شيَّعت عدة محافظات مصرية، أمس، جثامين ضحايا حادث كمين «كرم القواديس» في شمال سيناء، في وقت وضع الجيش خطة لمواجهة الإرهاب تتضمن إعلان حال الطوارئ وإقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة، بينما اتهم الرئيس السيسي أطرافاً خارجية بالتورط في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 30 جندياً.
في أول رد فعل أعلنه النظام المصري للثأر لـ 30 شهيداً من القوات المسلحة، سقطوا في مذبحة كمين "كرم القواديس"، بالشيخ زويد والعريش أمس الأول، تعهَّد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بـ "الثأر لدماء الشهداء"، مشدداً على أن دعماً خارجياً يقف وراء الهجوم.وأكد السيسي، الذي بدا غاضباً ومنفعلا، استمرار الجيش في مواجهة الإرهاب، محاولا في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أمس، شحذ همم الجنود عبر تأكيده أن الدولة مصرّة على استئصال الإرهاب، مضيفاً: "الإجراءات المقبلة ستضع حلولا جذرية لمسألة الحدود مع قطاع غزة". وتقدم الرئيس الجنازة العسكرية التي أقيمت لضحايا الجيش، حيث قدّم الرئيس العزاء لأسرهم، وحضر مراسم الجنازة رئيس الحكومة إبراهيم محلب، ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم.وعقد مجلس الوزراء، أمس، اجتماعاً طارئاً برئاسة رئيس الحكومة إبراهيم محلب، لبحث ودراسة الموقف الأمني، واتخاذ الإجراءات الحاسمة لمواجهة الإرهاب خلال الفترة المقبلة، كما اجتمع محلب بوزيري الدفاع والداخلية لبحث سبل مواجهة الإرهاب، وقال محلب إننا مستمرون في مواجهة الإرهاب، متعهداً باتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهته.وبعد ساعات من الحادث، توالت ردود الأفعال الخارجية المنددة، وبينما دانت الولايات المتحدة الأميركية الهجوم، وجددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جين ساكي، التزام واشنطن بدعم الحكومة المصرية في مواجهة الإرهاب، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا سوف تمد القاهرة بالأسلحة اللازمة لمواجهة الإرهاب. كما دانت الكويت والسعودية وقطر ومعظم الدول العربية الهجوم الإرهابي.خطة الجيشفي السياق، بدا الجيش المصري، مصراً على اقتلاع جذور الإرهاب من شبه جزيرة سيناء، حيث صدَّق المجلس الأعلى للقوات المسلحة، برئاسة الرئيس السيسي، أمس، على خطة جديدة للقوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء، كما استعرض الاجتماع الخطوات التنفيذية لتفعيل قرارات مجلس الدفاع الوطني الذي عقد اجتماعه مساء أمس الأول، خاصة في ما يتعلق بفرض حظر التجول وإعلان حالة الطوارئ في سيناء ومناطق حدودية أخرى.وكلف المجلس لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة واستخلاص الدروس المستفادة منها، فضلاً عن عقد المجلس جلسة مشتركة مع قيادات هيئة الشرطة المدنية، أمس، لتنسيق الجهود والمهام، في حين أعلن الرئيس السيسي حالة الحداد العام على أرواح شهداء الوطن، في جميع أنحاء الجمهورية لمدة ثلاثة أيام، بدأت أمس وحتى غروب يوم غد.من جانبه، قال مصدر عسكري مصري مسؤول إن تنفيذ خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء، يبدأ فور صدور الأمر من القيادة العامة للقوات المسلحة، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الاجتماع المشترك بين قيادات الجيش والشرطة الذي عقد أمس ناقش التنسيق بين الجانبين لبدء تنفيذ الخطة، قائلاً: "الخطة تتضمن إقامة منطقة حدودية عازلة بين الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وقطاع غزة، مرجحاً أن يكون الشريط الحدودي يصل عمقه من 1500 إلى 3000 متر.وتابع المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه: "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سوف تبدأ في تنفيذ تكليفات الرئيس السيسي بإقامة المنطقة العازلة بمسافة تزيد على 13 كيلومتراً مربعاً، وهي مقدار طول الشريط الحدودي بين مصر وغزة".الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، أكد اتخاذ القيادة العامة للقوات المسلحة قراراً بإنشاء منطقة عازلة على الحدود المصرية مع قطاع غزة، لقطع عملية الإمداد والتمويل عن تلك الجماعات، مشيرا لـ"الجريدة" إلى أن قرار القيادة السياسية في هذا السياق واضح، وهو التعويض المناسب لسكان تلك المنطقة، نافياً أن يكون هناك نية لتهجير سكان المنطقة الحدودية "ج".وفي حين أكد رئيس مجلس الدولة الأسبق المستشار محمد حامد الجمل أنه لا توجد موانع قانونية أو دستورية للأمر، أوضح أن المادة 64 من الدستور تحظر التهجير القسري والتعسفي، وهي الحالة التي لا تنطبق على أهالي سيناء.إغلاق المعبرفي السياق، رجحت مصادر عسكرية، استقرار الحالة الطبية لرئيس عمليات الجيش الثاني الميداني، اللواء خالد توفيق، الذي أصيب في الحادث وتم نقله بمروحية عسكرية إلى مشفى المعادي العسكري، قالت المصادر لـ"الجريدة" "أجهزة الأمن جمعت عينات من أشلاء الانتحاري الذي نفذ الهجوم لإرسالها إلى معامل الطب الجنائي لتحديد هويته، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تكون عناصر غير مصرية شاركت في الهجوم.وقال شهود عيان إن مقاتلات من طراز أباتشي وجهت ضربات جوية تجاه أهداف جنوب مدينة الشيخ زويد في الساعات الأولى من صباح أمس، بينما أغلقت السلطات المصرية معبر رفح البري لأجل غير مسمى أمام المسافرين الفلسطينيين، في حين أعرب عدد من أهالي سيناء عن غضبهم من قرار فرض حظر التجوال والطوارئ، معتبرين الأمر استعداداً للمزيد من الإجراءات الأكثر صعوبة.مفخخات سيناء في 10 أعوام• أكتوبر 2004: استخدمت هجمات بسيارات مفخخة لأول مرة في سيناء في تفجيرات طابا.• أغسطس 2013: استخدمت سيارة مفخخة، في هجوم أمام قسم شرطة الشيخ زويد.• سبتمبر 2013: انفجرت سيارة مفخخة قرب حافلة جنود قرب قرية "الشلاق" على الطريق الدولي بين العريش والشيخ زويد.• أكتوبر 2013: فجر انتحاري نفسه في سيارة بين أفراد حاجز الريسة شرق مدينة العريش.• أكتوبر 2013: انفجار سيارتين مفخختين في مقر المخابرات الحربية برفح.• أكتوبر 2013: فجر انتحاري نفسه في سيارة مفخخة استهدفت مقر مديرية أمن جنوب سيناء.
آخر الأخبار
السيسي: أطراف خارجية ضالعة في «هجوم كرم القواديس»
26-10-2014