كتب وأوبرا وثقافة

نشر في 21-12-2014
آخر تحديث 21-12-2014 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود:  لا يمكن القضاء على الفساد في أي بلد، لكن يمكن إيجاد وسائل واضحة وقوية لكشفه.

لي تعليق على مسألة تنظيم "داعش" وفكره في الكويت، هناك الكثير من اللغط في استخدام الرسائل الخطابية بشكل يوهم الناس، عن عمد، بعدم فهم أصل المسألة.

حكم محكمة الجنايات الابتدائي على مواطن ومقيمَين بالسجن مدداً مختلفة لدعمهم وتمويلهم للتنظيم حفزني على الكتابة حول هذا الموضوع. حاولت الحكومة في فترة سابقة طرْق باب الحوار مع الفكر المتطرف عبر صيغة "لجنة الوسطية عام 2004" التابعة لوزارة الأوقاف، والتي عُيِّن على رأسها شخصية سودانية! وتبين، بعد سنوات، الفشل الذريع لهذه اللجنة، رغم ملايين الدنانير المخصصة لها والتي أهدرت هباءً.

الكويت بلد متسامح دينياً واجتماعياً، وبروز صوت التطرف فيه يرجع، من بين أسباب مختلفة، إلى وصول رموزه لمراكز حساسة يتم استغلال منابرها الإعلامية لنشر الأفكار الأحادية وفرض الرؤى إعلامياً. في المقابل يتم إقصاء الكفاءات العلمية والوسطية حقاً عن كثير من مواقع نشر الفكر المتسامح، كما هو حاصل فعلاً في وزارتي الأوقاف والتربية وتحديداً في مسألة إعداد المناهج الدينية.

خبر سجن متعاطف مع تنظيم إرهابي يسعدني، لكنه لا يرضيني، إذ يجب مواجهة التطرف بالكتب والحوار والأفكار، وهذا مجهود بحاجة إلى تخطيط واعٍ لا ينفرد به رجال الشريعة فقط.

مثلاً، نلاحظ في الآونة الأخيرة دخول مجاميع شبابية إلى عالم الكتابة في القصة والرواية، وهو اهتمام جيد يجب استثماره من قبل وزارة الشباب وتقديم الدعم الأدبي والمادي له، فالكتابة في الأدب والعلاقات الإنسانية ما هي إلا محاولة غير مباشرة لتكوين وعي مجتمعي تنافسي ينبذ التطرف ويشيع حب الاطلاع على الآخر الذي هو أساس للعيش المشترك. أكرر أن المجتمع الكويتي متسامح بالفطرة، والتاريخ يشهد بذلك، وما الأحداث المختلفة التي جرها التطرف بداخله إلا استيراد لأفكار نمت في مجتمعات عربية أخرى، وتم استغلالها من متعاطفين معها في الداخل أخذوا شكل وزراء وقياديين وبرلمانيين، وأتيحت لهم وسائل الإعلام بحكم مناصبهم.

المطلوب اليوم، وفي ظل حالة اللااستقرار في المنطقة العربية، عمل جاد تنتفض له مؤسسات الدولة المعنية للدفاع عن صورة البلد، نكهة الكويت التي يعرفها الجميع، البلد المنفتح المتسامح، وهما صفتان تم إخفاؤهما عمداً لمصلحة تيارات متطرفة.

مشروع دار الأوبرا المرتقب، نشاطات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ودار الآثار الإسلامية، النشاط الكتابي للشباب هو الرد البليغ غير المباشر لمواجهة من يريد للكويت وجهاً غير وجهها.

back to top