انعكست التوجيهات المستمرة من هيئة أسواق المال والموجهة إلى إدارة البورصة على مستويات الإفصاحات التي تعتبر محور ارتكاز أساسياً ورئيسياً لأي سوق مالي متطور، وباتت معلومات الإفصاح التي تخص الشركات تضاهي الأسواق المالية الحديثة، بعد أن كانت البورصة طيلة 30 عاماً ترزح تحت الضباب وعمل غير مؤسسي.
وعملياً، أضافت البورصة على نظام التداول وعبر موقع كل شركة مدرجة 5 نوافذ جديدة وإضافية لم تكن موجودة قبل تعليمات هيئة أسواق المال الرامية إلى تعزيز الإفصاحات إلى أقصى درجة ممكنة وبما يحقق العدالة التامة في المعلومات الجوهرية ووصولها إلى الجميع.وتشمل النوافذ الخمس مايلي:1 - البيانات التاريخية للشركة: تتضمن كل المعلومات المنشورة عن الشركة خلال فترات زمنية سابقة وبشكل مفصل وبإمكانية البحث الإلكتروني من خلال كلمة واحدة عن الموضوع قيد البحث، وهي خدمة جديدة تسهل على المستثمر المحلي والخارجي قراءة أرشيف الشركة التاريخي وبياناتها وإفصاحاتها لمن يريد الاطلاع.وعلى عكس ما كان معمولاً به في السابق «سمك لبن تمر هند»، كل معلومات الشركات مخلوط بعضها ببعض، وغالبية الروابط لا يمكن إعادة فتحها كما أن بعض الإعلانات عبارة عن عناوين ولا معلومات موجودة تحت مظلتها.2 - البيانات المالية للشركات: للمرة الأولى في تاريخ البورصة يتم نشر البيانات المالية بالتفصيل حيث كان في «العهد الظلامي»، تنشر ميزانية مختصرة وتتاجر البورصة بالميزانيات التفصيلية، بمعنى أنها كانت تبيع الميزانيات بدينارين لمن يريد، علماً أن الميزانية حق من حقوق الشركة وقد تم إعدادها لأجل المساهم غير معروف أو مبرر تحت أي قانون وكانت إدارة البورصة تحجب تلك البيانات التفصيلية عن المساهمين.وبقي ذلك إلى أن جاءت هيئة أسواق المال وأنهت كل تلك «الطقوس» التي كانت سائدة وضد أبجديات العمل المالي السليم والقويم، فتم نشر كل البيانات التفصيلية للمساهمين ليكونوا على بينة ويتخذوا قراراتهم وفق أرقام الشركة ونتائجها، لا وفق معلومات مجتزأة .3 - أرباح الشركات: في السابق كنا نرى بأم العين صغار المساهمين والمتداولين يجوبون مكاتب إدارة البورصة يبحثون عن قائمة بأرباح الشركات المدرجة حتى يحتفظوا بها، ويعيدوا قراءة الشركات الرابحة من الخاسرة، ولم يكلف مدير البورصة نفسه يوماً ما بإتاحة شاشة أو نافذة تمكن المتعاملين من توفير هذه البيانات ليتم الاطلاع عليها بمرونة، لكن في عهد الهيئة تم توفير نافذة محددة على موقع كل شركة واحدة للبيانات المالية، وأخرى لأرباح الشركة المختصرة بالتفصيل وهو ما يوفر ويلبي كل الاحتياجات والتطلعات للمهتمين بسوق المال بشتى توجهاتهم من محللين أو مضاربين أو مستثمرين.4 – الإفصاح: وهي نافذة مستحدثة وجديدة للمرة الأولى في البورصة يتم فيها الإعلان عن أي شخص له صلة قرابة من الدرجات الأولى المنصوص عليها في القانون التي ينظمها قانون 7 لعام 2010 ولائحته التنفيذية لهيئة أسواق المال، حيث تتضمن إفصاحاً شاملاًعن أي تعاملات تبدأ من اسم الشخص المفصح كاملاً وصلة القرابة والوظيفة التي عمل فيها لدى الشركة أو خارجها ورقم السهم واسم الورقة المالية وقيد ومحل التعامل والعلاقة ونوع العملية بيعاً أم شراء أم أخرى، وكمية الأسهم، وهي معلومات لم تكن متوافرة من قبل وغير مسبوقة.5 - أخيراً خانة الإعلان اليومي لأي إفصاحات جوهرية عن الشركات ، حيث تبقى تلك الإعلانات في تلك الخانة مع نسخ أرشيف منها في البيانات التاريخية مع مرور كل فرة زمنية تزيد عن نصف عام تقريباً. وكما يقول مصدر رقابي، إن المساهم لم يعد مضطراً إلى قراءة شاشة الإفصاح اليومية بالكامل والتي تتضمن مئات الإفصاحات حتى يفرز إعلاناً يخص الورقة المالية التي استثمر فيها أم لا، حيث إنه ووفق التعديلات والتحديثات الأخيرة يمكن الدخول من خلال موقع الشركة والتأكد من خانة الإعلانات بمرونة عالية يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان لدى الشركة أي إفصاح من عدمه، وبذلك تكون متابعة المستثمر للورقة المالية أنجع وأفضل من تلقف المعلومات غير الدقيقة والمبتورة من هنا وهناك.انعكاسات إيجابيةتقول مصادر استثمارية إن العديد من العملاء بات لديهم تقدم كبير في الثقافة الاستثمارية، حيث يقول مدير استثمار في إحدى المجاميع الكبرى إنه في السابق «كانت تقع علينا مسؤولية وعبء إفادة العميل ببعض الأخبار والمعلومات وهو سيناريو يومي».أما حالياً وبحسب المصادر، وبعد نشر البيانات والمعلومات بشكل مرتب ومبوب أصبح الأمر يتعلق بمناقشات مهنية فنية في بعض الأحيان لا أكثر وتوافق على اتخاذ قرار من عدمه.وذكر أن الأمر ذاته بالنسبة للعملاء الخارجيين، إذ أتاحت لهم تلك النوافذ وترتيبها خدمات استثنائية حررت الشركات وقطاعات خدمة العملاء من أعباء إرسال مثل هذه البيانات يومياً بصورة تقارير.وتجدر الإشارة إلى أن هيئة أسواق المال نجحت في تحقيق نقلة نوعية على صعيد الإفصاحات، وكان لافتاً اهتمام مجلس المفوضين وتركيزهم الشديد على قضايا الإفصاح والتوعية التي أتت ثمارها في تراجع الإشاعات وهدوء التعاملات الوهمية التي كانت تقوم على أنقاض معلومات غير دقيقة، وعلى ظهور صغار المستثمرين الذين تنتشر الإشاعات بينهم كانتشار النار في الهشيم.وعملياً، وفّر قانون الهيئة حماية للمتعاملين بشتى أنواعهم ليتسق الواقع مع أهداف إنشاء وقانون الهيئة، من خلال توفير حماية للمستثمرين والمتعاملين وإيجاد بيئة استثمارية مناسبة وصالحة للعمل المالي بعيداً عن التلاعبات.إلى ذلك، قالت مصادر رقابية إنه ستكون هناك قريباً تصنيفات ترتقي بالبورصة وسيبدأ سوق الكويت للأوراق المالية في استعادة مكانته الطبيعية.
آخر الأخبار
هيئة أسواق المال: 5 نوافذ جديدة ترتقي بإفصاحات الشركات طبقاً للممارسات العالمية
13-05-2015