بعد مرور أسبوعين على انتهاء المهلة التي منحها مجلس الأمن الدولي للانقلابيين في اليمن، رفع الحوثيون الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء خالد بحاح وحكومته المستقيلة بعد فرضها منذ شهرين.

Ad

وتضمّن رفع الإقامة الجبرية الحرية المطلقة بالتنقل داخل الوطن وخارجه كحق إنساني دستوري.

وفي بيان على «فيسبوك» اعتبر بحاح أن الإفراج عنه «مبادرة حسن نوايا صادقة» لتيسير محادثات الانتقال السياسي في اليمن، لكنه قال إنه لا يعتزم استئناف مهام منصبه.

وفي وقت سابق، زعم قائد الانقلاب عبدالملك الحوثي، وجود ما وصفها بـ»اتصالات غير مباشرة مع السعودية تهدف لتحسين علاقات المملكة مع اليمن»، من دون أن يصدر موقف سعودي مقابل في ظل تصدر المملكة للموقف الخليجي الداعم للرئيس عبدربه منصور هادي.

وقال الحوثي، في لقاء مع وفد إعلامي بمعقله في صعدة شمال البلاد، ونقلت تفاصيله وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) ليل الأحد - الاثنين: «اتصالاتنا مع السعودية لم تنقطع، وهناك اتصالات تمت خلال اليومين الماضيين تم التأكيد خلالها على وجود استعداد تام لعودة العلاقات بين البلدين وفق قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

من جهة أخرى، خرج ألوف اليمنيين إلى شوارع صنعاء في مطلع الأسبوع للمطالبة بترشيح أحمد (ابن الرئيس السابق علي صالح) لمنصب الرئاسة في البلد.

على صعيد آخر، نفت السعودية وحركة «حماس» الفلسطينية أمس صحة ما تردد بشأن قيام رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بجهود وساطة بين الرياض وحزب التجمع اليمني للإصلاح، المحسوب على جماعة الإخوان في اليمن.

وبينما تتزايد مخاوف دول إقليمية من إمكان عقد «اتفاق سيئ» بين الغرب وإيران بشأن برنامجها النووي يسهم في تمدد نفوذها في المنطقة، بات اليمن المنقسم بين شمال يسيطر عليه الحوثيون وجنوب تهيمن عليه القوى المؤيدة للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، مسرحاً لحرب بالوكالة بين إيران والسعودية قد تؤدي إلى تفكك اليمن وتعقيد الأزمة اليمنية.

وسمعت أصوات طلقات نارية الخميس على الحدود اليمنية- السعودية حيث نظم الحوثيون المدعومون من طهران مناورات عسكرية هي الأكبر منذ سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر، ثم استولوا على دار الرئاسة في فبراير الماضي.

ويضاف إلى ذلك الهجمات التي ينفذها تنظيم «القاعدة» بشكل مستمر في اليمن، في حين تضرب طائرات أميركية من دون طيار أهدافا تابعة للتنظيم المتطرف الذي يستمر بالرغم من ذلك في التوسع مستفيدا من دعم بعض القبائل السنية.

وبغض النظر عن العنف، يبدو اليمن حاليا منقسما بين شمال يسيطر عليه الحوثيون وجنوب تسيطر عليه الفصائل الموالية لهادي الذي لجأ إلى عدن وأعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد.

والانقسام الجغرافي بين الشمال والجنوب يرتسم على الحدود الطائفية بين الزيديين الشيعة والسنة، ويختلف عن الحدود التاريخية بين اليمنين الشمالي والجنوبي السابقين. وينتمي الحوثيون إلى الطائفة الزيدية التي يمثل أتباعها ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 24.5 مليون نسمة.

(دبي - أ ف ب)