بعدما عبّرت بعض الأوساط السياسية عن قلقها على مصير الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" جراء الحوار الساخن الذي أعقب الورقة السياسية التي أعلنتها قوى 14 آزار في ذكراها العاشرة في البيال، بالإضافة الى الاعلان عن انشاء "مجلس وطني"، ما تزال جلسة الحوار الثامنة بين "المستقبل" و"حزب الله" قائمة في موعدها مساء اليوم في مقر رئيس مجلس النواب في عين التينة.

Ad

وقالت مصادر متابعة: "ليس هناك مصلحة لأي طرف بالمس بما أنجزه هذا الحوار، بدليل أن كل ما تقرر على هذه الطاولة بات أمرا واقعا، بدءاً من حملة إزالة الصور والشعارات، الى الحملات الأمنية التي نفذت خططا أمنية، وصولا الى ما سيشغل الساحة المقبلة لجهة التمديد لقادة الأجهزة الأمنية"، مؤكدة أن "الحوار خط أحمر على رغم الملاحظات والقيل والقال".

سلسلة «الرتب والرواتب»

وفي سياق منفصل، رفعت جلسة اللجان النيابية المشتركة أمس بسبب فقدان النصاب بعد مقاطعة قوى "14 آذار" لها على ان تتابع اللجان مهمة درس وإقرار سلسلة "الرتب والرواتب".

وطالب عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان بأن "تكون الجلسات بخصوص السلسلة متواصلة باعتبارها الجهة الصالحة لإقرارها في هذه المرحلة". ورأى أن "المطلوب من جميع الكتل النيابية ليس فقط الاصرار والمطالبة بإقرار السلسلة، لكن المشاركة معاً لمتابعة هذه المسألة"، مضيفا: "لا يجوز أن نربط عملا تشريعيا قائما بالموازنة العامة".

فخري

ريما فخري، قلّةٌ يعرفون هذا الاسم بالرغم من أهمّيته في صنع القرار في مجلس القيادة في "حزب الله"، فهي العنصر النسائي الوحيد في المكتب السياسي للحزب الذي يرأسه السيد ابراهيم أمين السيد، وتحمل تاريخا ممهورا بالنشاطات الحزبية.

وتقول فخري في مقابلة مع صحيفة "لوريان لو جور" نشرت أمس: "قال لي الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله: "لا خيار لديك... عليكِ النجاح"، وبالرغم من أنّ ظهورها الإعلامي نادر ومعظم الناس لا يعرفون بوجودها، لكنها تؤكد أنّها تشارك في اتخاذ القرارات، مثل جميع أعضاء المجلس.

وأضافت فخري: "عندما نقدّم مشروعا كاملاً وقابلاً للتحقيق للسيد نصرالله لا يتردد بقبوله. فهو يشجّع المبادرات دائما". وتؤكّد أنّ التحليل السياسي يتضمّن الكثير من المسؤوليات، خصوصا أنّ حزبا كـ"حزب الله"، يعتبر الدقّة في الرؤية أمرا أساسيا في اتخاذ القرارات. ولهذا السبب تمر التحليلات التي تضعها هي وزملاؤها على عدد من المسؤولين قبل أن تصل إلى رأس الحزب أي السيد نصرالله. وتشير إلى أنّ أعضاء المجلس طعنوا بأحد تحليلاتها، لكنّ نصرالله فصل لمصلحتها. وتلفت إلى أنّها هي من اقترحت على أعضاء المجلس التقليل قدر الإمكان من إجراء أعضاء الحزب مقابلات، من أجل تفادي الجدل في هذا الوقت الحرج.

وبحسب فخري، هي من بلدة الزرارية، في جنوب لبنان، ودرست الهندسة الزراعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وخلال دراستها قررت الانضمام إلى صفوف "حزب الله" في 1985 عندما كان الحزب في أوّل مسيرته، معتبرة أنّها من خلال دخولها ستخدم بلدها ومحيطها. وفي الوقت عينه ارتدت الحجاب، قبل أن ترتدي العباءة السوداء فيما بعد.

وبدأت أولى مهامها بالاهتمام بقطاع "التعبئة التربوية" في الجنوب، قبل أن تدخل اللجنة المركزية النسائية، عندما كان السيد عباس الموسوي (الذي اغتيل عام 1991 في غارة إسرائيلية)، أمينا عاما للحزب حينذاك، ومع تسلم السيد نصر الله للحزب بدأت تزداد مسؤولياتها. ومنذ عام 2004، تركت النشاطات النسائية لتلتحق بالقطاع الذي تحبه بالحزب، وذلك بعدما قرّر نصرالله إفساح المجال للمشاركة النسائية.