تواصلت عمليات تحالف «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين لليوم الـ14 على التوالي أمس، وبينما أرسلت إيران سفناً حربية إلى مضيق باب المندب، كثفت واشنطن إمدادات الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية.

Ad

في وقت تشارف عمليات «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين على دخول الأسبوع الثالث، شنت طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، أمس، غارات عدة  استهدفت مواقع للحوثيين في محافظتي لحج وعدن، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

وشنت الطائرات الحربية 9 غارات هي الأعنف منذ بدء الحملة الخميس قبل الماضي على قاعدة العند الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون، بينما شنت غارات أخرى استهدفت تجمعات للحوثيين في مطار عدن وفي المدخل الشمالي والشرقي للعاصمة المؤقتة.

وقتل 8 حوثيين و4 من مقاتلي المقاومة الشعبية الجنوبية، ليل الثلاثاء - الأربعاء، في اشتباكات اندلعت في عدة أحياء بمدينة عدن، إذ تركزت الاشتباكات في حي دار سعد والشيخ عثمان والمنصورة.

وذكرت مصادر محلية أن القوات التابعة لجماعة الحوثيين والرئيس السابق علي صالح شنت هجوما جديدا، أمس، لاستعادة قلب عدن وعادوا للانتشار في منطقة المعلا بعد يومين من انسحابهم وتركز الانتشار في شارع الميناء، كما نشروا قناصين على أسطح المباني السكنية بعد اقتحامها.

مجازر

وشهدت عدن معارك كرّ وفر بين قوات المقاومة الشعبية ومسلحي جماعة الحوثي مسنودين بقوات موالية للرئيس السابق، وأكدت مصادر أن «مسلحي الحوثي قصفوا المدينة بشكل عشوائي».

وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي وقوات صالح ارتكبتا أمس مجازر بشعة في صفوف المدنيين بحي كريتر، نتيجة لقصفهم العشوائي.

تظاهرات

في غضون ذلك، خرجت تظاهرات حاشدة تأييدا لـ»عاصفة الحزم» في محافظتي إب وتعز صباح أمس، وطالب المتظاهرون بإخراج المليشيات الحوثية من المدن والمحافظات التي دخلتها في وسط وجنوب البلاد، فضلا عن العاصمة صنعاء.

فوضى الحوثيين

وكان المتحدث باسم «عاصفة الحزم»، العميد أحمد العسيري، قال أمس الأول إن «قوات التحالف دمرت» 11 مستودعا للذخيرة، قامت المليشيات الحوثية بتخزين الذخائر بها».

وأكد عسيري أن «أعداد المليشيات الحوثية بدأت بالتنازل»، مشيرا إلى «أنهم في حال فوضى، ويفتقرون إلى التنظيم، وأن قيادة التحالف ستعمل على استهدافهم وتدمير مواقعهم».

فيديو

من جهتها، قدمت المليشيات المتمردة تسجيل فيديو أظهر أن الغارات على محافظة صعدة معقل الحوثيين في شمال اليمن ألحق أضرارا بمنشأة لتخزين الغاز ومنشأة اتصالات.

وتظهر اللقطات حفرة كبيرة ومبنى مدمرا ووحدة صناعية مدمرة بدرجة كبيرة.

دعم أميركي

من جهة أخرى، كثفت الولايات المتحدة دورها في العملية الجوية لتحالف «عاصفة الحزم»، وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكين إن «واشنطن كثفت شحناتها من الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لدعم التحالف بقيادة السعودية».

وأضاف للصحافيين في الرياض خلال ساعة متأخرة ليل الثلاثاء - الأربعاء إن «الرياض تبعث برسالة قوية إلى الحوثيين وحلفائهم أنه ليس في استطاعتهم السيطرة على اليمن بالقوة».

وتابع بعد محادثات مع وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان وعدد من المسؤولين السعوديين «دعما لهذه الجهود، فقد قمنا بتسريع شحنات الأسلحة».

في السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة فرانس برس إن «واشنطن تقوم بشكل رئيسي بإرسال قنابل موجهة».

