هدوء في كوباني... و«داعش» يسيطر على «غاز دمشق»

نشر في 02-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-11-2014 | 00:01
● «وحدات الحماية» تتشدد في تطبيق «التجنيد الإجباري»
● «المرصد» يوثّق مقتل 6 آلاف خلال أكتوبر

مع انضمام قوات البيشمركة العراقية للقتال إلى جانب «وحدات حماية الشعب» الكردية في كوباني سادت أمس حالة من الهدوء في هذه المدينة الحدودية مع تركيا في وقت تمكن «داعش» من السيطرة على أهم شركة للغاز في حمص.
تمكن مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية في كوباني من التصدي لهجوم جديد على شمال المدينة شنه تنظيم «الدولة الاسلامية» المعروف إعلامياً بـ»داعش» الذي وجّه ضربة قوية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في وسط البلاد باستيلائه على أهم شركة للغاز.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن «هجوم تنظيم داعش الجديد استمر منذ مساء الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح السبت»، مشيراً إلى أن كوباني «تشهد حالياً هدوءاً حذراً، فيما تسمع بين الحين والآخر أصوات تبادل لإطلاق النار».

وتقدمت الوحدات الكردية، بحسب المرصد، في ساحة الحرية في وسط المدينة، وفي شمالها حيث «نفذوا عملية نوعية اقتحموا فيها بمصفحة منطقة بالقرب من سوق الهال يسيطر عليها داعش»، الذي رد بـ»تفجير عربة مفخخة» قرب الساحة.

قتلى «داعش»

وأوضح المرصد أنه تمكن من توثيق مقتل أكثر من 100 داعشي في اشتباكات في كوباني ومحيطها خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعضهم أتوا من مناطق أخرى في حلب، ومن الرقة.

وقتل منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 سبتمبر، وفقاً لأرقام المرصد، 958 شخصاً، هم 576 مقاتلا من تنظيم داعش، و361 مقاتلا من «وحدات الشعب» وبينهم مسلحون آخرون موالون لها، و21 مدنياً.

مشاركة «البيشمركة»

وتزامن هجوم «داعش» مع دخول قوات من البيشمركة الآتية من إقليم كردستان العراق الى كوباني وذلك لمساندة مقاتلي «وحدات الشعب»، علماً بأن هذه القوة المؤلفة من نحو 150 عنصراً لم تشارك بعد في المعارك.

وعبرت مساء أمس الأول 20 آلية تقل نحو 150 من المقاتلين الاكراد العراقيين الذي كان يهتف كثيرون منهم «كوباني» ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم على الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غرب كوباني للمشاركة في القتال ضد المسلحين الجهاديين.

غارات تمهيدية

وأشار المرصد إلى أن دخول البيشمركة مع أسلحتهم بينها مدافع وأسلحة أخرى تمت تغطيتها سبقته «غارات جديدة لقوات الائتلاف الدولي بقيادة الويات المتحدة على مناطق عدة» لتأمين وصول هذه القوات إلى كوباني.

وبحسب المرصد فإن هذه الضربات، التي شملت أيضاً مناطق في محافظة الرقة، قتل فيها 11 عنصراً من التنظيم.

التجنيد الاجباري

الى ذلك، أصدرت الادارة الذاتية لـ»مقاطعة الجزيرة» في القامشلي أمس قراراً حول التجنيد الاجباري. ووفقاً لهذا القرار، «يجب انضمام الشباب الذين تم اعتقالهم وسجلت اسماؤهم الى وحدات حماية الشعب» الكردية.

وكان المجلس التنفيذي لـ»الإدارة الذاتية الديمقراطية» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» السوري الكردي، أصدر قبل نحو أربعة أشهر قانون التجنيد الاجباري عن «مقاطعة الجزيرة»، ولاقى هذا القانون معارضة شديدة من قبل الشارع الكردي، وأحزاب «المجلس الوطني الكوردي» في سورية. وجرى اعتقال الشبان الذين لم يلتزموا به.

غاز حمص

وفي وسط سورية، سيطر «داعش» على شركة للغاز في ريف حمص قريبة من حقل الشاعر النفطي والغازي الذي كان استولى على اجزاء واسعة منه قبل ساعات.

وقال المرصد السوري إن        «تنظيم داعش سيطر على شركة حيان للغاز التابعة لحقل شاعر للغاز في ريف حمص الشرقي»، والتي تعتبر مصدراً مهما للغاز الذي يتم توزيعه على مناطق عدة، وعلى رأسها دمشق.

وكان «داعش» سيطر الخميس الماضي على أجزاء واسعة من حقل شاعر عقب اشتباكات لأيام مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها وانسحاب هذه الأخيرة من هذه الأجزاء.

وفي يوليو، قتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي الحقل عندما شن التنظيم الجهادي هجوماً على حقل شاعر، وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحاً. لكن قوات النظام استعادت الحقل بعد أسبوع.

6 آلاف قتيل

إلى ذلك، وثق المرصد السوري مقتل نحو 6 آلاف شخص جراء الاشتباكات في مختلف المدن السورية خلال أكتوبر الماضي، موضحاً في بيان أمس ان عدد القتلى المدنيين بلغ 1064 من بينهم 251 طفلاً و112 أنثى فوق سن 18، بينما قتل 1552 من الفصائل الإسلامية والفصائل المقاتلة والوحدات الكردية من الجنسية السورية وثلاثة من المنشقين عن قوات النظام.

كما قتل 1342 من الكتائب الإسلامية المقاتلة وتنظيم «داعش» وجبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وجند الأقصى، من جنسيات غير سورية، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى مقتل 876 من قوات النظام و770 من عناصر اللجان الشعبية، وقوات الدفاع الوطني، والمخبرين الموالين للنظام، و28 من مقاتلي حزب الله اللبناني،

و128 مقاتلاً من الموالين للنظام من جنسيات غير سورية غالبيتهم من الطائفة الشيعية، فضلاً عن مقتل تسعة مجهولي الهوية.

«الداخل» يدعم «الحر»

سياسياً، أكد البيان الختامي للمؤتمر الثاني لملتقى الداخل السوري «جذور»، الذي نظمه ائتلاف المعارضة بمشاركة 150 ناشطاً لبحث صناعة القرار السياسي للائتلاف، ونقل مؤسسات المعارضة إلى داخل البلاد، على أن «تجاهل المجتمع الدولي لضرب قوات الأسد وإسقاط نظامه، لا يتفق مع الاستراتيجية الصحيحة لمكافحة الإرهاب، والاقتصار على ضرب داعش ربما يكون سبباً آخر في تنامي الإرهاب».

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد في مدينة غازي عنتاب التركية «أن مكافحة الإرهاب لا تكون إلا بدعم الجيش الحر، ومحاربة كافة الميليشيات الإرهابية الخارجية والداخلية التي تساند نظام الأسد في قمع الإرادة الشعبية».

(دمشق، أنقرة- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top