السكراب الجديد... «هذا سيفوه وهذي خلاجينه»!
«ما يبي هذا روح جيب من وكالة»... جملة تجعلك تخرج ما في جيبك وتشتري قطعة مستعملة من سكراب السيارات، حتى وإن كان ثمنها مبالغا فيه، واضعا في اعتبارك غلاء الوكالة والمسافة الطويلة التي قطعتها حتى تصل إلى السكراب في مقره الجديد بعد إزالته من أمغرة إلى منطقة النعايم على طريق السالمي، وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 409، إثر مناشدات عديدة من بعض النواب والمجلس البلدي وسكان المنطقة، والذي يبعد عن أقرب منطقة سكنية قرابة ٤٥ كيلومترا.لم يختلف الأسلوب ولا الشكل العام للسكراب الجديد في النعايم عن سابقه، أو كما يقول المثل «هذا سيفوه وهذي خلاجينه»، وكأن الفوضى والعشوائية من الثوابت في قاموس هيئة الصناعة والبلدية، فالطريق من الشارع الرئيسي للسكراب، الذي يبلغ نحو كيلومتر، غير معبد، وايضا بين المحلات، والسيارات السكراب موضوعة بشكل خطر على جانب الطريق، وعرضة للسرقة.
وكذلك هناك غياب أمني واضح، فلا توجد نقطة أمنية، وأقرب مركز شرطة في محافظة الجهراء، والخدمات العامة مثل دورات المياه والمطاعم تكاد تكون معدومة، فلن تجد سوى بقالة متنقلة تضرب أمواج الغبار والأتربة أغذيتها التي في الغالب تكون منتهية الصلاحية، وجبال من الإطارات مترامية بطريقة عشوائية. ويسيطر على السوق مجموعة من العمالة الأفغانية، من الواضح أن هناك تنسيقا في ما بينهم بشأن الأسعار، فما يقوله المحل الأول يكرره الأخير...! فهم بمعزل عن قوانين التجارة، التي تركت المواطن عرضة للاستغلال والجشع.ويقول محمد شرف الدين، وهو صاحب سكراب، إنه بعد الانتقال للنعايم أصبحت حركة الشراء والبيع خفيفة جدا، نظرا لبعد المسافة، مضيفا أن «أغلب من يشتري منا هم أصحاب الكراجات في الشويخ والجهراء».وذكر المواطن ناصر حمد أنه يضطر إلى قطع هذه المسافة لشراء ما يحتاج، وهربا من استغلال أصحاب الكراجات، موضحا أنه «بعد نقل السكراب قفز سعر القطعة إلى ضعف الضعف لدى محلات الشويخ، وأحيانا لا تجدها، معللين ارتفاع السعر وندرة القطعة بأن السكراب اصبح بعيدا، وهو عذر واهن».وأفاد المواطن بدر المطيري، أحد ملاك القسائم، بأن «الوضع سيئ في الموقع الجديد، فالمنطقة تعاني كثرة الغبار»، مضيفا أن «الموقع بحاجة إلى خدمات كثيرة، مثل الكهرباء والمطافئ والأسواق التجارية ومركز صحي، فضلا عن المسافة الطويلة التي يقطعها من يريد شراء قطع لسيارته».