أكد الكاتب الشاب محمود شاكر أنه لا مناص من الامتثال لتوجيهات رقابة الكتب في وزارة الإعلام، مبينا انه سيجري بعض التعديلات على رواية "منيرة من النزهة"، وسيقدم النسخة المنقحة إلى الرقابة، ثم ينتظر صدور قرارها النهائي بالسماح بتداولها أو منعها.
ولم تكتمل فرحة شاكر بنجاح الطبعة الأولى من الإصدار، إذ فوجئ بقرار رفض الرقابة تداولها في الكويت، فجاء حديثه ممزوجا بالألم والحسرة، لأن نجاح الرواية بطبعتها الأولى دفعه إلى الإسراع بإصدار الطبعة الثانية، لكن نشوته بهذا الإنجاز ذهبت أدراج الرياح بسبب تحفظ الرقابة عن جزء كبير من العمل الروائي وتوصية الرقباء بعدم السماح لها بالتداول.من منظوره، لا يرى شاكر أي انتهاك ضمن العمل الروائي أو مساس بالمحاذير الرقابية المتعارف عليها، فالرواية لا تتضمن اي إيحاءات جنسية أو المساس بالذات الإلهية، مشيرا إلى أن حكاية العمل تتناول قصة امرأة كويتية متزوجة من رجل غير كويتي، وتدور الاحداث ضمن إطار اختلاف العادات والتقاليد.تعسف الرقابةمن جانبه، انتقد الناشر خالد النصرالله، من دار "نوفا بلس"، تعسف الجهات الرقابية خلال الفترة الماضية، مستبعدا استهداف الدار في قرارات المنع الصادرة من الرقابة، لأنه يرى أن الأمر لا يصل إلى التتبع أو التعمد، موضحا ان المنع ليس مقتصرا على عناوين الدار بل امتد إلى الكثير من العناوين.وحول العناوين التي منعت قال النصرالله هي "نحيا كما نهوى"، "داعش"، "ياسين"، "منيرة من النزهة"، "الغيمة التاسعة" و"قبل الاحتضار بقليل".وعن دور الناشر عقب منع الرقابة أي إصدار، أضاف ان الناشر يخاطب الجهات الرقابية مع أي قرار منع، "لكن لا نحصل على إجابات ضمن ورقة تقرير خاصة بالكتاب الممنوع، بل إجابات شفهية عند المسؤول، وللأمانة أغلبها أسباب عائمة لعبارات متعددة التأويل".وبشأن المحاذير الرقابية، أشار إلى أن هذه المعايير فضفاضة جدا، وما يضاعف متاعب الناشر والكاتب معا انه ليست هناك أي محاذير شفهية أو مكتوبة، والدار تتوخى النصوص التي فيها مشاهد أو عبارات واضحة أو مباشرة.وعن تأثير قرارات المنع على الناشر، اعتبر هذه القرارات سلبية، "لأنني لا أستطيع توزيعها في الكويت أو عرضها في المعارض، بل تكتفي دار النشر بتوزيعها خارج الكويت، وهذه خسارة أدبية ومادية".عناوين ممنوعةوتابع النصرالله: "لا أعتقد أن كل العناوين الممنوعة تنتهك المعايير الرقابية، وهذا على وجه العموم، وليس في نوفا بلس فقط، مثلا مجموعة داعش القصصية تتحدث عن الأساليب والأجواء التي تقوم بها الجهات الإرهابية لجذب الشباب للانضمام إليهم ودفعهم لقتل الأبرياء وترويع الناس، فما سبب منع عمل فيه جانب توعوي أو إرشادي وكشف لأساليب قد تخفى على المراهقين والمتحمسين من الشباب؟".وعن أهمية انشاء اتحاد الناشرين الكويتيين للحد من الرقابة، افاد بأنه "في الحقيقة لا يمكنني الجزم بأن وجود اتحاد سيحد من الرقابة أو يلغيها، فالمسألة مرتبطة بفكر وتوجه الحكومة، إن أرادت إلغاءها فسيتم ذلك بأمر الوزير، وإن أرادت إبقاءها فهي باقية، أما اتحاد الناشرين فهو فكرة جيدة ويستحق السعي لتأسيسه، وقد طالبنا بذلك لكن لم يتحقق".وحول اتهام دور النشر بالبحث عن الإثارة في تبني بعض الإصدارات التي لا تراعي المقاييس الرقابية، أكد: "لا أنفي هذا الأمر، بالفعل هناك من يبحث عن الإثارة وجذب الانتباه بهدف البيع والتسويق، لكن هذا الأمر لا ينطبق على جميع العناوين أو جميع دور النشر".يذكر ان الرقابة منعت خلال الفترة الماضية مجموعة أعمال أدبية، منها "ذكريات ضالة" لعبدالله البصيص، الصادرة عن المركز الثقافي العربي في بيروت، و"عباءات محترقة" الصادرة عن دار الفارابي ودار الفراشة للكاتب سليم الشيخلي، و"لا تقصص رؤياك" للكاتب عبدالوهاب الحمادي، و"الغيمة التاسعة" للكاتب محمود شاكر.
توابل - ثقافات
محمود شاكر: لا مناص من الامتثال لتوجيهات رقابة «الإعلام»
17-02-2015