كيف تقيّم المسلسلات الثلاثة التي شاركت فيها؟

Ad

شكّل «ولاد البلد» محط أنظار كثيرين في لبنان و{اتهام» محط أنظار المصريين، أما «عشق النساء» فكان وقعه أكبر منهما كونه عُرض عبر قنوات عربية.

أي دور كان استثنائياً بالنسبة إليك؟

أعتبر دوري في «الغالبون» محطة مهمّة في مسيرتي، كذلك في المسلسلات الثلاثة المذكورة آنفاً، إنما ما من شكّ في أن دوري في «علاقات خاصة» سيشكّل نقلة نوعية أكبر.

خطواتك بطيئة ومتأنية، ورغم تقدّمك الملحوظ لم تنل حقّك في دور البطولة، لماذا؟

ثمة ممثلون يسعون إلى التمثيل بغضّ النظر عن نوعية الدور، فيما أسعى إلى دور يصل بسرعة إلى الناس فيتفاعلون معه سلباً أو إيجاباً. عُرضت عليّ سبعة مسلسلات رفضت خمسة منها، رغم أن دوري كان بطولة مطلقة، لأنني أقرأ بين سطور النص لأرى ما هو الأنسب ويخدمني فنياً ويدفعني إلى الأمام، ويكون خياري عادة بالتشاور مع المنتجين والكتّاب والمخرجين لتقديم العمل الأفضل، كذلك أسعى إلى تطوير ذاتي بحثاً عن طريق صحيحة في مسيرتي.

على أي أساس يكون الرفض؟

أحياناً لا يعجبني النص ككل، بغضّ النظر عما إذا كان دوري جيّداً أو لا، وأحياناً أخرى يكون الإخراج غير مناسب والقصة ليست جميلة.

لماذا ترفض ما دامم دورك جيّداً؟

لأن يداً واحدة لا تصفّق، أي يجب أن تكون المجموعة متكاتفة، فإذا حقَّق ممثل معيّن وحده النجومية سيضعف مجدداً، إنما بتضامن الفريق يرتفع كله حتى العنصر الضعيف فيه.

يُحكى عن استزلام بعض الممثلين للمنتجين بهدف الاستمرار وتحقيق نجومية، هل هذا واقع حقاً؟

كلام مغلوط وخاطئ. صحيح أنني قدّمت ثلاثة أعمال ناجحة مع المنتج زياد الشويري، إنما رغم متانة العلاقة والصداقة بيننا، ثمة مصلحة مشتركة أيضاً، فهو يختارني لمعرفته بنوعية عملي وإعجاب الناس بأدائي، ولإدراكه أنه يستثمر في المكان الصحيح. أتعاون راهناً مع شركتي إنتاج مختلفتين إنما استشير الشويري لياقة لأنني أعمل معه راهناً.

تتحدث بصراحة مطلقة في أي لقاء صحافي، ألا يسبب لك ذلك إحراجاً، خصوصاً أن الآخرين لا يتقبلون دائماً هذه الصراحة؟

الواثق من خطواته يمشي ملكاً. لم أتراجع يوماً عمّا قلته لأنني أفكّر قبل الكلام. يمكنهم تحليل أحاديثي كما يشاؤون إنما نيتي طيبة وصافية. أتحدّث بصراحة لأوضحّ الأمور كافة، من دون تجريح بالآخرين، ولا أرتكز على الكلام الفضائحي لتحقيق سبق. ولدت فقيراً واجتهدت حتى تدرّجت وحققت ذاتي، ولا أخجل من هذا الواقع ولا أعرف الكذب.

أي من الثنائيات تركت أثراً أكبر في مسيرتك؟

لم أشكل ثنائية مع أي من نجوم الصف الأول سوى ماغي بو غصن في سلسلة «كفى». أرغب في خوض تجربة الثنائية مع الممثلات كافة، مثل نادين الراسي، ورد الخال، سيرين عبد النور، نادين نسيب نجيم التي أرفع لها القبّعة، جويل داغر وداليدا خليل. أفتخر بهذه الأسماء واحترمها. من جهة أخرى، أحببت ثنائيتي مع جويل خوري كونها ممثلة واعدة، ومع كل من سارة أبي كنعان وميرفا قاضي.

ما الذي يتحكم بنجاح الثنائية؟

الانسجام، وكأننا مغرومان في الواقع، وهذا أمر مهمّ، إذ يجب أن تكون ثمة أمور مشتركة، خصوصاً أنني صريح أمام الشاشة كما صراحتي في الحياة، بعد ذلك يأتي النص الذي يحرّك مشاعرنا ويحوي أحاسيس إنسانية، من ثم يأتي الإخراج.

