وسط تزايد الحديث عن مبادرة روسية لإطلاق مفاوضات الحل السياسي في سورية، يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة من المتوقع أن يكون ملف الأزمة السورية في مقدمتها.

Ad

من المتوقع أن يكون ملف الأزمة السورية أحد المواضيع الرئيسية على طاولة البحث بين الرئيس الروسي والمسؤولين الأتراك في مقدمتهم الرئيس رجب طيب أردوغان خلال زيارة الرئيس الروسي الى تركيا اليوم.

 ويأتي لقاء بوتين وأردوغان بعد أيام قليلة من استقبال الرئيس الروسي لوفد سوري ترأسه وزير الخارجية وليد المعلم، وبحث معه سبل إطلاق محادثات سلام مع المعارضة السورية المدعومة من تركيا.

وتزايد الحديث أخيرا عن مبادرة روسية للدفع باتجاه حل سياسي، وخصوصا بعد استقبال موسكو لزعيم المعارضة السورية السابق الشيخ معاذ الخطيب.

ورغم أن الخطيب فقد الكثير من مصداقيته لدى المعارضة، فإن موسكو أقرت وعلى لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنها تقود مساعي لإطلاق حل سياسي دون أن ينسى التذكير بأن بلاده ستواصل دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد.

«مجلس قيادة»

الى ذلك، نجحت فصائل سورية مقاتلة، أمس الأول، في تشكيل «مجلس قيادة الثورة» في اليوم الثالث من المداولات التي جمعت ممثلين عن قوى فاعلة داخل سورية، والتي انعقدت في مدينة «غازي عنتاب» التركية.

 واختارت القوى التي شاركت في الاجتماعات 73 عضواً في القيادة العامة، وضمت الهيئة العامة 219 عضواً، والمكتب التنفيذي يضم 17 عضواً.

ووفق بيان «يؤكد المجلس في ميثاقه على أهداف يجمع عليها كل السوريين الأحرار: التصدي لجميع صور الإرهاب التي يمارسها النظام وحلفاؤه ضد الشعب السوري، وقف الممارسات الخاطئة والمضرة بالناس، بما في ذلك ظاهرة التكفير بغير حق، حشد الحاضنة الشعبية وتعبئتها لمواصلة الثورة بضرب المثال بالتضحية والعدل والأخوة والمشاركة بتحمّل الأعباء، العمل على ضمان وحدة سورية أرضا وشعبا، ورفض جميع مشاريع التقسيم وكل ما يمهد لها، وسعيه لإدارة المناطق المحررة بما يخدم مصالح المواطنين، وتأسيس سلطة قضائية مستقلة، والمحافظة على الهوية الإسلامية للمجتمع السوري، والعمل على رفع معاناة الشعب السوري في الداخل والخارج».

معركة كوباني

في السياق، قتل نحو 50 من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش» في الساعات الأخيرة في مدينة كوباني السورية الكردية خلال اشتباكات مع المقاتلين الأكراد وفي ضربات جوية للائتلاف الدولي، في إحدى اكبر خسائر هذا التنظيم المتطرف منذ بدء هجومه على المدينة الحدودية مع تركيا.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد الكتروني، أمس، أن «ما لا يقل عن 50 عنصرا من تنظيم الدولة الاسلامية لقوا مصرعهم من جراء ضربات التحالف العربي الدولي (...) وخلال الاشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي والكتائب المقاتلة».

وهذه إحدى أكبر خسائر الجماعة المتطرفة التي تحاول الاستيلاء على عين العرب منذ ثلاثة أشهر، كما قال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويؤكد أنه يعتمد على شبكة من الناشطين في سورية.

ودارت أمس معارك عنيفة بين المسلحين الجهاديين والمقاتلين الأكراد في المدينة التي يطلق عليها الأكراد اسم كوباني، شملت للمرة الأولى منطقة المعبر الذي يصل المدينة الكردية بتركيا، حيث وقعت ثلاثة تفجيرات انتحارية نفذها مقاتلون ينتمون الى تنظيم «داعش».

وقال مسؤولون محليون أكراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانتحاريين عبروا من الجانب التركي للحدود، لكن أنقرة التي أكدت وقوع هجمات عند المعبر من الجهة السورية نفت أن يكون هؤلاء اجتازوا الحدود من أراضيها.

ورأى مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن «الجهاديين أرادوا مفاجأة المقاتلين الأكراد، إلا انهم فشلوا في ذلك»، حيث إنهم لم ينجحوا في السيطرة على المعبر اثر الاشتباكات العنيفة التي أعقبت الهجمات الانتحارية.

وبدأ «داعش» زحفه على «عين العرب» في 16 سبتمبر، وتمكّن من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في محيطها، وصولا الى دخولها في السادس من أكتوبر واحتلال أكثر من نصف المدينة التي تتراوح مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع.

إلا أن تدخّل الطيران التابع للائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ودخول مقاتلين من الجيش الحر وقوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان العراق الى المدينة للمساندة، أوقفا تقدم التنظيم الجهادي المتطرف.

وأمس الأول نفذت طائرات الائتلاف 30 ضربة على الأقل، استهدفت مراكز لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة (شمال) ومحيطها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال عبدالرحمن «لم نر منذ زمن بعيد عددا مماثلا من الضربات الجوية في فترة زمنية قصيرة».

ورغم ذلك، رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن غارات التحالف لم تضعف هذه المجموعة الجهادية المتطرفة في سورية بعد، قائلا في مقابلة مع قناة «الميادين» بثت الجمعة: «هل داعش اليوم وبعد أكثر من شهرين على غارات التحالف أضعف؟ كل المؤشرات تقول انه ليس أضعف». وأضاف «اذا لم تقم الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن بجهد حقيقي لإجبار تركيا على ضبط حدودها، فإذا كل هذه الحركة وحتى غارات التحالف لن تقضي على داعش»، مشيرا الى أن المقاتلين الأجانب في صفوف هذا التنظيم دخلوا سورية عبر الأراضي التركية.

غارات على درعا

وقتل أمس 25 مدنيا على الأقل بينهم طفلة وخمس نساء، وأصيب العشرات بجروح في قصف للطيران الحربي السوري على بلدة جاسم بمحافظة درعا الجنوبية، في حين قتلت سيدة سورية وأبناؤها الثلاثة السبت بقذيفة أطلقها مسلحو المعارضة على حي موال للنظام في حلب، ثاني مدن البلاد، وفقا للمرصد.

(دمشق، أنقرة ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)