بينما يندفع مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في العراق نحو السيطرة على محافظة الأنبار في الغرب وبلدة كوباني على الحدود السورية، يشير القادة والدبلوماسيون الأميركيون إلى أن على الولايات المتحدة أن توسع عملياتها العسكرية قبل أن يسيطر المتطرفون على المزيد من الأراضي.

Ad

وصف أحد المسؤولين الجهود المبذولة حتى اليوم بأنها "قليلة وبطيئة". ويبدو أن داعمي توسيع الدور الأميركي يشملون وزير الخارجية الأميركي جون كيري والجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة.

يواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما خيارات صعبة جديدة بغية دعم الحلفاء في سورية والعراق كليهما؛ فبينما يعمل على تقييم النصائح التي توصي باتخاذ خطوات أكثر حزماً، لا بد من أنه قلق من أنه يُدفع بسبب تردي الوضع نحو مسار التصعيد الذي أمل تفاديه.

يتولى إدارة إستراتيجية الولايات المتحدة تجاه العراق وسورية الجنرال جون آلن، مسؤول متقاعد من البحرية الأميركية يخدم كمبعوث خاص وعاد لتوه من المنطقة، ومن المرجح أن الاقتراحات التي تُناقش اليوم في البيت الأبيض تشمل:

* إرسال المزيد من طائرات الأباتشي إلى العراق بهدف التصدي لهجوم المتطرفين على محافظة الأنبار، إذ وصل عدد من مروحيات الهجوم المميتة هذه إلى مطار بغداد، وقد يُرسل المزيد منها إلى قاعدة عين الأسد الجوية غرب الأنبار التي ما زالت خاضعةً لسيطرة الحكومة. وانطلاقاً من هاتين القاعدتين، تستطيع فرقة من 20 طائرة أباتشي تقريباً مهاجمة معاقل "داعش" من منطقة القائم في الشمال الغربي إلى أبوغريب في ضواحي بغداد. أشار ديمبسي إلى هذه المروحيات قبل أيام خلال مقابلة تلفزيونية معه واعتبرها أداة "متوافرة في الحال" للدفاع عن مطار بغداد.

* تصعيد الضربات الجوية فوق العراق وسورية. يذكر بعض المسؤولين أن وقف تقدم المتطرفين يحتاج إلى نحو 150 أو 200 طلعة كل يوم. ولا شك أن هذه زيادة حادة، مقارنة بالطلعات العشر يومياً في الوقت الراهن. صحيح أن للقوة الجوية تأثيراً محدوداً في هذا التمرد، لكن مسؤولي وزارتَي الدفاع والخارجية يؤكدون راهناً أن هذه قد تكون الطريقة الوحيدة للحؤول دون وقوع المزيد من الخسائر.

* تسريع تدريب الجيش العراقي وحرس وطني سني جديد. سيعمل مئات المدربين الأجانب المختارين من القوات الخاصة في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا، فضلاً عن أمم أخرى على تجهيز الجيش العراقي، كما يحتاج الحرس الوطني السني إلى جهود مماثلة. تقضي الخطط الموضوعة بتشكيل ثلاث كتائب من المقاتلين من القبائل في الأنبار وثلاث أخرى من محافظة صلاح الدين. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن البدء بسرعة في هذا البرنامج قد يعزز معنويات قادة القبائل السُّنة الذين يؤكدون أنهم مستعدون لقتال المتطرفين، إلا أنهم يفتقرون إلى الأدوات.

* إنشاء قطاع حدودي في شمال سورية يكون آمناً من ضربات نظام بشار الأسد الجوية. صحيح أن أوباما رفض دوماً إقامة منطقة الحظر الجوي هذه، إلا أن مسؤولين أميركيين كثراً يؤكدون أن هذا ضروري، لفرض الاستقرار في تركيا على الأقل. عبّر كيري عن دعمه هذه الفكرة قبل أيام، وذكر ديمبسي الأحد الماضي: "هل أتوقع نشوء ظروف في المستقبل تصبح معها [منطقة الحظر الجوي تلك] جزءاً من الحملة؟ نعم".

* تسريع تدريب الجيش السوري الحر المعتدل كي يتمكن من محاربة مقاتلي داعش. لا شك أن قول ذلك أسهل من تطبيقه: يشكل الجيش السوري الحر خليطاً من القوى، لذا يحتاج إلى إعادة بناء ليتحول إلى جيش ثوار حقيقي له بنية قيادية متينة. ويؤكد بعض المسؤولين ضرورة مضاعفة القوة المخطط لها إلى 10 آلاف، وتسريع إنهاء معسكرات التدريب في الأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية.

* تحذير حكومة الأسد من أن الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لن يسمح بشن الهجمات ضد المعارضة المعتدلة. نظراً إلى تردد الولايات المتحدة وتركيا وأمم أخرى في إنزال الجنود على الأرض في سورية، والكره الشعبي لجيش الأسد، قد يمثل الجيش السوري الحر ما يدعوه الجنرالات "آلية الهزيمة" في وجه المتطرفين. لذلك على الأسد الكف عن مهاجمة هذه القوات التي تستطيع تحرير المناطق السورية من مقاتلي "داعش".

* أخيراً والأكثر صعوبةً، السماح للمستشارين الأميركيين بالانضمام إلى "فرق الهجوم" عندما يسير العراقيون إلى الحرب ضد المتطرفين. لا شك أن قبول أوباما بهذه التوصية سيكون الأكثر صعوبة لأنها تقوض تعهده بألا يستخدم القوات القتالية على الأرض في العراق. لكن أحد المسؤولين ذكر أن تعريض المستشارين الأميركيين للخطر سيكون بالغ الأهمية في تعزيز تصميم العراقيين. وقال ديمبسي يوم الأحد الماضي إن المعارك "الحاسمة" في الموصل وغيرها من معاقل المتطرفين "ستتطلب نوعاً مختلفاً من النصائح والمساعدة" عما نادى به أوباما سابقاً.

إليكم الطريقة التي لخص بها كيري الوضع لأحد زملائي أخيراً: مع سير المتطرفين إلى القتال، يواجه أوباما سؤالاً أساسياً عن كيفية تنفيذه تعهده "بإضعاف داعش وتدميرها نهائياً". لا شك أن هذه معضلة مريعة بالنسبة إلى الرئيس، إلا أنه لا مفر منها.

* ديفيد إغناتيوس | David Ignatius