صندوق تحيا مصر... «ما خَفي كان أقل»
لم تلق دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمصريين، بالتبرع لصندوق «تحيا مصر» الخاضع للإشراف المباشر من رئاسة الجمهورية - تأسس منذ 6 شهور لجمع 100 مليار جنيه لدعم الاقتصاد المصري - النجاح المتوقع، على الرغم من النجاح، الذي حققته دعوة مماثلة للرئيس بهدف المساهمة في مشروع «قناة السويس الجديدة» والتي استطاعت جمع ما يزيد على 60 مليار جنيه مصري خلال أقل من أسبوعيْن في سبتمبر الماضي.وأعلن السيسي صراحة، في حوار صحافي أجراه مع رؤساء تحرير صحف قومية مملوكة للدولة، أن الصندوق جمع بين 5 و6 مليارات جنيه فقط، ما يمثل 6 في المئة من الهدف المنشود، مضيفاً أنه على الرغم من ذلك فإنه لن يحصل على أي أموال من المتبرعين غصباً ولا بسيف الحياء، مضيفاً أن هناك توجهاً لتنشيط الصندوق في الفترة المقبلة، كما تم تخصيص مبالغ من الصندوق لإنشاء قرى لذوي الإعاقة تضم أندية ودور ضيافة ومضاعفة ميزانية البحث العلمي.
وكشفت تصريحات الرئيس هوة واسعة بين ما تمكن بعض أبناء الطبقة المتوسطة، فيما يبدو، من المساهمة به في مشروع قناة السويس الجديدة، وما قدمه رجال الأعمال والأثرياء للصندوق، وبدا واضحاً أن بعض التبرعات التي تم الإعلان عنها كانت للاستهلاك الإعلامي لا أكثر، إذ أن كثيراً من رجال الأعمال أعلنوا عبر وسائل مختلفة عن قيمة ما يعتزمون تقديمه للصندوق، والذي بلغ وفق تصريحاتهم نحو 25 مليار جنيه، في بدايه انطلاق الحملة، يوليو 2014، إلا أن تصريحات السيسي الأخيرة كشفت عدم جديتهم.واعتبر الخبير الاقتصادي صلاح جودة تراجع التبرعات للصندوق ليس أمراً مفاجئاً، لأنه يأتي في سياق فشل الدعوات السابقة للتبرعات خلال الأعوام القليلة الماضية، خاصة إذا ما اعتمدت على رجال أعمال.وحول ما إذا كان هناك تأثير لذلك التوجه على دعوات تحفيز الاستثمار، أكد جودة أنه لا يمكن بأي حال تصور أن رجال الأعمال المصريين حققوا ثرواتهم بمعزل عن دعم الدولة أو المصريين سواء بالتسهيلات المباشرة للاستيراد مثلاً أو بالعمالة المؤقتة التي تحصل على أقل الأجور، وفي المقابل يتخاذل البعض عن المشاركة في التبرع، داعياً إلى عدم التساهل بشأن أي مخالفات يرتكبها رجال الأعمال.