.

هل أسلوبك المغاير أبعدك عن جوّ المنافسة الإعلامية؟

لم أفكر يوماً بالمنافسة الإعلامية وإلا لعرضت  قضايا صاخبة استطيع من خلالها تحقيق نسبة مشاهدين مرتفعة، وهذا ما وقعت به المحطات التلفزيونية الأخرى التي وضعت نصب أعينها هذا الأمر، فاستعانت بمضمون شعبوي وبكلام بذيء ونزلت إلى مستوى الشارع لإرضاء الجمهور، وهذا لا يجوز، بل يجب أن نرفع، من خلال برامجنا، المستوى الثقافي للمشاهدين. لذا لم افكر بالمنافسة أو بهوية الضيف الذي يزيد نسبة المتابعين، بل من يحوي مادة قيّمة تليق بي وبالبرنامج والمحطّة.

إذاً  تطوّر المجتمع أو تراجعه يفرض نوعية البرامج.

مطالبة الشعب بنوعية معيّنة من البرامج لا تعني بالضرورة المثول لإرادته، فمحطة MTV مثلا تحافظ على مستوى ثقافي عالٍ، لذا نلاحظ أن النسبة الأكبر من مشاهديها من المثقفين أو ممن يرغبون بتعلّم أمور معيّنة.

هل مستوى البرامج دليل إلى هوية المحطة ومستواها الفكري والثقافي؟

طبعاً، اللافت أن المحطات التي لحقت بالجمهور وقدّمت المستوى الذي يريده، سبقها هو وتطوّر فيما تراجعت هي أو بقيت في مكانها.

هل تتابع البرامج العربية والمحلية؟

عندما ينطلق أي برنامج جديد أتابع حلقتين منه لأرى مضمونه، إنما لا أتابع بشكل دوري لضيق الوقت. أما  إذا تسنّى لي مشاهدة التلفزيون، فأفضّل البرامج الأجنبية التي استوحي منها أفكاري الجديدة.

من الصعب جذب اهتمام جيل الشباب إلى برنامج حواري، كيف حققت ذلك؟

لا يقتصر مشاهدو برنامجي على جيل الشباب لأن ثمة جيلاً مخضرماً يتابع باستمرار ويعبّر عن محبته عندما ألتقي به في الشارع، وهذا دليل على أننا، من خلال المادة الجميلة، نجذب المشاهد، بغض النظر عن سنه. أما بالنسبة إلى جذب جيل الشباب، فقد غيّرنا جوّ البرنامج وأضفنا راقصات اجنبيات ولوحات استعراضية غنائية، ليشعر بأن البرنامج  يشبهه ويلتقي مع إهتماماته خصوصاً لجهة الفن والموسيقى.

يعني أنك تستغلّ اهتمامات الشباب لصالح البرنامج؟

أنا شاب في النهاية، بالتالي أضفي على البرنامج الجوّ الذي يجذبني شخصياً، وأضيف اهتماماتي إليه، يجب أن أقتنع بالبرنامج الذي أقدمه وبالضيوف الذين آتي بهم، وأن أشعر بفضول شخصي عند طرح الأسئلة لمعرفة أخبار هؤلاء، لا أقوم بأي خطوة للتباهي، خصوصاً باستضافة شخصية معيّنة.

ما أهمية أن تكون الآمر الناهي في البرنامج؟

ثمة فارق بين الإعلامي والمقدّم والمذيع والمضيف التلفزيوني، وثمة فارق، أيضاً، بين المقدّم الذي يستلم تركيبة برنامجه جاهزة فيُطلب منه قراءة النصّ، وبين أن يكون المقدّم صاحب الفكرة ومنفذّها ومشاركاً في الديكور، كأنه يبني منزله الخاص الذي يشبهه ويشبه شخصيته، فيكون مرتاحاً في السكن فيه.

هل التقدم من موسم الى آخر يجعلك تصحح الهفوات السابقة؟

طبعاً، فقد نضجت وتعلّمت كثيراً من خلال البرنامج، وعندما قرأت انتقادات الناس توقّفت عندها لتحسين أدائي وتغيير رأي هؤلاء بي.

