التنبؤات الجوية... 80% صادقة و20% مخالفة
تباينت الآراء بشأن عدم تطابق التوقعات الجوية مع واقع الطقس المحلي، وأسباب تأخر موسم الأمطار في البلاد من كل عام. والتقت «الجريدة» بكل من الفلكي صالح العجيري ومدير إدارة الأرصاد الجوية بالطيران المدني محمد كرم والدكتور حسين الصراف لفتح هذا الملف.
أكد الفلكي صالح العجيري ان الامور المتعلقة بالجو والطقس يمكن ان يتم التنبؤ بها الا ان علم الارصاد الجوية لم يبلغ منتهاه ولا يزال غير مكتمل حيث ان 80% من التوقعات تصدق و20% منها تكون مخالفة والدليل على ذلك ان اكبر دول العالم اليوم وهي اميركا والتي تصدق توقعاتها 100% بالنسبة للجو ارادت ان تطلق مركبة فضائية فعملت على تأجيل اطلاقها قرابة سبع ساعات وذلك لتغير الجو مقارنة بما تم توقعه.وقال العجيري: لا شك ان المتنبئين وخبراء الارصاد الجوية معذورون لما يصدر من توقعات مخالفة لواقع الطقس المحلي لانه لم يبلغ الكمال حتى الان، مشيرا الى تأخر الامطار عن الوسم هذا العام. وأضاف ان البرد آت لا محالة، وأوله سيكون الاربعاء المقبل، مضيفا ان الامطار التي كانت متوجهة الى البلاد قبل فترة تحولت الى شمال البلاد وأمطرت على تلك المناطق، ونحن نأمل ان تكون هناك امطار الثلاثاء المقبل وسيكون بدء موسم الامطار على البلاد.
عناصر رئيسيةمن جانبه، بين مدير ادارة الارصاد الجوية بالطيران المدني محمد كرم ان ادارة الارصاد الجوية تقوم بعمل التوقعات للطقس للـ 24 ساعة وكذلك للاربعة ايام القادمة، حيث يقوم المتنبئ الجوي بدارسة خرائط الطقس الشاملة على العناصر الرئيسية للطقس من درجات الحرارة والرطوبة والضغط وسرعة الرياح واتجاهها وايضا دراسة حركة المنخفضات والمرتفعات الجوية وايضا الكتل الهوائية التي قد تؤثر على منطقتنا، وعلى ضوء ذلك تصدر التقارير عن حالة الطقس، ويتم رصد المعلومات المناخية بواسطة 27 محطة أوتوماتيكية موزعة على مناطق مختلفة في الكويت.وتابع: تنقسم هذه المحطات إلى 13 محطة أرضية (سطحية ومناخية) و10 محطات بحرية و4 محطات زراعية ومحطة اتوماتيكية متحركة لنقلها إلى أي موقع يحتاج فيه إلى عمل دراسة أو بحث أو إقامة مشروع يراد إنشاؤه في تلك المنطقة، علما بان هذه المحطات تقوم برصد وتسجيل جميع عناصر الطقس بالاضافة الى رادار الطقس وصور الاقمار الصناعية وذلك لتحسين اصدار تقرير لحالة الطقس المتوقعة وكذلك اصدار التحذيرات المناسبة في الاوقات المناسبة. المنازل الفلكيةوعن تأخر الامطار، قال انه من المعروف ان موسم الامطار يبدأ مع موسم الوسم والذي يبدأ من 15 اكتوبر ويمتد الى 5 ديسمبر وعادة خلال هذه الفترة تكون كميات الامطار لا بأس بها ويكون السبب الرئيسي لسقوط الامطار تقدم المنخفض الافريقي ليشمل الجزيرة العربية ولكن وجود المرتفع الجوي الواقع شمال الجزيرة العربية يعوق امكانية تقدم المنخفض الافريقي الى وسط الجزيرة وليس معنى هذا ان موسم الامطار ينتهي عند هذا التاريخ وانما موسم الامطار لدينا يمتد الى موسم السرايات بنهاية شهر مايو علما ان المعدل العام لموسم الامطار المسجلة لدى مطار الكويت الدولي 120 ملم ونستطيع القول ان الموسم لم ينته وما زالت هناك فرصة لسقوط امطار بحيث يقارب المعدل العام السنوي حسب التوقعات.تأخر البردومن ناحيته، قال رئيس قسم التنبؤات الجوية الدكتور حسين الصراف ان الكثيرين من علماء الغلاف الجوي توقعوا تكرار سيناريو العام الماضي بتأثرنا بالتذبذبات السلبية للقطب الشمالي والتي تحدث عندما يكون الغلاف الجوي ساخنا ودرجات الحرارة مرتفعة نسبياً لمنطقة القطب الشمالي، وفي نفس التوقيت يقابل ذلك انكماش المنخفضين الايسلندي واللويشياني جهة الجنوب فضلا عن ان الارتفاع النسبي لدرجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي يؤدي الى تدني الفروق في درجات الحرارة بين الكتل الهوائية القطبية الباردة نسبياً والكتل الجنوبية الدافئة في منطقة العروض الوسطى التي ضمنها منطقة الخليج العربي.وأضاف: نتيجة لذلك تضعف التيارات النفاثة المتجهة من الغرب للشرق وتقل سرعتها وحدتها، مما يتيح للكتل الهوائية الباردة الاندفاع من منطقة القطب الشمالي شمالاً الى العروض الوسطى جنوباً وهذا ما تأثرنا به العام الماضي.وتابع انه منذ مطلع شهر نوفمبر 2014 بدأت بوادر التذبذبات الجنوبية للمحيط الهادئ والمعروفة عالميا بظاهرة التنبؤ، وحسب النماذج المناخية والمعلومات السطحية لوحظ ارتفاع درجات الحرارة السطحية للمحيطات عن المعدل المناخي المعروف عالميا بالنسبة لهذا التوقيت من السنة بمعدل من نصف درجة الى درجة مئوية حتى الان، وعادة ما يصاحب ظاهرة التنبؤ فرق في الضغط الجوي بين شرق وغرب منطقة المحيط الهادئ المدارية، وتغيرات في كميات السحب، والرياح العلوية، والرياح المنخفضة، ومعدلات هطول الأمطار في منطقة المحيط الهادئ المدارية، مثلما حدث قبل ذلك في اعوام 1998 و2004 و2010، فهذه المؤشرات تعكس التغيرات واسعة النطاق في الغلاف الجوي، والتي بدورها تؤثر على انماط الطقس والمناخ الموسمي العالمي والاقليمي ومنها يكون تأثيرها على الاقاليم مختلفا عن المواسم الاخرى، وهذا احد الاسباب الرئيسة في تأخر الشتاء في منطقة الخليج العربي ومناطق متفرقة من مناطق العروض الوسطى.