تعكف السيناريست مريم ناعوم  على تحويل رواية «واحة الغروب» للروائي بهاء طاهر إلى مسلسل درامي، تمهيداً لعرضه في رمضان 2015، من بطولة نيللي كريم، كذلك تعكف شهيرة سلام على كتابة سيناريو «أريد رجلاً» المأخوذ من رواية بالاسم نفسه لنور عبد المجيد، بطولة إياد نصار. أيضاً مسلسل «أنا عشقت»، من بطولة أمير كرارة ومنذر رياحنة،  مأخوذ من رواية الأديب  محمد المنسي قنديل، الذي كان مرشحاً للعرض في رمضان الماضي، إلا أن الظروف الإنتاجية حالت دون ذلك، وسيُعرض قريباً.

Ad

 

ثقل درامي

نيللي كريم صاحبة الحظ الأوفر في بطولة أعمال مأخوذة من روايات أدبية، على غرار مسلسلي «ذات» و{سجن النساء» وفيلم «الفيل الأزرق»، تؤكد أنها تهوى الأعمال المأخوذة من روايات أدبية، لما لها من ثقل درامي وأدبي، «فهي مكتوبة في الأساس لقراء الأدب، وهذا يضمن، في حد ذاته، قوتها، ذلك أن قارئ الأدب مختلف تماماً عن متابعي المسلسلات، ويحتاج خطوطاً درامية متشابكة وغير تقليدية».

تضيف أنها لم تتوقع كل هذا النجاح الذي حصدته هذه الأعمال، في ظل خشية بعض زملائها منها باعتبار أنها  مغامرة غير محسوبة، موضحة أنها تسعى وراء هذه الأعمال، من باب اختيارها النص الجيد، والتوفيق يكون من عند الله الذي يكافئ المجتهد.

 بدوره يشير عبدالرحيم كمال، كاتب سيناريو «دهشة» المأخوذ من رواية «الملك لير» (عرض في رمضان 2014 )، إلى أن على السيناريست معرفة لماذا يريد تقديم إحدى الروايات الأدبية في شكل مسلسل، وفي حال لم يكن يعرف السبب  لن  يجد  المشاهد حافزاً لمتابعة مسلسله، مضيفاً أن على السيناريست التدخل في سياق الرواية الأصلية لتتم معالجتها بشكل يلائم المشاهد، فتحويل الروايات إلى مسلسلات يشبه الترجمة التي يجب أن يتدخل فيها المترجم لتكون الصياغة مفهومة ولا تأتي حرفية ركيكة.

يضيف: «تحويل عمل أدبي إلى مسلسل صعب، ويحتاج امتلاك السيناريست أدواته جيداً، خصوصاً عندما يكون النص الأصلي مقروءاً بشكل جيد، على غرار رواية «الملك لير»، الذي راهن البعض على صعوبة تحويلها ومعالجتها، لتقدم في بيئة صعيدية».

يتابع: «يجب أن يكون السيناريست على نفس درجة تمكن صاحب الرواية الأصلية وموهبته، ليستطيع مجاراة الرواية وابتكار شخصيات جديدة لا تكون مقحمة على العمل، وأن تكون لديه قدرة على التحكم لصنع جو جديد في العمل من دون الإخلال بروح الرواية الأصلية».

مهارة وخبرة

حول «أريد رجلاً» الذي سيعرض خلال 2015 تقول السيناريست شهيرة سلام: «يقع المسلسل في 60 حلقة ستُعرض  دفعة واحدة بدءاً من مايو، على أن يعرض الجزء الثاني في شهر رمضان»، لافتة إلى أن الاعتبار الأول في نجاح المسلسل المأخوذ من عمل أدبي يكون للرواية الأصلية، فإذا لم تكن جيدة لن يكون المسلسل متميزاً بالتبعية، مؤكدة أنها عندما قرأت رواية «أريد رجلاً» شعرت بأنها مختلفة عما قدم في هذا السياق، من هنا تمسكها بتحويلها إلى مسلسل.

تضيف: «اضطررت إلى إدخال شخصيات جديدة على الرواية  لتقديمها في ستين حلقة، وكي لا يأتي المسلسل طويلاً من دون داع». تشير إلى انه يتمحور حول دور الرجل في حياة النساء، يؤدي دور البطولة: إياد نصار، ظافر العابدين، أحمد عبدالعزيز، مريم حسن، سهر الصايغ، سهير المرشدي، لقاء سويدان، وأميرة العايدي.

بدوره يعزو الناقد الفني كمال القاضي نجاح الأعمال الأدبية المحولة إلى دراما تلفزيونية إلى مهارة السيناريست وكفاءة المخرج وتوقيت عرض المسلسل وعدد مرات تكرار عرضه، «ذلك أن غالبية الأعمال التي تم تحويلها تكون في الأساس لروائيين ، لهم أسماؤهم الكبيرة في مجال الأدب، بالتالي نجاح العمل أو فشله يعود إلى الأدوات التلفزيونية، مردداً الجملة الشهيرة لنجيب محفوظ: «من يريد أن يشاهد أعمالي عليه قراءتها».

يتوقع القاضي أن تكون المسلسلات المأخوذة من روايات هي «الحصان الأسود» لدراما 2015، شرط أن  تساعد الخلطة الجماهيرية للمسلسل على ذلك.

يضيف: «ثمة  أعمال لروائيين كبار حصدت جوائز، لكن عندما حُولت إلى مسلسل جاءت باهتة، لأن عوامل كثيرة تتحكم بالشاشة، ضارباً المثل بمسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، الذي كتب قصته الأصلية إحسان عبدالقدوس، فلولا إعادته مئات المرات لما حفظه الجمهور وتعلق به، بالإضافة إلى عرضه الأول في وقت مميز في شهر رمضان».

يؤكد القاضي أن المسلسل المأخوذ عن قصة أدبية يضمن للمشاهد فكرة جيدة بعيدة عن الإسفاف، وجملاً حوارية ترقى بمستواه الفكري، فلا يرضى كاتب كبير كالمنسي قنديل أو بهاء طاهر أو صنع الله إبراهيم أن يحول سيناريست ضعيف مهنياً روايته، ولو لم يلق المسلسل النجاح الجماهيري المطلوب، فالعبرة عند المؤلف الأصلي للرواية هي قوة السيناريو والحوار ثم تأتي، بعد ذلك، أمور أخرى.