بعد التوافق السعودي- التركي على دعم المعارضة السورية السياسية والمسلحة، تعهدت الولايات المتحدة بحماية مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة في ميدان القتال، كاشفة عن مشروع واضح لتدريبهم وتجهيزهم بأحدث الأسلحة، في حين أعلنت الاستخبارات الأميركية سفر 180 مواطناً إلى سورية للالتحاق بالجهاديين وعودة 40 منهم.

Ad

اتفق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة زيادة الدعم المقدم إلى المعارضة السورية السياسية والمسلحة خلال لقائهما أمس الأول، بحسب ما أفادت مصادر تركية.

وكانت تركيا أعلنت الاسبوع الماضي بدء برنامج تدريب وتجهيز «الجيش الحر» بحسب الاتفاق الذي وقعته مع واشنطن في فبراير المنصرم.

وبحسب الاستراتيجية التي وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما لمحاربة تنظيم «داعش»، فإن مقاتلي المعارضة السورية سيتلقون تدريباً أميركيا في 3 دول هي تركيا والسعودية وقطر.

ومن المقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر ألف جندي أميركي للمساعدة في تدريب المعارضة السورية وصل منهم الى المنطقة حتى الآن نحو 100 مدرب.

آلن

جاء ذلك بينما أعلن الجنرال الاميركي جون آلن منسق الائتلاف الدولي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) مساء أمس الأول أن الولايات المتحدة ستحمي مقاتلي المعارضة السورية الذين ستدربهم وتسلحهم عندما يصبحون في ميدان القتال.

وقال الجنرال آلن، أمام مركز ابحاث «اتلانتيك كاونسل» في واشنطن، «لدينا مشروع واضح لتدريبهم وتجهيزهم بأحدث الاسلحة وأيضاً لحمايتهم عندما يحين الوقت».

وردا على سؤال عما اذا كانت حماية هؤلاء المقاتلين يمكن ان تتم من خلال فرض منطقة حظر جوي، قال الجنرال آلن إن «كل هذه الخيارات جارٍ بحثها»، مؤكداً أنه «من المهم أن لا تفكروا في أننا لن ندعم هؤلاء المقاتلين».

وأعرب آلن عن «مفاجأته السارة» بعدد السوريين الذين أبدوا استعدادهم للتطوع في برنامج التدريب الذي وضعته الولايات المتحدة، وأكد «البنتاغون» يوم الجمعة أنه سيبدأ «في غضون أربعة إلى ستة أسابيع».

الاستخبارات الأميركية

إلى ذلك، كشف مدير الاستخبارات الأميركية (سي أي إيه) جيمس كلابر أمس الأول عن سفر نحو 180 أميركياً إلى سورية للانضمام الى المتشددين، مشيراً إلى عودة 40 منهم الى الولايات المتحدة، التي تعتقد أن أكثر من 20 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 90 دولة ذهبوا الى سورية.

وأبلغ كلابر، منتدى مجلس العلاقات الخارجية، انه ليس كل الذين ذهبوا الى سورية -حيث يتقاتل «داعش» وفصائل اخرى ويقاتلون قوات الاسد، شاركوا في الحملة الاسلامية، بل إن بعضهم ربما كانوا موظفي مساعدات، موضحاً أنه «لا يعلم بأي مؤامرات شارك فيها المقاتلون العائدون» ومادام هؤلاء لم ينخرطوا في أعمال عنف فمن «حقهم كمواطنين أميركيين» أن يعودوا إلى الولايات المتحدة.

تقلص التبرعات

وقال إن التبرعات للجماعات المتطرفة مثل «داعش» والجماعات التابعة للقاعدة من الحكومات والهيئات الاهلية في دول إسلامية تقلصت في الآونة الأخيرة، وإن هذا يرجع جزئياً إلى تشديد الرقابة من جانب حكومات المنطقة.

وأكد أن الأولوية للولايات المتحدة وحلفائها في سورية حاليا هي محاربة التنظيم المتطرف، لكنه قال إن واشنطن لاتزال تعتقد أن من الضروري أن يرحل الأسد عن السلطة لأن «عامل الجذب لكل هذا التطرف هو بسببه».

الأسد والمعلم

سياسياً، وبينما التقى الرئيس السوري أمس وفد الأحزاب والفعاليات التركية برئاسة دوغو بيرنتشيك رئيس حزب وطن التركي المعارض، اتهم وزير الخارجية وليد المعلم «الحكومة التركية بقراءة الأوضاع بشكل خاطئ واتخاذ مواقف مؤذية».

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن المعلم حذر خلال لقائه الوفد التركي، الذي ضم رئيس البرلمان التركماني ونائب رئيس الحكومة الأسبق والرئيس الأسبق لجهاز المخابرات العسكرية ووزير الدفاع التركي الأسبق، من «خطر الإرهاب التكفيري المحدق بالجميع والذي يهدد استقرار ومستقبل المنطقة».

ووفقاً للوكالة السورية، فإن رئيس الوفد التركي اعتبر أن «سياسة أردوغان الخاطئة هي التي جعلت الإرهابيين يشعلون المنطقة، وينفذون ما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل من تدمير لبلدان المنطقة».

ضحايا التعذيب

من جهة ثانية، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة ما لا يقل عن 80 شخصاً بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز النظامية وغير النظامية، في فبراير 2015.

وبحسب بيان للشبكة، فإن قوات النظام كان لها حصة الأسد من التعذيب، حيث وثقت الشبكة 74 شخصاً قضوا على أيدي تلك القوات، أما القوات الكردية فحالة واحدة، وتنظيم داعش أيضاً حالة واحدة، و3 حالات لجبهة النصرة، وبقية الفصائل المعارضة المسلحة حالة واحدة كذلك.

وفي إيران، أقيمت الصلاة الجنازة مساء أمس في مدينة مشهد الشيعية المقدسة شمال شرق البلاد على أرواح سبعة قتلى بينهم قيادي أفغاني قتلوا الى جانب قوات الأسد في درعا.

وقالت صحيفة إيران الحكومية أن من بين الضحايا علي رضا توسلي قائد "لواء فاطميون"، الذي يضم "مقاتلين متطوعين أفغاناً في سورية".

ووصف موقع "رجاء نيوز"، المقرب من الحرس الثوري الإيراني، توسلي بأنه "رجل قاسم سليماني الموثوق في درعا"، وذكر أن القائد الأفغاني سقط السبت الماضي، خلال معارك في تل قرين بدرعا.

ونقل الموقع عن أحد حراس توسلي قوله إن اللواء قاسم سليماني قائد فليق القدس كان قد عيّن توسلي قائدا لـ "لواء فاطميون" خلال معارك منطقة السيدة زينب العام الماضي.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن توسلي ومعاونه، الذي يدعى رضا بخشي والملقب بـ" فاتح"، والقتلى الآخرين، الذين لم يعرف إذا ما كانوا كلهم من الأفغان أم بينهم إيرانيين أيضا، سيتم تشييعهم في مشهد.

ويعتبر "لواء فاطميون" من الميليشيات التي أنشأتها طهران ودربتها ومولتها وسلحتها. وأعضاءها من اللاجئين الأفغان المتواجدين في إيران، وأغلبهم من الشيعة من قومية الهزارة.

(دمشق، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)