تصوّر أعمالك على مدار الأسبوع، فكيف تحافظ على تميّزها رغم الضغوط؟

Ad

 

عندما أتوّلى إخراج عمل ما أنسى أي أمر آخر لأركّز عليه من دون سواه فأعطيه هويته الخاصة، وأفيه حقّه مبتكراً له جوّاً مختلفاً عن البرامج الأخرى. أمّا بالنسبة إلى توافر الوقت، فبسبب الضغوط أشرف على بعض البرامج لأتقاسم تنفيذ حلقاتها مع مخرج آخر.

 

ما الذي ميّز «رقص النجوم» هذا الموسم حتى حقق هذا النجاح الكبير؟

 

عرضه عبر قناتي «النهار» و{فوكس» وتصويره  بتقنية HD، فضلا عن التوليفة الناجحة للنجوم المشتركين الذين أضفوا جواً مختلفاً هذا العام. إلى ذلك أُضيفت عناصر بصرية وتقنية جديدة منحته نكهة مميّزة، وهذا تسلسل طبيعي لمسار أي برنامج من موسم إلى آخر.

 

هل اكتسبت خبرة في مجال الرقص كونك واكبت ملاحظات أعضاء اللجنة بعرض الحركة المناسبة للمشترك؟

 

لم ننجح دائماً في ذلك، إلا أننا استطعنا أحياناً ملاحظة ما يمكن أن يكون قد لفت نظر أحد أعضاء لجنة التحكيم سلباً أو إيجاباً في كل رقصة. وأنوّه، في هذا الإطار، بسرعة مشغّل الحركة البطيئة وبجهود فريق العمل الذي قدّم أفضل ما لديه حتى عُرض البرنامج بمستوى تقني عالٍ على صعد الإضاءة والغرافيكس والتصوير، فتفوّقنا على البلدان الأوروبية التي تعرض هذا البرنامج أيضاً.

 

هل استمتعت بإخراجه مع توافر هذه التقنيات المتطورة؟

 

استمتعت بصرياً ومهنياً وبفترة التحضير لكل حلقة على مدار الأسبوع، إذ كنا  نستلم فيلماً مصوّراً عن رقصات المصممين المحترفين  مطلع الأسبوع لتحضير إخراجها وتقطيعها نظرياً على الورق قبل تنفيذها لحظة الأداء التجريبي مع المشتركين استعداداً للحلقة المباشرة عبر الهواء.

 

لماذا حدّثتم هذا الموسم من «حديث البلد»؟

 

يجذب التغيير والتجديد الجمهور لمتابعة البرنامج، بصراحة أحنّ إلى التركيبة السابقة وإلى الديكور الذي أحببته كثيراً، إنما كان لا بد من تحقيق تغيير ما يتماشى مع العصر ويعطي البرنامج دفعاً جديداً.

 

هل ثمة صعوبة في اختيار الضيوف والمواضيع بعيداً من الرتابة التي قد تصيب أي برنامج؟

 

تكمن الصعوبة في ابتكار توليفة مناسبة تضمّ مواضيع متنوّعة وضيوفاً منوّعين في تسلسل جيّد في الحلقة، فلا يمكن مثلا استضافة أربعة  رجال بشكل متتالٍ من دون إدخال عنصر نسائي، أو استقبال ضيوف من الفئة العمرية نفسها، أو طرح مواضيع متشابهة في الحلقة نفسها. صحيح أنه لا تتوافر أحداث أسبوعية مهمّة، ما ينعكس تفاوتاً في مستوى الحلقات، إنما نحافظ على حدّ أدنى من المصداقية والثبات لجذب المشاهد، فيبقى البرنامج فعلا «حديث البلد».

