● الجيش ينهي العملية ويقتل 9 مسلحين ونواز شريف يعلن الحداد العام

Ad

● تنديد دولي بأكبر هجوم دموي منذ عقد... وأوباما يعتبره «فساد أخلاق»

في أكثر الهجمات دموية في باكستان خلال السنوات العشر الماضية، اقتحمت مجموعة من مقاتلي حركة طالبان، صباح أمس، مدرسة يديرها الجيش في بيشاور، ما أدى إلى سقوط 141 قتيلاً على الأقل غالبيتهم من التلاميذ.

وصرح المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أسيم باجوا بأن 124 شخصاً، بينهم 121 طالباً، جرحوا أيضاً في هذا الهجوم، مبيناً أن الإرهابيين «بدأوا يطلقون النار عشوائياً فور دخولهم إلى المدرسة، ولم يكن في نيتهم احتجاز رهائن».

وأضاف أن المهاجمين «كانوا يرتدون سترات محشوة بالمتفجرات ويحملون ذخائر وطعاماً لعدة أيام»، مشيراً إلى أنه لا يعرف عدد المهاجمين الذين قتلوا بأيدي قوات الأمن وعدد الذين فجروا أنفسهم.

والهجوم الذي أعلن الجيش الباكستاني انتهاءه بعد معركة دامت 9 ساعات، تبنته حركة طالبان الباكستانية، مؤكدة أنها أرادت الثأر لمقاتليها الذين قتلوا في الهجوم العسكري على معقلها في بيشاور خلال يونيو الماضي.

وقال الناطق باسم حركة طالبان، محمد خراساني، إن «مقاتلات الجيش تقصف ساحاتنا العامة ونساءنا وأطفالنا ومقاتلينا. لقد طلبنا مراراً وتكراراً بأن يوقفوا هذا الأمر»، مضيفاً: «وفي مواجهة تصلّب الجيش اضطررنا إلى شن الهجوم، بعدما تحققنا من أن أولاد مسؤولين كبار في الجيش يتلقون تعليمهم في هذه المدرسة».

وهذا الهجوم هو واحد من الهجمات الأكثر دموية التي شهدتها باكستان في العقد الماضي، ويترك أثراً نفسياً كبيراً، لأن حركة طالبان الباكستانية القريبة من تنظيم «القاعدة» استهدفت هذه المرة أولاد الجنود الذين يقاتلونها.

وبدأ الهجوم عند الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي (5:30 ت.غ)، حين دخل عناصر من طالبان يرتدون بزات عسكرية المدرسة الواقعة في ضواحي بيشاور، أكبر مدن شمال غرب باكستان الواقعة على تخوم المناطق القبلية.

وكان في المدرسة نحو 500 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً.

 وقال شهود في بيشاور إن انفجاراً قوياً هزّ المدرسة الرسمية للجيش، وإن مسلحين دخلوا من صف إلى آخر وأطلقوا النار على التلاميذ.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الباكستاني انتهاء معركته مع مقاتلي طالبان. وقال مصدر عسكري: «العملية اكتملت وجميع المتشددين وعددهم 9 قتلوا».

وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بهذه «المأساة الوطنية» التي ارتكبها «وحوش». وقرر التوجه إلى مكان وقوعها للإشراف بنفسه على العملية، وهو أمر نادر في بلد اعتاد هجمات «طالبان»، مضيفاً: «هؤلاء الأطفال هم أولادي. البلاد في حداد، وأنا في حداد».

وتوالت ردود الأفعال المنددة بهذه المذبحة، فقد دان الرئيس الأميركي باراك أوباما بأشد العبارات الهجوم «المروع».  وقال بيان للبيت الأبيض: «من خلال استهداف الطلاب والمعلمين في هذا الهجوم البشع، أظهر الإرهابيون مجدداً فساد أخلاقهم».  وفي الهند المجاورة، اعتبر رئيس الوزراء نارندرا مودي هجوم بيشاور «عملاً لا يمكن وصف وحشيته».

وفي حين عبّر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «صدمته وذهوله لرؤية أطفال يقتلون لمجرد أنهم ذهبوا إلى المدرسة»، وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الهجوم بأنه «خسيس».

(إسلام أباد، بيشاور، واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)