 خصصت حلقة لدعم السياحة، فهل استطعت تحقيق تغيير معيّن؟

عرضت هذه الحلقة التي نالت ردود فعل ايجابية جداً، بمبادرة من الوزير ميشال فرعون الذي وثق بي وبمحطة {أم تي في}، وقد هدفت إلى تسليط الضوء على المناطق الريفية اللبنانية الجميلة التي لا نعرفها، فصوّرنا تقارير لتسويق السياحة فيها.  يجب المحافظة على إيماننا بهذا البلد والتفاؤل دائماً بالخير، وقد شعرت بأن اللبنانيين يحتاجون فعلا إلى متنفّسٍ في ظلّ الغيمة السوداء التي تخنق البلد.

هل ستقدم حلقات جديدة في هذا الإطار؟

أحبّ الوزير فرعون الفكرة لذا نعمل على تقديم حلقات جديدة. بصراحة لا أحبذ الإطلالات الإعلامية الكثيرة، بل أفضّل تقديم شيء جميل ومتقن يترك أثراً طيّباً في المجتمع وذات مغزى، حتى لو استغرق التحضير له أشهراً عدّة.

تحظى باهتمام ودعم كبيرين من إدارة {أم تي في}، ما السبب؟

 

لا يقتصر عملي في المحطة على تقديم البرنامج، لأنني منتج منفّذ ومستشار خاص بشؤون تطوير المحطة، بالتالي معني بالبرامج المعروضة عبر الهواء. لذا لا أنتمي إليها فحسب، بل أشعر كأنني مالك الشركة، إلى درجة أتابع كل ما يُعرض عبرها، وأكون حاضراً  للمساعدة في أي برنامج، حتى لو لم يكن برنامجي الخاص، وأبقى حتى ساعات متأخرة لابتكار مشاريع جديدة وأفكار متنوعة، لذا يشعر الجميع بالمحبة المتبادلة بيني وبين إدارة المحطة.

جديد

هل من مشروع لبرنامج جديد؟

ستتم لبننة تركيبة برنامج فرنسي حقق نجاحاً، يرتكز على مناقشة برامج تلفزيونية معروضة عبر محطات لبنانية، فيتم تقويمها سلباً وإيجاباً، باستضافة اختصاصيين متمرّسين في مجالات التلفزيون والصحافة والإعلام.

من سيتولى تقديمه؟

سأتفرّغ له  بعد انتهاء برنامج {من الآخر} رغم محبة الجمهور له والمطالبة باستمراره.

هل تجوز المقارنة بين البرنامجين؟

ثمة شبه وحيد بينهما هو وجود أشخاص حول طاولة الحوار بهدف المناقشة، إنما يختلفان في المواضيع المطروحة. اعتبره تحدياً جديداً لأنني سأقدمه بأسلوب شبيه بأسلوب المقدم الأجنبي.

هل من مشروع إضافي؟

ابتكرت برنامجاً ضخماً جديداً نسعى إلى بيعه في أوروبا، يرتكز على الألعاب، وهو شبيه بـ {من سيربح المليون}، إنما بأسلوب جديد لم نشهده  عبر المحطات المحلية والعربية بعد. نتواصل راهناً مع شركات إنتاج أوروبية وأميركية، وستكون المرة الأولى التي نصدّر فيها برنامجاً إلى الخارج  بدل استيراده.

ألا ترى نفسك مقدّماً له؟

سأتولى تقديمه في حال عُرض في لبنان، علماً أنني أرى نفسي  يافعاً لهكذا نوع من البرامج مقارنة بسنيّ خبرتي، كونه يحتاج إلى مقدّم مخضرم يوحي بالنضج والجديّة أكثر، مثل الإعلامي جورج قرداحي.

ما أهمية الخبرة والثقافة المكتسبة من السفر والتلاقح الثقافي بين الدول في المجال الإعلامي؟

استثمر سفري للتعرف إلى حضارات جديدة والاطلاع على ثقافة شعب آخر، وزيارة المتاحف لرؤية المنحوتات الجميلة وحضور المهرجانات الثقافية، فأتغذى فكرياً وذهنياً من خلال هذا الانفتاح على العالم والتفاعل معه، ما يجعلني أنمي أفكاري أكثر وأستوحي أفكاراً جديدة.