● أول إدانة بتهمة تبرير الإرهاب

Ad

● دعوات للهدوء ومصر تحذر

● إسرائيل تشيع اليهود القتلى

مع صدور أول الإدانات بتهمة تبرير الإرهاب بعد اعتداءات باريس، شددت الرئاسة الفرنسية على استعدادها لمواجهة الخطر القائم وعدم الرضوخ أبداً، في حين ردت صحيفة «شارلي إيبدو» الهزلية على الاعتداء الذي قضى على هيئة تحريرها الأسبوع الماضي، بإصدار عددها الجديدة برسوم كاريكاتيرية ساخرة.

عشية صدور العدد الجديد لصحيفة شارلي إيبدو، والذي سبقته دعوات للمنظمات للإسلامية فرنسا إلى «الهدوء»، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن «فرنسا لن ترضخ أبداً ولا تنحني أبداً وستواجه المحن».

وقال هولاند، خلال حفل تكريم رسمي للشرطيين الثلاثة الذين قتلوا في الاعتداءات على الصحيفة الساخرة في باريس والتي أوقعت 17 قتيلاً في المجموع، إن «بلادنا الكبيرة والجميلة فرنسا لا تنكسر أمام الخطر الذي مازال قائماً من الخارج والداخل»، مشيراً إلى أن «الجهاد والإسلام المتطرف يضرب هؤلاء الذين يريدون أن يكونوا أحراراً»، وداعياً إلى المزيد من الحذر واليقظة أمام الخطر.

وفي ردها على تصفية إدارتها وفي مقدمتهم مديرها شارب وثلاثة من أبرز رساميها ولينسكي وكابو وتينيوس على يد الجهاديين الفرنسيين شريف وسعيد كواشي الأربعاء الماضي، تنشر صحيفة «شارلي إيبدو» على الصفحة الأولى من عددها اليوم رسماً كاريكاتيرياً جديداً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مؤكدة بذلك تمسكها بـ«الحق في الإساءة الى الأديان».

وتصور رسوم «شارلي إيبدو» النبي صلى الله عليه وسلم بعينين دامعتين يحمل لافتة كتب عليها «أنا شارلي» على غرار الملايين الذين تظاهروا الأحد في فرنسا تحت هذا الشعار دفاعاً عن حرية التعبير. ويعلو صفحتها الأولى عنوان للكاريكاتير، الذي يحمل توقيع الرسام لوز، «كل شيء مغفور». في عبارة تهدف إلى التهدئة وتتناقض مع أسلوب الصحيفة الهزلية. ويصدر العدد الجديد بثلاثة ملايين نسخة مقابل ستين ألفاً عادة ويترجم إلى 16 لغة ويباع في 25 بلداً.

هدوء وتحذير

في المقابل، دعت أكبر منظمتين لمسلمي فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية واتحاد المنظمات الإسلامية أمس المسلمين الى «التحلي بالهدوء وتفادي الردود الانفعالية» عشية صدور عدد «شارلي».

بدورها، أكدت دار الافتاء المصرية أمس أن «إقدام المجلة المسيئة على هذا الفعل هو استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام للنبي صلى الله عليه وسلم».

وقالت دار الافتاء إن «هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام، كما أن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه».

تبرير الإرهاب

في غضون ذلك،، أصدر القضاء الفرنسي للمرة الأولى إدانات بتهمة تبرير الإرهاب، وهو جرم أدرج مؤخرا في القانون الجنائي. ففي تولوز حكم على شاب بالسجن 10 أشهر مع النفاذ وأودع السجن، بعدما أعرب في الترامواي عن تضامنه مع الأخوين كواشي.

وفي تولون، حكم على شاب آخر أمس الأول بالسجن عاماً بعدما نشر على صفحته على فيسبوك صور جهاديين وتصريحات تبرر هجمات باريس الدامية. لكنه مازال طليقاً نظراً إلى عدم طلب النيابة سجنه فوراً.  وفي ستراسبورغ ونيس، أرجئت محاكمتا رجلين بالتهمة نفسها إلى موعد لاحق لكنهما أبقيا قيد الحجز. ونشر الأول على صفحته على فيسبوك صورة بندقية وذخائر على الأرض تحمل تعليقاً بخط اليد يقول «قبلات حارة من سورية، باي باي شارلي». واتهم الثاني بأنه وجه الكلام مرتين إلى عناصر شرطة أمام مركز لهم في حي يسوده التوتر هاتفا «100 في المئة كواشي».