في موازاة ذلك، أفاد وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر، أمس، بأن الحكومة الأميركية تأمل أن تنتهي الاضطرابات في اليمن في وقت قريب.

وقال كارتر للصحافيين في طوكيو في أول رحلة رسمية لآسيا «بالنسبة لليمن تدعم الولايات المتحدة مساعي التوصل لحل سلمي هناك لوقف دائرة العنف، وفي الوقت نفسه نساهم في الجهود السعودية لحماية أمنها، وهو ما يتسق مع المصالح طويلة الأمد للولايات المتحدة في ما يخص شريكا قديما لنا في المنطقة».

وتابع «خطر الإرهاب الذي يحدق بالغرب بما في ذلك الولايات المتحدة، ويتمثل في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قديم وخطير، وسنواصل التصدي له، ولكن كما هو جليّ سنغير أسلوبنا حسب الظروف».

استفزاز إيراني

على صعيد آخر، ذكرت وكالة أنباء فارس الرسمية أن سفنا حربية إيرانية اتجهت إلى خليج عدن ومضيق باب المندب لـ«تأمين المصالح الإيرانية هناك»، في خطوة ينظر لها على أنها استفزازية من جانب طهران المتهمة بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن.

وقالت الوكالة الإيرانية إن «المجموعة الـ 34 الاستطلاعية العملاتية للقوة البحرية التابعة للجيش الإيراني اتجهت إلى خليج عدن ومضيق باب المندب»، مضيفة أن توجّه هذه المجموعة البحرية التي تضم الفرقاطة اللوجستية بوشهر والمدمرة البرز، إلى المضيق الاستراتيجي لـ»توفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون مصالح إيران في المياه الدولية الحرة».

ونقلت الوكالة عن قائد القوة البحرية للجيش الإيراني الأدميرال حبيب الله سياري أن المهمة البحرية تستغرق 3 أشهر.

خامنئي

إلى ذلك، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لدى استقباله أمس الأول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن «حل أزمة اليمن رهن بوقف الهجمات»، داعيا اليمنيين إلى «تقرير مصير بلدهم بأنفسهم».

في السياق، غادر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العاصمة طهران، متوجها إلى مسقط في زيارة قصيرة يبحث خلالها مع المسؤولين العمانيين آخر التطورات الإقليمية، ولاسيما الوضع في اليمن.

ومن المنتظر أن تستغرق زيارة ظريف لعمان ساعات قليلة، ثم يغادر بعدها متوجها إلى العاصمة الباكستانية.

(الرياض، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

قال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إنه: لا يمكن القبول بخطر استراتيجي على أمن دول الخليج، معتبراً أن «الإرهاب الحوثي هو المسؤول» عما حدث في اليمن.

وأضاف بن زايد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليمني رياض ياسين في أبوظبي أمس، «نريد حلاً سياسياً لكن الحوثيين يرفضون، ويهمنا الوصول إلى قرار أممي يجمع كل القوى على طاولة الحوار وينزع سلاح الحوثيين». وذكر أن «التدخلات الإيرانية لا تقتصر على اليمن، إنما هناك سياسة إيرانية ممنهجة منذ سنوات لتصدير الثورة». مؤكداً أن أحداً «لا يستطيع التشكيك في قانونية عاصفة الحزم».

ولفت إلى أن «التدخل في اليمن كان اضطرارياً لدعم الشرعية». مشدداً على أن «عاصفة الحزم متواصلة حتى يصل اليمن إلى بر الأمان».

من ناحيته، قال ياسين، إن «إيران تحاول من فترة فرض نفسها في اليمن، وقد أرسلت في السابق أسلحة وجواسيس إلى اليمن».

وأكد ياسين، أن «عدداً كبيراً من الحوثيين دربهم الحرس الثوري الإيراني»، مشيراً إلى أن «قوات من الحرس الثوري الإيراني موجودة بالفعل على الأراضي اليمنية». وفي الصورة جانب من المؤتمر الصحافي في أبوظبي

(اي بي ايه)