 

برنامج «مذيع العرب» فريد من نوعه عربياً، ما الذي يميّز  هذه التجربة عن سواها؟

 

اعتدنا البرامج المرتكزة على المنافسة بين مغنّين أو راقصين، إنما لم نشهد سابقاً اختيار أفضل مذيع، لذا وجدنا صعوبة بتحديده بشكل يجعل مضمونه لافتاً، خصوصاً أنه يرتكز طيلة ساعتين من الوقت على الحوار. من هنا جاءت فكرة تغيير الديكور بين الفقرات، أي بين انتقال المنافسة من برنامج إلى آخر، فيبدو كأننا نقدّم 10 برامج في برنامج واحد. فضلا عن أن تنوّع ثقافة المشتركين جعلته مشوّقاً أكثر، عدا عن استخدام تقنيات عالية مواكبة للعصر والتطور التكنولوجي الراهن.  أعترف أن تنفيذ هذا البرنامج كان مهمة صعبة وتحدياً كبيراً، وقد اعتبر بعضهم  أنه لن ينجح جماهرياً،  مع ذلك حقق نسبة مشاهدة مرتفعة في مصر والخليج، للأسف لم تبثه أي محطة لبنانية بعد، لكنني واثق بأنه سيحظى باهتمامها في الموسم المقبل.

 

كيف تم اختيار لجنة التحكيم؟

 

ثمة جانب منطقي وآخر يتعلق بأهمية هؤلاء في مجالهم. اخترنا طوني خليفة لأنه يملك خبرة تلفزيونية طويلة وابتكر خطاً خاصاً به في التقديم، فضلا عن أنه مشاكس وصريح في إبداء الرأي لذا كان لا بدّ من توافر شخص مماثل في اللجنة. أمّا منى أبو حمزة، فهي وجه إعلامي راقٍ ومثقفة وجميلة، تمثّل الإعلام الذي يتناول مواضيع مختلفة، كما أنها، رغم تجربتها التلفزيونية القصيرة، بدت كأنها وُلدت جاهزة لهذا المجال. بالنسبة إلى ليلى علوي، فأجرت مئات الحوارات مع مذيعين من المستويات كافة، لذا تملك خبرة في نوعية الأسئلة المطروحة، فضلا عن أنها قدّمت في بداية مسيرتها المهنية برنامجاً تلفزيونياً في مصر. إلى ذلك ينضمّ ضيف أسبوعي إلى لجنة التحكيم من الوجوه الإعلامية العربية المعروفة.

 

بم يتميّز برنامج «خليها علينا»؟

 

مؤلف من خمس  فقرات متنوعة، ويرتكز على تقديم أروى مجموعة من الأخبار الفنية والسياسية والاجتماعية بأسلوب ساخر، فضلا عن محاورتها أحد نجوم الصف الأول في كل حلقة.

 

ما رأيك في برامج إطلاق المواهب؟

 

ثمة طفرة في البرامج التي تُعنى بالغناء والموسيقى لكنّها تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، فضلا عن أن غالبية البرامج العالمية المماثلة متوافرة لدينا، إضافة إلى البرامج المبتكرة الأخرى.  إنما المشاهد هو الحكم برأيي، إذ يملك الحرية الكاملة في مشاهدة هذه البرامج أو عدم مشاهدتها.

 

ما أهمية الاختلاط العربي في البرامج التي تقدّمت على المسلسلات في هذا الإطار؟

 

توافر عناصر من الدول العربية مهم جداً للانتشار ولإغناء التجربة ثقافياً، إنما ثمة جانب آخر أساسي أيضاً يجعل مستوى الإنتاج عالياً،هو الخلطة بين المحطات التلفزيونية وعرض البرنامج نفسه عبر محطات عدّة في مصر والخليج ولبنان، ما يفسح في المجال أمام موازنة  أكبر تؤمن إنتاجاً أضخم وجودة عالية ويفرض، في الوقت نفسه، مقدّمين ومشتركين وفريق عمل من هذه الدول.

 

ما رأيك بالخلطة العربية الدرامية؟

 

تأتي أحياناً مزيفة غير منطقيّة، وذلك عندما يكون الأخوة مثلا من بلدان مختلفة، فيما تنجح الخلطة حين تكون تركيبة السيناريو ذكية تبرر بشكل منطقي توافر ممثلين من بلدان مختلفة.

