"نداء تونس" يتعهد عدم الاستفراد بالحكم

نشر في 29-10-2014 | 11:53
آخر تحديث 29-10-2014 | 11:53
No Image Caption
أعلن حزب "نداء تونس" العلماني أنه لن يحكم تونس بمفرده بعد فوزه على حركة النهضة الإسلامية التي حلت ثانية في الإنتخابات التشريعية الحاسمة التي أُجريت الأحد ووصفها مراقبو الإتحاد الأوروبي بـ "الشفافة" و"المصداقية".

ومن المقرر أن تُعلن النتائج الرسمية للإنتخابات مساء الأربعاء ولكن حركة "النهضة" أقرت منذ الأثنين بهزيمتها أمام "نداء تونس"، وذلك بناء على تقديراتها الخاصة التي أعطتها المركز الثاني في الإنتخابات خلف "نداء تونس" الذي أعلن "انتصاره".

وقال رئيس ومؤسس حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي في مقابلة بثها تلفزيون "الحوار" التونسي الخاص مساء الأثنين "أنا لا أتحالف مع أحد وإنما أتعامل حسب الواقع".

وأضاف "أخذنا قراراً قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الأغلبية المطلقة، يجب أن نحكم مع غيرنا، مع الأقرب إلينا من العائلة الديموقراطية، لكن حسب النتائج".

وسيكون على الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف ليحصل على الأغلبية "109 مقاعد من 217".

وقال المتحدث باسم الحزب زياد العذاري لوكالة فرانس برس أن الفارق بين الحزبين يبلغ نحو 12 مقعداً.

وبحسب تقديرات حزب "النهضة" فإنه حصل على سبعين مقعداً مقابل 80 لـ "نداء تونس"، ويساعد النظام الإنتخابي النسبي بالقوائم المعتمد في تونس على تمثيل الأحزاب الصغيرة.

وحتى الآن لم تعلن الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات سوى نتائج جزئية لعمليات الإقتراع، علماً بأن الهيئة لديها مهلة تنتهي في 30 أكتوبر الجاري لإعلان النتيجة النهائية للإنتخابات.

ومساء الثلاثاء، أعلنت الهيئة أن نسبة المشاركة في الإنتخابات بلغت بحسب أرقام غير نهائية 69% من الناخبين المسجلين.

وقالت رئيسة بعثة مراقبي الإتحاد الإوروبي البلجيكية آنمي نايتس أويتبروك الأثنين في مؤتمر صحفي بتونس أن "الشعب التونسي عزز التزامه الديموقراطي بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافة مكّنت التونسيين من مختلف التوجهات السياسية من التصويت بحرية لمجلس تشريعي وفقاً لأول دستور ديموقراطي" في البلاد.

وأضافت أويتبروك وهي عضو بالبرلمان الأوروبي "جرت الحملة الإنتخابية على نطاق واسع في هدوء وتمكنت القوائم الإنتخابية المترشحة من تقديم برامجها بحرية، وقد احترمت عموماً معايير الحملة الإنتخابية التي ثبت أنها معقدة جداً".

وقال الباجي قائد السبسي في مقابلته مع تلفزيون الحوار التونسي "الناس الذين لديهم أفكار غير أفكارنا نقبلهم ونتحاور معهم ولا نعتبرهم أعداء، ليسوا أعداءنا بل منافسينا" وذلك في إشارة إلى حركة "النهضة".

وخلال الحملة الانتخابية لم يستبعد السبسي التحالف مع حركة النهضة بعد الإنتخابات.

وشددت حركة النهضة خلال حملتها الانتخابية على ضرورة "التوافق" بين الأحزاب السياسية في تونس بعد الإنتخابات.

أما حزب "نداء تونس" فقد ركز حملته الإنتخابية على إبراز ما اعتبره حصيلة "سلبية" لفترة حكم حركة النهضة التي اتهمها بالتراخي في التعامل مع جماعات سلفية جهادية اتهمتها السلطات باغتيال أثنين من قادة المعارضة العلمانية وقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة في 2013.