وفي تولوز وأورليان، أدين عدة أشخاص بتهمة ارتكاب أعمال عنف بعد أن هددوا شرطيين بالقتل بالكلاشنيكوف، السلاح الذي استخدمه منفذا الاعتداء.

بلغاريا توقف مشتبهاً

وفي بلغاريا، أعلنت النيابة العامة أمس أن فرنسياً أوقف في بلغاريا في الاول من يناير لمحاولته التوجه الى سورية يشتبه في ارتباطه بشريف كواشي. وصرحت النائب العام في منطقة هاسكوفو (جنوب) دارينا سلافوفا أن مذكرة التوقيف التي اصدرتها فرنسا بحق فريتز-جولي يواكين تتهمه «بالمشاركة في عصابة إجرامية مسلحة تهدف الى تنظيم اعمال إرهابية». وتوضح المذكرة أيضاً أنه «قبل رحيله في 30 ديسمبر الى تركيا كان على اتصال متكرر بأحد الشقيقين، شريف كواشي». وكان يواكين (29 عاماً) المتحدر من هايتي أوقف مع ابنه فيما كان يحاول عبور الحدود البلغارية الى تركيا في حافلة.

تشييع اليهود

 

وفي القدس، حيث يتزايد القلق حيال أمن اليهود في فرنسا وأوروبا عموماً، شيّعت إسرائيل أمس اليهود الاربعة الذين قتلوا الجمعة في هجوم باريس حيث يدفنون في القدس بناء على رغبة عائلاتهم. ودفن يوهان كوهين ويوهاف حطاب وفيليب إبراهام وفرنسوا ميشال سعادة في أكبر مقبرة في القدس الغربية سبق أن دفن فيها عام 2012 الأطفال اليهود الثلاثة ومدرسهم الذين قتلوا في فرنسا برصاص الجهادي محمد مراح. وخلال المراسم، قال الرئيس رؤوفين ريفلين: «لا يمكننا السماح في عام 2015 وبعد 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، ان يخاف اليهود من السير بالشارع في أوروبا وهم يضعون القلنسوة»، مضيفاً: «أشقائي وشقيقاتي يهود فرنسا، أنتم موضع ترحيب في إسرائيل».

الاشتباه في المسلمين

وفي ألمانيا، حذرت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، أيدان أوتسوجوتس، من الاشتباه في جميع المسلمين بشكل عام بعد هجوم فرنسا. وقالت لإذاعة «برلين-براندنبورغ» أمس، إن أغلب المسلمين الذين يبلغ عددهم نحو أربعة ملايين في ألمانيا يعيشون منذ عقود في سلام.

وفي الوقت الذي حشدت فيه حركة «بيغيدا» المناهضة للإسلام الآلاف مساء أمس الأول في دريسدن (شرق) مستغلة الاعتداءات لتعزيز صفوفها، شددت المستشارة أنغيلا ميركل على أهمية الإسلام في ألمانيا.

وشاركت ميركل مع الرئيس يواكيم غوك ووزراء آخرين بينهم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير أمس في التظاهرة التي نظمتها جمعية «المجلس المركزي للمسلمين» و»رابطة الجالية التركية في برلين» من أجل «ألمانيا منفتحة ومتسامحة ومن أجل حرية الدين والرأي».

«بيغيدا» في النرويج

وفي النروج، سار قرابة 200 شخص من المناهضين للإسلام أمس الأول في أوسلو تلبية لدعوة حركة «بيغيدا» الألمانية التي تمددت إلى دول أوروبية أخرى. والهدف، من أولى المسيرات خارج ألمانيا، بحسب ماكس هرمانسن الاستاذ في المعهد الذي يقف وارءها، هو «لفت الانتباه إلى أننا نواجه تحديات كبرى ومشاكل كبرى مرتبطة بالهجرة المسلمة الى النرويج التي باتت تحت تأثير الإسلام».

(باريس، برلين، أوسلو- أ ف ب، رويترز، د ب أ)