حكومة هادي تضع شروطاً للتفاوض... والحوثيون يرفضون

نشر في 27-04-2015 | 19:29
آخر تحديث 27-04-2015 | 19:29
No Image Caption
"الخليجي" يرحب بالمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن * "أنصار الشرعية" يشكلون قيادة موحدة في عدن

أعرب وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن استعداد الحكومة والرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي للدخول في محادثات سلام مع المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق عدة في أنحاء البلاد لكن بشروط، مستبعدا ان تشمل أي مفاوضات زعيم التمرد عبدالملك الحوثي أو الرئيس السابق علي عبدالله صالح أو نجله أحمد، ووصفهم بأنهم "مجرمون".

وقال ياسين، في تصريحات مساء أمس لـ"بي بي سي"، إنه "يتعين على الحوثيين أولا سحب أسلحتهم الثقيلة، وبدء التصرف ككيان سياسي"، رافضا دعوة صالح لإجراء محادثات سلام، وقال إن "عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته".

وكان ياسين نفى في وقت سابق أن تكون هناك أي مفاوضات مع الحوثيين، واشترط انصياع الحوثيين لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 بشأن اليمن الذي يطالب المتمردين بالانسحاب من كل المدن، وتسليم الأسلحة التي نهبت من مقرات الجيش للبدء في حوار سياسي.

الحوثيون

ورفضت حركة "أنصار الله" الحوثية خطة وزير الخارجية اليمني رياض ياسين للمفاوضات، وطالبت الأحزاب واللجان السياسية والثورية بالحوار الوطني داخل اليمن دون تدخل أجنبي.

وقال القيادي في حركة "أنصار الله" هاشم البليبي، في تصريح لوكالة انباء "فارس"، إن "هذه المبادرة مرفوضة وفاشلة، لأن السعودية طرحتها على العملاء الهاربين لوقف العدوان والسيطرة على اليمن"، معتبرا ان "الشعب اليمني يدعو عبد ربه منصور هادي وجماعته الى ترك السلطة لفسح المجال السياسي أمام حل سياسي داخلي في البلاد".

وأضاف البليبي ان "وعود هادي وجماعته جاءت لخدع الشعب اليمني وقمع الثورة السلمية"، مضيفا ان هذه المبادرة تريد قطع الطريق على حل سياسي داخلي ومنع اللجان الثورية والحركة من السيطرة على البلاد، مؤكدا أن الشعب اليمني لم يقدم كل تلك التضحيات من أجل أن يعيد هادي لنظام سعودي الذي يحكم في اليمن.

مجلس الأمن

في السياق، عقد مجلس الأمن الدولي في نيويورك جلسة اليوم، ناقش خلالها تطورات الوضع في اليمن، واستمع إلى تقرير بشأن متابعة قرار "2216" الذي جاء تحت الفصل السابع، وأمهل المتمردين عشرة أيام انتهت يوم الجمعة الماضي للانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة.

ترحيب خليجي

من جهة أخرى، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن ترحيبها بتعيين الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، خلفا للمغربي جمال بنعمر المستقيل.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني حرص دول المجلس واستعدادها لدعم جهود المبعوث الأممي الجديد لليمن، لاستكمال العملية السياسية السلمية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تعزيزا لأمن اليمن واستقراره، معربا عن تمنياته لإسماعيل ولد الشيخ احمد بالتوفيق والنجاح.

غارات ومعارك

ميدانيا، توسعت اليوم المعارك بين اللجان الشعبية وقوات الجيش الموالية للشرعية من جهة وقوات المتمردين المدعومة بقوات الجيش الموالية للرئيس السابق من جهة أخرى في عدة محافظات، بالتزامن مع غارات جوية لطيران التحالف العربي بقيادة السعودية على عشرات الأهداف التابعة للحوثيين.

وتمكنت قبائل مأرب الموالية لهادي من السيطرة على اللواء 312 مدرع بمنطقة صرواح غرب المدينة، بعد وصول تعزيزات لمقاتلين قبليين إلى المنطقة، وشن طيران التحالف غارات عديدة على مواقع الحوثيين في محافظات الضالع وشبوة وأبين والحديدة وصعدة والبيضاء.

وأوضحت مصادر ان غارات للتحالف استهدفت مواقع تسيطر عليها جماعة الحوثي في جبل ثرة بلودر بمحافظة أبين، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الحوثيين، فضلا عن تدمير أسلحة وآليات عسكرية تابعة للحوثيين، في الوقت الذي أفادت مصادر بأن طيران التحالف نفذ عملية إنزال جوية لأسلحة للمقاومة الشعبية في الضالع.

وفي شبوة، أفادت مصادر لوكالة "الأناضول" بأن طائرات التحالف استهدفت موقعا عسكريا تابعا لجماعة الحوثي وقوات صالح في جبل حيد بن عقيل بمديرية عسيلان، ما أسفر عن تدمير دبابة وعربة مصفحة كانت تتمركز في الجبل منذ أيام، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مواقع القصف.

وفي صعدة، معقل الحوثيين شمال البلاد، دمرت طائرات عاصفة الحزم 6 قاطرات كانت تحمل أسلحة وصواريخ في مديرية الصفراء.

قيادة موحدة

في هذه الأثناء، أعلنت اللجان الشعبية الموالية للشرعية في عدن تشكيل مجلس قيادة في محافظة عدن بجنوب البلاد، بهدف تنظيم المقاومة والتنسيق على الأرض مع قيادة التحالف العربي، لدحر الانقلاب الحوثي وقوات الرئيس السابق. وأكد مجلس المقاومة، في بيان، دعمه لشرعية هادي، وعملية التحالف العربي وما يتبعها من عمليات.

دعم باكستاني

في المقابل، أكد الرئيس الباكستاني ممنون حسين أن الدفاع عن سلامة السعودية وسيادتها الإقليمية يعد ركنا مهما في سياسة باكستان الخارجية.

وقال الرئيس ممنون حسين إن باكستان تبذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصل إلى حل مبكر وسلمي للأزمة اليمنية.

وجاءت تصريحات حسين خلال لقائه مساء أمس في اسطنبول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطار الزيارة التي يقوم بها حالياً لتركيا.

السعودية وفرنسا

على صعيد آخر، يزور وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان السعودية خلال مايو المقبل، حيث يلتقي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، إضافة إلى وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، للبحث في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة العسكرية.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الفرنسي للرياض بعد أيام من زيارة قام بها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للمملكة في 12 أبريل، حيث عقد اجتماعات يبدو أنها فاتحة سلسلة لقاءات رفيعة المستوى ستشهدها الأشهر المقبلة.

(عدن، صنعاء - أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top