زياد الرحباني... وجهته برلين وليس موسكو

نشر في 13-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 13-01-2015 | 00:01
No Image Caption
بعد روسيا التي لم يهاجر إليها، على عكس ما أخبرناً سابقاً، اختار زياد الرحباني برلين وجهة سفره، مصرّحاً بأن أمامه أقل من شهر «ليصفي حساباته مع لبنان وعائلته وفرقته الموسيقية وأرشيفه والميني ماركت».
 لم يتوان الرحباني، في الفترة الأخيرة، عن الإدلاء بدلوه والاسترسال في الحديث عن علاقته بوالدته السيدة فيروز، وبشقيقته ريما، مؤكداً أنه قبل مغادرته سيضع النقاط على الحروف في ما يخص علاقته بـ{حزب الله». ويبدو أنه قبل الرحيل قرر الإكثار في تعليقاته الإعلامية.

توتر وقطيعة، هكذا يمكن وصف علاقة زياد بوالدته، منذ سنة تقريباً لغاية اليوم، وذلك بسبب إدلاء زياد بتصريح كشف فيه أن فيروز تؤيد السيد حسن نصرالله ومعجبة بخيارته السياسية، مع أنه معروف عنها حرصها على النأي بنفسها عن دهاليز السياسية والتزام الصمت، ولم يصدر عنها أي تصريح سياسي أو حتى فني.

في مواجهة ذلك، ردّت شقيقته ريما الرحباني ومديرة أعمال فيروز على كلامه، فرأت أنه أدخل فيروز «أيقونة لبنان» في جدال وأقحمها في زواريب السياسية اللبنانية الضيقة، موضحة أن ما قاله شقيقها لا يتعدّى كونه تكهنات وتركيبات زياديّة على حساب فيروز فقط لا غير.

من الطبيعي أن تثير تصريحات زياد عاصفة من النقد من محبي فيروز ومعجبيها على امتداد لبنان وخارجه، إلا أنه اكتفى بالرد قائلا: «من يهاجم فيروز ونصرالله يدافع عن إسرائيل».

أزمة صحية

لم ينكر الرحباني، في حديث أخير له، حزنه لابتعاد والدته وعدم سؤالها عنه في أزمته الصحية التي واجهها أخيراً، ورغم علمها بقراره مغادرة لبنان إلا أنها لم تحرّك ساكناً تجاهه، عازياً ذلك إلى غضبها منه.

كان زياد الرحباني كشف أخيراً بأن الوساطات بينه وبين والدته فشلت، حتى أنها رفضت وساطة اثنين من القيادات السياسية المرموقة، فطلبت من الأول ألا يتدخل، ولم تجب على الثاني.

تصريحات زياد الدائمة والعشوائية كانت مثار جدل بينه وبين والدته، فقد سبق أن لمح حول آراء فيروز السياسة، ومواظبتها على سماع {صوت الشعب}، الإذاعة الرسمية للحزب الشيوعي اللبناني، بهدف شرح وجهة نظرها السياسية حينها، مكتفياً بالإشارة إلى صداقة متينة تجمعها بالدكتور سليم الحص.

أضاف في هذا السياق: {تكفي هذه الصداقة لتشير إلى النظرة التي تملكها فيروز تجاه لبنان». أزعج هذا الأمر فيروز يومها، لكن سرعان ما تمت لفلفته ولم يأخذ أبعاداً كبيرة.

رغم وعده بأنه لن يتطرق إلى أي موضوع يخص والدته كي لا يزيد أسباب البعد بينهما، إلا أنه صرح أخيراً بأن {فيروز بشر تصيب وتخطئ ويجب أن تبادر هي إلى معايدتي ومراضاتي}، وإذا كان تحاشى الحديث عن توجهات والدته السياسية، إلا أنه تحدث عن العلاقة بين والديه التي طالما كانت متوترة، هذا أمر يعرفه الجميع، إلا أنه لم يصدر من أي فرد من داخل البيت الرحباني.

صوّر زياد نفسه بأنه ضحيّة والديه وخلافاتهما الدائمة، مشيراً إلى أنه تحمل مشاكلهما على مدار أعوام بل حملهما مسؤولية فشل زواجه الأول بعد أقل من عام، ذاكراً أنه في طفولته على مقاعد الدراسة،  كان ينشغل عن دروسه برسم خارطة حوار واقتراحات لحل المشكلات العائلية. أكثر ما كان يقلقه أن يدرك أقرانه خفايا المنزل المضطرب وقال: {صوت عدم التفاهم في الجلسة سرعان ما كان يصل إلى مسامع الجيران. حتى يئست وانسحبت}.

في كل إطلالة إعلامية له، يردد زياد أنه سيغادر لبنان من دون عودة، معتبراً ألا شيء يبشر بالخير ووجهة مساره هذه المرة برلين، وقال: {أحب الناس لكن لا أريد أن أقضي حياتي على التبرعات والدين}.

قبل الرحيل

ليس غريباً على زياد الرحباني أن يكون آخر ما يتمناه، قبل مغادرته لبنان، لقاء السيد حسن نصر الله، هو الذي لفت أكثر من مرة إلى أنه يواظب على الاستماع إلى خطاباته، حتى إنه يحفظها ويعيد مشاهدتها تكراراً، وتوجه إلى نصر الله بالقول «الله يحميك»، مؤكداً عدم تخوّفه على الوجود المسيحي في الشرق، بل على وجود المسلمين الشيعة المستهدفين بشكل خطر اليوم،  وموضحاً أنه لو كان محلّ النظام السوري لفعل ما يفعله الآن.

هجوم

هاجم زياد شقيقته ريما أكثر من مرة، معتبراً أنها لا تصلح لأن تكون مديرة أعمال لوالدته، ومحملا إياها مسؤولية إفساد علاقته بوالدته، خصوصاً أنه أعد لها أغاني جديدة، وكان من المقرر تسجيلها منذ 2011، لكن ريما عرقلت الأمور، بسبب الخلاف القضائي مع أبناء عمها.

وصف زياد شقيقته بأنها {مزاجية، وعلاقتها سيئة بأولاد عمي، لذلك لن توصل فيروز إلى أي مكان}. أضاف: {أنا لست طرفاً، وقد اتصل بي أولاد عمي الثلاثة وشددوا على أنهم يريدون الانتهاء من هذا الخلاف، وعدم الاستمرار بالدعاوى، وأنا متأكد من أن أمي لا تريد الاستمرار بالخلاف. نريد أن نحل هذه المسألة}.

back to top