يبدو أن ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين على يد "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" العاملين في سورية، يقترب من انهيار شامل بعد الهزة القوية التي تلت إعدام "النصرة" الدركي علي البزال.
وفي تطور دراماتيكي، أعلنت وزارة الخارجية القطرية ليل الأحد ـ الاثنين وقف وساطتها الهادفة الى الإفراج عن 26 عسكريا محتجزين منذ أكثر من 17 أسبوعا على يد "داعش" و"النصرة".وقالت مصادر متابعة إن "إعلان قطر سحب وساطتها يعد وسيلة ضغط مزدوجة على الجهات الخاطفة من جهة، وعلى الحكومة اللبنانية من جهة مقابلة. فعلى الصعيد الأول يشكل انسحاب قطر رسالة الى الخاطفين بأنهم بلجوئهم الى تصفية البزال بعد سقوط وعودهم بوقف تصفية العسكريين المخطوفين التي كان الوسيط القطري حصل عليها منهم أسقطوا الوساطة القطرية، وسيصبحون من الآن فصاعدا أمام حتمية مفاوضات مباشرة مع الحكومة اللبنانية وحدها بما يرتبه ذلك عليهم من حسابات جديدة".وأضافت المصادر: "أما بالنسبة الى الجانب اللبناني، فإنه من غير المستبعد أيضا أن تكون الرسالة القطرية من الانسحاب متصلة بواقع البلبلة الذي يسود تعدد قنوات التفاوض وتوزعها وتشرذمها، بما يشكل ضغطا ضمنيا عليه لإعادة ترتيب مجمل هذا الواقع، وخصوصا إذا أصبح الجانب اللبناني ملزما التفاوض المباشر وحده مع الخاطفين".«هيئة العلماء»وأمام هذا التطور، طلب أهالي المخطوفين من هيئة "العلماء المسلمين" التي اطلقت مبادرة أمس الأول التفاوض من أجل إطلاق اولادهم.في هذا السياق، طلب وفد هيئة العلماء المسلمين بعد لقائه مفتي الجمهورية اللبنانية عبداللطيف دريان ضرورة "معالجة ملف العسكريين بإظهار المرونة بمواقف الدولة انطلاقاً من المبادرة التي طرحتها الهيئة من خلال الإفراج عن النساء والأطفال مقابل وقف التهديدات بقتل العسكريين المخطوفين كمبادرة حسن نيّة من الطرفين".وأكدت الهيئة، وفق الشيخ سالم الرافعي الذي تحدث باسمها، انها "مستعدة للمضي بالمبادرة لإطلاق سراح العسكريين بشرطين: الأول أن يكون هناك تكليف رسمي من الحكومة للهيئة والثاني القبول بمبدأ المقايضة".من ناحيته، أعرب الشيخ مصطفى الحجيري الملقب بـ "أبوطاقية" عن تشاؤمه بعد سحب قطر وساطتها، مضيفاً "لا مؤشرات إيجابية في الأفق ما لم يتم إطلاق سراح النساء والأطفال الذين اعتقلتهم السلطات اللبنانية في القريب".في غضون ذلك، قال مسؤول أمني لبناني إن قنبلة انفجرت في بلدة عرسال اللبنانية بالقرب من الحدود السورية، أمس، ما أدى إلى تدمير سيارة.وذكرت محطات تلفزيونية لبنانية أن رجلا أصيب في الانفجار. وكانت المحطات التلفزيونية قالت في السابق إن الانفجار نجم عن سيارة ملغومة.في سياق متصل، أفادت قناة «العربية الحدث»، بوقوع 3 مقاتلين من حزب الله في درعا بسورية أسرى في يد «جبهة النصرة». وقبل أيام تبادل حزب الله و«النصرة» الأسرى، في خطوة هي الأولى من نوعها.
دوليات
لبنان: ملف المخطوفين يقترب من انهيار شامل
09-12-2014