الناشطة منى برهوم لـ الجريدة•: حصار غزة يحرق رفح
«حماس لا تتعامل بجدية مع الأنفاق... وفقدنا 100 سيناوي بحجة التعاون مع الأمن»
أيّدت الناشطة السيناوية منى برهوم إنشاء منطقة عازلة على حدود غزة بمساحة 300 متر فقط، مؤكدة أن زيادتها يحقق طموحات إسرائيل في عدم وجود مجتمعات عمرانية مصرية قريبة منها. وشددت برهوم، التي تقطن في قلب مدينة رفح المصرية على بعد 800 متر من الحدود، خلال مقابلة مع «الجريدة»، على أن أهالي رفح يدفعون ثمن فتح الأنفاق، التي وصفتها بأنها بمثابة نار مفتوحة عليهم، وفي ما يلي نص الحوار:
• كيف ترين إجراءات الحكومة إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع غزة؟- أؤيد إنشاء المنطقة العازلة في نطاق 300 متر من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم للسيطرة على الحدود وإحكام حركة المرور بشكل فعال، خاصة أنها كانت مستباحة بدرجة كبيرة خلال الفترة الماضية.• هل تقصدين الأنفاق؟- منذ ثورة 30 يونيو والقوات المسلحة تقوم يومياً بتدمير الأنفاق وتم القضاء على نحو 95% حتى الآن، والجيش المصري اتخذ إجراءات من شأنها تأمين الحدود خاصة مع تعرض جنودنا لعمليات إرهابية أدت إلى استشهاد العشرات، والشكاوى المتكررة من فتح الأنفاق وأضرارها لم تتعامل معها حركة "حماس" بجدية حتى الآن ولم تقم بإغلاقها، وهو إجراء كان يجب أن تقوم به لإثبات حسن نيتها.• لكن أهالي قطاع غزة يعتبرون الأنفاق متنفساً لهم من الحصار؟- نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك سمح بإقامة الأنفاق من أجل فك الحصار على قطاع غزة وهو قرار سياسي اتخذه بالتنسيق مع جهات أخرى، وكانت بمثابة النار التي أحرقت أهالي رفح بشكل خاص وشمال سيناء بشكل عام، والحصار الذي يعاني منه الغزيون انقلب إلى نار على سكان الحدود ندفع ثمنها الآن، حيث تترك العائلات منازلها لإقامة المنطقة العازلة. • ثمة انتقادات تواجه المنطقة العازلة من أبناء سيناء، كيف ترينها؟- أعتقد أن المواطنين يتفهمون طبيعة الظروف التي تمر بها سيناء، وولاء الأهالي هناك للدولة المصرية حتى لو كانوا مختلفين مع بعض المؤسسات أو الحكومات المتعاقبة التي تجاهلت ملف التنمية في سيناء، فتجاهلهم لا يعني أن الأهالي أصبحوا خونة للدولة، وتحرير سيناء من الإرهاب يحتاج إلى تنمية لا فرض العزلة.عن نفسي أظن أنه لا يجب أن تزيد مسافة المنطقة العازلة على 300 متر، وإلا يكون قد تحقق فيها لإسرائيل ما تريده من إبعاد السكان عن الحدود، فمدينة رفح المصرية توجد بها بوابة صلاح الدين التاريخية وبها مئات الأسر التي لا تزال تعيش هناك رغم تدني الخدمات في التعليم والصحة إلا أن أبناءها يرفضون مغادرتها.• صفي لنا أوضاع الحياة اليومية في مدينة رفح؟- منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ونحن نعيش حالة حرب حقيقية، فالحملات الأمنية مستمرة يومياً وإطلاق الرصاص بشكل مستمر، وهناك أهالي تعرضوا للإصابة بشكل مباشر نتيجة وجودهم في مناطق الأحداث، ورغم ذلك لا تزال الحياة تسير بشكل طبيعي، كما أن الشرطة غير موجودة منذ حرق قسم الشرطة خلال ثورة يناير 2011.• هل يثق الأهالي في التزام الحكومة بصرف التعويضات؟- تواصلت مع محافظ شمال سيناء وأكد اعتماد مبلغ 10 ملايين جنيه للأسر المتضررة التي ستقوم بصرف التعويضات على الفور، وستحصل كل أسرة على 300 جنيه بدل إيجار شهري مدة 3 أشهر إلى حين الانتهاء من بناء منازلهم، وهي مدة قصيرة حيث يحتاج إلى بناء المنازل فترة أطول من ثلاثة أشهر.• كيف ترين تعامل الأنظمة السياسية المتعاقبة مع سيناء؟- نظام مبارك تعمد تجاهل سيناء ولم يحقق على مدى 30 عاماً أي إنجاز يذكر، والرئيس الأسبق محمد مرسي أتاح حالة من الانفلات الأمني والفراغ الكبير في المنطقة ما أدى إلى سقوط 100 قتيل من مواطني سيناء، على أيدي إرهابيين، بحجة أنهم تعاونوا مع الأمن.