 

نشهد برامج مستنسخة بين المحطات على صعيد المضمون والهوية، فهل هذا أمر مشروع؟

 

البرامج المعنية بالفضائح والقضايا  الاجتماعية الآنية الساخنة متوافرة في كل البلدان وهي موضة راهناً، إذ نشهد في كل مرحلة طفرة في نوع معيّن من البرامج سرعان ما يخفّ لصالح نوع آخر، لذا يبقى الأمر مشروعاً طالما يحافظ كل برنامج على هويته الخاصة وتركيبته التي تميّزه عن سواه. 

 

هل تشعر بتحدٍّ أكبر إذا توليت إخراج برنامج يعرض عبر محطة أجنبية؟

 

يختلف التحدّي في هذا الإطار كوني أسعى إلى تنفيذه بشكل أفضل مما ينفذّه مخرج أجنبي. أمّا إذا كنّا نبتكر برنامجاً جديداً، فيتمثّل التحدي في إبتكار تركيبة ناجحة تتمتع بمواصفات التركيبات الناجحة التي تستمرّ من موسم إلى آخر وتكسب جماهرية واسعة، أي تكون الحلقات متناسقة وذات تسلسل متوازن  يجذب المشاهد فلا يضطر إلى تغيير المحطة بين الفقرات.

 

أين أصبح فيلم «بالصدفة» (كتابة كلوديا مرشليان)؟

 

يسير على السكة المناسبة رغم بعض العراقيل لكنني مصمم على تنفيذه وسنعلن عنه فور جهوزه.

 

كيف ترى واقع السينما والدراما في لبنان؟

 

لمسنا تطوّراً سينمائياً خصوصاً لجهة توافر الأفلام سنوياً، وحققت الدراما اللبنانية نقلات نوعية في السنوات الأخيرة، ونراها راهناً على الخريطة العربية بفضل الاختلاط الذي أضاء على النجوم اللبنانيين، ما جذب المشاهد العربي إلى متابعة المسلسل اللبناني المحلي.

ألم يطغَ المبدأ التجاري على المبدأ الفنّي تلفزيونياً؟

 

المبدأ التجاري متوافر دائماً لأنه يضمن استمرارية لمحطات التلفزيون. إنما يجب التوفيق بين الجانبين التجاري والفنيّ لنقدّم مستوى عالياً، وهذا أمر صعب لا يتحقق دائماً. لكنني أحاول تحقيقه عبر فيلمي السينمائي، أي تأمين الجانب الفنّي العالي جداً من دون أن يفشل الفيلم تجارياً فيسترد كلفة إنتاجه المرتفعة.

 

ما رأيك بالمحطات التي تحمل لواء قضايا معيّنة تدافع عنها وتروّج لها؟

 

ذلك ممكن شرط ألا  تقع سجينتها بل تتوجه إلى المشاهدين الذين لا يؤمنون بالقضية نفسها من خلال تقديم برامج منوّعة تهمّ الجميع. شخصياً أفضّل أن تكون المحطة شاملة لإرضاء شرائح المجتمع كافة فتنجح عبر جذب نسبة مشاهدة مرتفعة.

 

ألم يعد يستهويك تنفيذ الأغاني المصوّرة؟

 

ابتعدت عن هذا المجال منذ أكثر من خمس  سنوات بقرار ذاتي، لأننا شهدنا حينها دخلاء يوّقعون اسمهم غير مستحقّين على أعمال صوّرها لهم مدير تصوير ماهر في الطبيعة، ما خفف رونق هذا النوع الإخراجي،  لذا أردت استثمار وقتي في أمور قيّمة لا يستطيع تنفيذها سوى من يملك خبرة واسعة، أي إخراج برامج تلفزيونية وإنتاجها. ربمّا اذا اقتنعت بفكرة معيّنة جميلة أقدّم كليباً مصوّراً مجدداً.

 

هل أعجبك أي عمل أخيراً؟

 

 ثمة مخرجون يقدمون أعمالا جميلة حافظوا من خلالها على مستواهم الراقي، وفي هذا الإطار أنوّه بكليب أحببته كثيراً هو «يا مرايتي» للفنانة إليسا، إخراج أنجي جمّال وقد هنأتها على موضوعه وطريقة إخراجه وتنفيذه.