وصف رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أبوبكر الجندي، الزيادة السكانية في مصر بأنها نقمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلاده حالياً، لافتاً إلى أنه لا إحصاء رسمياً لعدد الأقباط منذ عام 1986. ورفض الجندي، في حوار مع "الجريدة"، التشكيك في إحصاءات وبيانات الجهاز الدورية، مشدداً على استقلاليته ومصداقيته، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى معدلات الزيادة السكانية الحالية؟

- تعداد السكان في مصر يزداد حالياً بمعدل أربعة مواليد في الدقيقة الواحدة، بما يعني مولودا كل 15 ثانية، وهذه الزيادة غير طبيعية بالمقارنة حتى بالدول النامية مثلنا، حيث تبلغ معدلات الزيادة لديها 1.5%، بينما تصل في مصر راهناً إلى 2.6% أي تقترب من الضعف، في حين أن معدلات الزيادة السكانية في الدول المتقدمة نسبتها 0.6% فقط، وعندما نقارن الزيادة بمعدلات النمو الاقتصادي البالغة 2%، فهذا يعني أن تلك الزيادة ستأتي بخصائص متدنية.

• لكن هناك دولا مثل الصين استطاعت استغلال الزيادة السكانية في تحقيق طفرة اقتصادية؟

- خصائص السكان في الصين تختلف تماماً عن نظيرتها في مصر، فالكوادر البشرية في الصين مدربة على مستوى عالٍ، بينما خصائص السكان في مصر متدنية، لذا أرى أن الزيادة السكانية في مصر حالياً تعد نقمة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد.

• كم يبلغ عدد السكان داخل مصر؟ وهل لديكم رقم دقيق لعدد المصريين في الخارج؟

- السكان في مصر حالياً تجاوزوا 86 مليون نسمة، ونعد حالياً لإجراء التعداد السكاني الشامل الذي نقوم به كل عشر سنوات، حيث من المقرر إجراؤه عام 2016، أما إحصاء عدد المصريين في الخارج فهذه ليست مسؤوليتنا، بل مهمة السفارات، حيث تقوم بعملية الإحصاء من واقع البيانات المسجلة لديها عن المقيمين في الخارج، والإحصاءات الرسمية تقول إن عددهم يبلغ نحو مليون نسمة، أما التقديرات فتشير إلى بلوغهم نحو ستة ملايين.

• لماذا توقف المركز عن إصدار إحصاءات بأعداد الأقباط؟

لا يوجد تعداد للأقباط منذ عام 1986، والذي بلغ في ذلك الوقت 5.7% من عدد السكان أي حوالي ثلاثة ملايين نسمة، ولا يمكن إعلان إحصائية خاصة بالديانة، لأن خانة الديانة في استمارة التعداد التي يقوم بها الجهاز اختيارية، لذا لا يمكن إعلان عدد الأقباط أو المسلمين، وبالتالي الجهاز لا يملك أرقاماً دقيقة عن أعداد أي فئة دينية في مصر.

• ما السبب الرئيس وراء الزيادة السكانية؟ وكيف يمكن مواجهة هذه المشكلة؟

- السبب الرئيس المتعارف عليه عالمياً هو الفقر، فكلما زاد الفقر ارتفعت نسبة المواليد، لأن الفقير يعتبر المولود بالنسبة إليه مصدراً للدخل، لذا نجد أن المحافظات الأفقر في مصر وهي محافظات الصعيد تعد الأكثر نمواً في عدد السكان حيث تمثل نحو 25% من إجمالي السكان، بينما تعد محافظة القاهرة الأعلى كثافة حيث تصل إلى 40 ألف نسمة في الكيلومتر المربع في بعض المناطق، وهي تعد من أكثر الأماكن كثافة على مستوى العالم، ولكي نستطيع مواجهة هذه المشكلة فإن ذلك يتطلب تضافر الجهود في مؤسسات الدولة كافة ونشر الوعي لدى المواطنين.

• لماذا يشكك البعض في البيانات والإحصاءات التي يصدرها الجهاز؟

- لأننا جهاز حكومي وبالتالي الشعور السائد في الفترات السابقة هو فقدان الثقة بالأجهزة الحكومية، لكن لدينا من الأدلة والمستندات ما يكذِّب هذه الادعاءات، ويؤكد صدق ما نقوم به، حيث إن كل الأرقام التي تصدرها المنظمات الدولية عن مصر خلال السنوات الأخيرة مثل «صندوق النقد الدولي» هي أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وهو الأمر الذي يؤكد ثقتهم بنا، بالإضافة إلى أن الجهاز مستقل ولا تتدخل أي جهة في عمله.

• ما مدى دقة وقانونية استطلاعات الرأي التي تقوم بها المراكز الخاصة؟

- غالبية استطلاعات الرأي التي تنفذها المراكز الخاصة تكون بطريقة غير مباشرة من خلال الهاتف أو عبر الإنترنت، وبالتالي لا تتمتع بمستوى عالٍ من الدقة، أما الاستطلاعات المباشرة فتتطلب موافقة الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لمعرفة الغرض منها.