منظور آخر: تسقط ورقة فينبت بستان

نشر في 28-12-2014
آخر تحديث 28-12-2014 | 00:01
 أروى الوقيان تسقط من شجرة حياتنا ورقة، فتنبت ورود في بستان أيامنا لم نكن ننتظرها، البعض يقف عند تلك الورقة، يبكيها، تتوقف حياته على أثرها، والآخر يحمد الله على قدره، يمضي ويجتهد، يعمل ويكدح، لم ينل التقدير بعد لكنه يستمر، يفعل، يحلم، فيحقق.

أما أنت يا من اكتفيت بالبكاء على تلك الأوراق التي تتساقط من حياتك، مازلت واقفاً على مستوى الخريف، متناسياً أن هناك فصولاً ثلاثة قادمة لا محالة، لا تنطوي السنة على عام واحد، ومن وقف متفرجاً على إنجازات الآخرين متحسراً، وغاضباً من نجاحاتهم، متذمراً من هذا الحظ الذي يخدمهم دوماً، هل فعلت شيئاً من الأساس لتحقيق أحلامك؟ هل تظن هذا التذمر سيصنع لك ما تريد؟

البعض يكتفي بالكلام، وآخرون يكتفون بالأفعال، وهناك من يتكلم ويفعل، لك ما تشاء من الدروب، ولكن... تذكر، أنت فقط من تصنع أحلامك، هذا العالم ليس وردياً كرداء الأطفال، ولا بألوان الطيف كما تشاهد في السماء.

هذه الألوان الجميلة لا تأتي على أطباق الفضة والذهب، هي من صنعك أنت فقط، تعلّمْ هذا الدرس واستوعبه جيداً، لأن الحياة معلّم جيد فقط إن أنصتّ إليها، وسمعت دوي أخطائك لتتجنبها لاحقاً.

وأولئك الذين أحسنّا معهم النوايا فخذلونا لا بأس، لن نندم على حسن النوايا، ولكن من الغباء الاستمرار به مع من أساء الأدب مع لطفنا، وأولئك الذين غمرونا بلطفهم رغم معرفتنا المحدودة بهم، أنتم كمساء ممطر على صحراء حلمت بقطرة وسقيتموها بأمطار غزيرة طمأنت قلوبنا، إلا أن الخير مازال مشروعاً قائماً.

وأولئك الذين خسرونا لا بأس، مازال في الحياة متسع من الوقت لتستوعبوا خسارتكم، ولكن ليس لدينا متسع من الوقت لتكسبونا من جديد، فالأيام تمضي وأنتم مكبلون بكرامة الأحمق، تلك التي تمنعكم من شرف الاعتذار على غدركم لنا وسوء ظنكم وطعنكم بنا.

سنمضي في الحياة، وسنخسر، ونكسب مرة أخرى، نصارع، تلك جولة خسرنا بها، وأخرى تعادلنا، وكسبنا في جولة أخرى، "نعافر"... ونظفر بما نحلم به، وإن لم تتحقق الأحلام اليوم فهذا لا يعني أنها ستُهمَل.

الأحلام والأمنيات هي قناديل الأمل، في حياة تبدو كثيراً ساحة قتال بين مصارعين، ويكون فيها البقاء للأخبث أحياناً، أحياناً فقط! مهما بدت الحياة غير عادلة أحياناً، فحسن أفعالك لابد أن يعود عليك بالخير، ومهما بدا هذا العالم قاسياً، فهناك بشر بقلوب ملائكة يجعلون من هذا العالم القاسي مكاناً يمكن العيش فيه، كل عام وقلوبكم بساتين حب مليئة بالأمل.

قفلة:

كان من الممكن أن تكون الكويت وجهة للسياحة، ولكن في ظل هذه القوانين المتخلفة أصبحت مهجورة حتى من سكانها، لأنها باتت بلداً طارداً للفرح، وجميع التصريحات تحث على عدم الاحتفال برأس السنة أو أي مناسبة، وإلا فستتعرض للمشاكل، بالفعل ستكون الكويت مركزاً مالياً واقتصادياً عظيماً في ظل هبوط أسعار النفط وانعدام السياحة والمصادر الأخرى المدرة للاستثمار!

back to top