والأثنين أعلن حزب "نداء تونس" فوزه في الإنتخابات التشريعية التي سينبثق عنها أول برلمان وحكومة دائمين في البلاد منذ أن أطاحت الثورة في 14 يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب إلى السعودية.

ويمنح الدستور الجديد الذي تمت المصادقة عليه في 26 يناير 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان والحكومة، مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية.

وأضاف السبسي أن "تونس في حاجة ملحة للخروج من الوضع الصعب التي هي فيه، لا أتصور بأنه بإمكاننا تحسين الوضع في أقل من سنتين على الأقل لأن الحالة وصلت إلى درجة نهائية" من التردي.

ووعد بـ "إرجاع الدولة" و"الإستقرار" إلى تونس التي قال أنها تمر بوضع "متدنٍ في كل الميادين"، متوقعاً بأن يساعد الغرب بلاده لكن شرط "وقف التيار الإرهابي".

وقال "نحن لم نعد بشي، الشيء الوحيد الذي وعدت به هو إرجاع الدولة التونسية لأني أعتقد أن كثيراً من مشاكلنا الآن والوضع المتدني الذي تمر به بلادنا في كل الميادين الأمنية والاجتماعية والإقتصادية والسياسية ناجم عن نقص الدولة، الدولة التونسية لم يبق لها حضور".

وأضاف "أعتقد أنهم مستعدون "الغرب" الآن مستعدون لمساعدتنا لكن على شرط أولاً وقف التيار الإرهابي".

وقال أن عبارة  "الربيع العربي" هي "اختراع أوروبي"، مضيفاً "ليس هناك ربيع عربي بل بداية ربيع تونسي قد يصبح يوماً ما ربيعاً عربياً إذا نجح في تونس".

وأضاف "لا ينقصنا إلا السند الإقتصادي، التعليم معمم عندنا، المرأة محررة، الطبقة المتوسطة موجودة لا ينقصنا إلا السند الإقتصادي".

والاثنين هنأ رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، الباجي قائد السبسي بفوز "نداء تونس" في الإنتخابات.

وتحت عنوان "الروح الرياضية السياسية" قالت يومية "لابريس" التونسية الناطقة بالفرنسية متحدثة عن حركة النهضة أن "الاعتراف بالهزيمة وتهنئة المنافس لا يمكن أن يكون إلا أمراً مريحاً ومطمئناً في بلد نجح في انتقاله الديموقراطي".

وأقام أنصار حركة "النهضة" تجمعاً الليلة الماضية أمام مقر حزبهم احتفالاً بـ "العرس الديموقراطي" حضره راشد الغنوشي وعلي العريض الأمين العام للحزب الإسلامي.

وقال الغنوشي للصحافيين "نهنئ تونس بهذا العرس الديموقراطي الذي بوّأها مرة أخرى موقع الصدارة والقيادة في العالم العربي وجعلها منارة في العالم العربي، نحن نهنئ أنفسنا بهذا العرس".

وخاطب أنصار حزبه قائلاً "تونس اليوم رايتها عالية في العالم لأنها البلد الوحيد، الشجرة الوحيدة القائمة في غابة مكسرة في العالم العربي".

وقال علي العريض "نحن ما زلنا أهم ضمانة للحرية والديموقراطية "في تونس" نحن حزب عريق"، بينما هتف أنصار الحزب الذين رفعوا أعلام تونس ورايات حركة النهضة "الشعب مسلم ولا يستسلم" و"أوفياء، أوفياء، لا تجمع لا نداء".

و"التجمع" هو الحزب الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

ويعتبر الإسلاميون نداء تونس الذي يضم منتمين سابقين لحزب التجمع ويساريين ونقابيين امتداداً للحزب الحاكم في عهد بن علي.

back to top