ما سبب التفاوت في نوعية الأعمال الدرامية؟

يجب أن تتوافر لجنة أو إدارة تُعنى بتقويم نوعية الأعمال، تتألف من اختصاصيين ومهنيين ما يضمن اختيار الأعمال الجيّدة. شخصياً، كانت تجربتي مع بعض المنتجين فاشلة، لأنهم لم يتطوّروا في عملهم على مدى سنين، لذا أصبحت انتقائياً أكثر في خياراتي.

وقفت على خشبة المسرح ومثلت فيلماً سينمائياً ولديك أعمال تلفزيونية، أي منها يمدّك بقوّة تمثيلية أكبر؟

لا شيء يضاهي رهبة المسرح في أول إطلالة على خشبته، إذ نشعر بالأدرينالين يرتفع في جسدنا، خصوصاً عند الوقوف على مسافة قريبة من الجمهور، والتفاعل معه. التمثيل على خشبة المسرح صعب ولا يمكن لأي ممثل مواجهته. صحيح أنني لم أتخصص في التمثيل إنما لدي إحساس داخلي تجاهه عرفت كيفية صقله وتطويره.

أديّت دور رجل معّنف للمرأة، فأي واقع تعيشه المرأة في العالم العربي؟

للأسف، ما زال بعض الرجال محدودي التفكير وعقلهم ذكورياً لا رجولياً، لذا دور المرأة، في الدول العربية، مهمّش أكثر من دورها في لبنان. في هذا السياق تسعى جمعيات عدة إلى تفعيل دورها، كونها صاحبة حقّ ولا تنقصها قدرات فكرية لإثبات ذاتها.

يعتبر البعض أن المشاركة العربية في أعمالنا نقلة نوعيّة لنا، أليست نقلة نوعيّة للممثل العربي، أيضاً، طالما أن جمهور الدراما كبير في لبنان؟

يقول الواقع إن الممثلين العرب أهم من اللبنانيين، إنما نحن لا نقلّ شأناً عنهم، لكن تسويقنا للدراما ضعيف، لذا بمساعدتهم ومن خلال الأعمال المشتركة، نخرج إلى الدول العربية، ويتعرفون إلينا ويطلبون مشاركتنا في أعمالهم بفضل أدائنا الجيّد.

صوتك جميل وتحيي حفلات في لبنان والخارج، فلماذا لم تصدر ألبوماً غنائياً لغاية الآن؟

لا أهدف إلى الغناء بل أركّز في التمثيل الذي يفرحني أكثر من إصدار ألبوم غنائي. تخصصت منذ سنوات بالغناء في جامعة الروح القدس في الكسليك، بالتالي لست دخيلا على هذا المجال، لكن ظروف الوطن والحياة لا تفسح في المجال أمام الاستمرار فيه، لسوء الحظّ، إلا أنني عوّضت في مكان آخر.

لكن المغنّي يحقق نجومية أكثر من الممثل.

طبعاً لأن الأغنية تصل إلى الجمهور بطريقة أسرع كونها تؤثر بسهولة أكبر، خصوصاً اذا كانت رومانسية. فيما يبقى تأثير المسلسل محدوداً وجمهوره أضيق.

هل يكرم الفنان والمثقف في وطنهما لبنان؟

ثمة تقصير من الدولة، فبدلا من أن تحضن هؤلاء الذين يخترقون قلوبنا وبيوتنا من دون استئذان، لا تكترث لهم ولا تساندهم في حياتهم أو مماتهم، بل تقلدهم أوسمة بعد الوفاة. أتمنى أن نصل إلى مرحلة يُقدّر فيها الفنان والمثقف قبل وفاتهما.

أديت دور القديس بولس في مسرحية «كلنا تقلا»، فما الإضافة التي اكتسبتها من خلال هذه المشاركة؟

اعتبر الدور محطّة بالنسبة اليّ، خصوصاً أنني أديت دور القديس بولس، لذا عشت هذه الحال بعمق، كلما وقفت على الخشبة لأداء دوري، وأرى أنه عظيم وأقوى من مجرّد رسالة.

هل من مشاريع أخرى؟

فيلم سينمائي مهم، إنما لا أستطيع الإفصاح عن أي تفاصيل حتى اكتمال العناصر.