قتل مواطن وأصيب آخرون في سلسلة تفجيرات ضربت القاهرة والإسكندرية، واستهدف أحدها متجر كارفور، أمس، بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية الجديد حالة الاستنفار لتأمين الشارع المصري، في إطار الاستعدادات الأمنية للمؤتمر الاقتصادي، الذي تستضيفه شرم الشيخ نهاية الأسبوع الجاري.

Ad

تواصلت أمس سلسلة من التفجيرات التي باتت ظاهرة خلال الأيام الماضية، مع بدء العد التنازلي لموعد انطلاق المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري، المقرر عقده الجمعة المقبل، واستهدف تفجير محافظة الإسكندرية أمس، حيث قال مصدر أمني إن شخصا قتل وأصيب 6 في انفجار عبوة ناسفة أمام متجر كارفور بمدينة الإسكندرية الساحلية.

ووقع انفجار آخر في المدينة الساحلية بالقرب من قسم شرطة محرم بك، أسفر عن إصابة 4، ونجحت قوات الأمن في إبطال عبوة ناسفة أخرى، في محيط قسم الشرطة، بينما لم يسفر انفجار ثالث وقع بالقرب من محيط قسم شرطة باب شرقي عن سقوط وفيات أو مصابين.

وفي القاهرة، شهد حي مدينة نصر وقوع 3 تفجيرات، في منطقتي حي السفارات وكوبري الفردوس، ولم تنتج عنها إصابات، لكنها تسببت في تدمير سيارة خاصة وتلفيات بسيارتين، واشتعال النيران في كشك كهرباء، وتبين من تحريات المباحث ان الهدف من الانفجارات كان استهداف شرطيين.

إلى ذلك، أكد محافظ الغربية سعيد كامل، لـ«الجريدة»، أن استهداف سلسلة التفجيرات المحافظة، أمس الأول، يعد جزءا من استهداف الشارع المصري، متهما جماعة «الإخوان» وأنصارها بالوقوف خلف التفجيرات، للتأثير سلبا على استعدادات المؤتمر الاقتصادي.

من جهة أخرى، تصاعدت وتيرة التفجيرات، تزامنا مع وضع تنظيم «الإخوان» خططا استباقية لإفشال المؤتمر الاقتصادي المصري، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية تدشين صفحات للتحريض ضد المؤتمر، منها صفحة «مؤتمر الخاسرين»، التي نشرت تهديدات صريحة للشركات متعددة الجنسيات، المسؤولة عن التسويق والدعاية، مرفقة بعناوين مقار الشركات داخل مصر.

استنفار

من جهة ثانية، كشف وزير الداخلية الجديد اللواء مجدي عبدالغفار عن تنفيذ خطة أمنية بالتعاون والتنسيق مع القوات المسلحة لتأمين فعاليات المؤتمر الاقتصادي، مؤكدا خلال اجتماعه مع عدد من مساعديه وقيادات الوزارة أمس الأول، أن الخطة ستشمل محافظات الجمهورية كافة، تحسبا لأي أفعال إجرامية يمكن أن يقدم عليها «عناصر تسعى للنيل من اسم مصر».

وطالب وزير الداخلية قيادات الوزارة بإعلان حالة الاستنفار بجميع أنحاء البلاد، موجها مساعديه بضرورة العمل وفق رؤية أمنية تعتمد على قاعدة المعلومات التي تضمن مبدأ المبادرة في توجيه الضربات المؤثرة لعناصر الإرهاب والبؤر الإجرامية، وتعد عملية تأمين المؤتمر الاقتصادي الاختبار الأول لوزير الداخلية الجديد الذي تم تعيينه الخميس الماضي، ضمن تعديل وزاري محدود شمل 6 حقائب واستحداث وزارتين.

وتزامن الاستنفار الأمني مع تكثيف القوات المسلحة تحركاتها في شبه جزيرة سيناء، إذ أعلن المتحدث باسم الجيش العميد محمد سمير مقتل 70 من العناصر «التكفيرية المتشددة»، من بينهم أشرف زريعي أحد قيادات تنظيم «بيت المقدس»، وضبط 118 من العناصر المشتبه فيها بينهم فلسطينيان، في حملة للجيش استمرت 7 أيام.

استمرار الدعم

في غضون ذلك، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئيس الحكومة اللبنانية سابقا سعد الحريري، أمس، وقال السيسي خلال لقائه وفدا من الكونغرس الأميركي أمس الأول إن بلاده تعتز بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وحرصها على تنميتها في مختلف المجالات بما يصب في مصلحة الدولتين، موضحا ان مواجهة الإرهاب لن تقوم فقط على الشقين العسكري والأمني، بل يجب أن تشمل الجانب الاقتصادي، وتحديدا تشجيع الاستثمار.

وأكد وفد الكونغرس الأميركي أنه سيستمر في دعم القاهرة داخل الكونغرس، وتقديم كل المساعدات الممكنة على الصعيد العسكري، لدعمها في الحرب ضد الإرهاب، بينما ذهب مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية سعد الدين إبراهيم إلى أن زيارة وفد الكونغرس لمصر رسالة على الاهتمام الكبير من قبل السياسة الأميركية بمصر، وأضاف إبراهيم لـ«الجريدة»: «هناك تيار قوي في الكونغرس يناهض سقطات أوباما وإهماله للعلاقات مع مصر».

سياسيا، عقدت اللجنة المكلفة تعديل القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وأبرزها «تقسيم الدوائر»، أول اجتماعاتها أمس، برئاسة وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب إبراهيم الهنيدي، لمناقشة المواد التي قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستوريتها، وآخرها السماح لمزدوجي الجنسية بالترشح، وأكدت مصادر في وزارة «العدالة الانتقالية» لـ»الجريدة»: «ناقشنا الجوانب القانونية بما يحقق الضوابط والمعايير التي جاءت في الحكم».