الملك سلمان يتطلع إلى كتلة سنية تواجه إيران و«داعش»

نشر في 07-03-2015 | 00:03
آخر تحديث 07-03-2015 | 00:03
No Image Caption
مساعٍ لتنحية الخلافات بشأن «الإسلام السياسي» ونهج أكثر براغماتية إزاء «الإخوان»
بعد سلسلة من اللقاءات التي جمعت العاهل السعودي الملك سلمان بزعماء دول إقليمية خلال الأيام القليلة الماضية تبلور ما يشبه أنه دعوة سعودية للدول السنية بالمنطقة إلى تنحية الخلافات بشأن الإسلام السياسي جانبا، والتركيز على ما تعتبره الرياض تهديدات أكثر إلحاحا من إيران وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).

واستغل خادم الحرمين الشريفين لقاءات قمة مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر وتركيا على مدار الأيام العشرة الماضية لتأكيد الحاجة إلى الوحدة والبحث عن سبيل لحل الخلافات بشأن جماعة «الإخوان».

ويقول دبلوماسيون إن «انعدام ثقة السعودية العميق في الإخوان لم يتغير. لكن نهج الملك سلمان في التعامل مع الجماعة أقل حدة من نهج سلفه الملك عبدالله، وقد يشتمل على مزيد من التسامح مع الحلفاء الذين يتيحون مجالا لأعضائها لممارسة أنشطتهم».

وقال دبلوماسي عربي في الخليج: «ربما تعتقد السعودية أنه إذا كانت العلاقات بين السنة جيدة فإنه سيكون بمقدورنا مواجهة المخاطر، وسلمان يسعى لتوحيد العالم السني وتنحية الخلافات بشأن الإخوان».

إن هم الرياض الأكبر هو إيران الشيعية، فقد زادت مخاوفها من صعود نفوذ عدوتها الرئيسية بالمنطقة في الآونة الأخيرة في ظل سيطرة الحوثيين المتحالفين مع طهران على أجزاء كبيرة من اليمن، وتقديم قادة إيرانيين المساعدة لفصائل شيعية تقاتل في العراق.

ومع تزايد احتمالات إبرام اتفاق بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامج طهران النووي، وهو ما يخفف الضغوط على الجمهورية الإسلامية، فضلا عن تشكك الرياض إزاء التزام الولايات المتحدة تجاه المنطقة على الأمد الطويل هو الأساس وراء رغبتها في مزيد من الوحدة العربية.

جاذبية «داعش»

ويمثل «داعش» مصدر القلق الثاني للرياض التي تخشى من أن ينجح التنظيم من خلال رسائله الإعلامية القوية ونهجه المتشدد في استقطاب شبان سعوديين ساخطين.

لكن في مسعى المملكة نحو وحدة أوسع في العالم العربي إزاء قضية الإسلام السياسي يتعين عليها أن ترأب صدعا عميقا بالمنطقة. وهي تبذل جهودا فتتنقل بين الدول السنية التي تقبل بوجود جماعة «الإخوان» مثل قطر وتركيا وتلك التي تصنفها جماعة إرهابية على غرار الرياض مثل مصر والإمارات.

وحالت الخلافات دون تشكيل استجابة معقولة لمواجهة الأزمات الإقليمية فقد خرجت محاولات للتعامل مع المشكلة تلو الأخرى عن مسارها لتتحول إلى مشاحنات بشأن الإسلام السياسي.

وصورت الاجتماعات المكثفة التي أجراها الملك سلمان على أنها فرصة للعاهل الجديد لمناقشة الأحداث مع زعماء المنطقة بمزيد من التفصيل عما كان متاحا حين ذهبوا إلى الرياض لتقديم العزاء بعد وفاة الملك عبد الله.

لكن في حين أن الملك سلمان لم يسع بصورة مباشرة إلى تكوين كتلة سنية جديدة أو الضغط على الدول التي تتبنى مواقف مختلفة من جماعة «الإخوان» لتكون أكثر مرونة فإنه ترك احتمال تحسين العلاقات من أجل مزيد من الوحدة مفتوحا، الأمر الذي أكده دبلوماسي عربي بقوله، إن «العاهل السعودي في اجتماعه مع الرئيس المصري ألمح إلى أن الرياض قد تنعش علاقاتها مع دول أخرى، في إشارة على ما يبدو إلى تعزيز العلاقات مع تركيا مع التأكيد على الحفاظ على أمن مصر».

براغماتية

وفي وقت لا يتوقع أحد تغيرات كبيرة في موقف السعودية من جماعة «الإخوان». يبدو قلق الملك سلمان من دور الجماعة في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط مثل حزب «الإصلاح» في اليمن أو بين جماعات المعارضة السورية المسلحة أقل من قلق الملك الراحل عبدالله.

كما أن لديه استعدادا أكبر للسماح للإخوان بلعب دور خارج الساحة السياسية، فهو على سبيل المثال لا يمنع رجال الدين المرتبطين بالجماعة من إلقاء خطب عن القضايا الدينية أو الاجتماعية.

وظهر أحد المؤشرات على نهج الملك سلمان الأكثر براغماتية خلال مؤتمر عقد في مكة الأسبوع الماضي جمع كبار رجال الدين السنة وكان بينهم مفتي السعودية وشيخ الأزهر.

وأشار سعوديون مطلعون إلى أن «رابطة العالم الإسلامي» ذات الارتباط التاريخي بـ»الإخوان» هي التي استضافته وهي كيان أنشئ في الرياض في ستينيات القرن الماضي لبناء كتلة إسلامية في مواجهة الأيديولوجيات العلمانية المتطرفة واستغلت في الثمانينيات لتقوية السنة في مواجهة إيران إبان الثورة الإسلامية. ومن بين المندوبين الذين وجهت الدعوة إليهم عضو كبير في جماعة مقرها الدوحة تربطه صلات وثيقة بالإخوان.

(الرياض ــ رويترز)

back to top