«فزعة» بريطانية لمنع استقلال إسكتلندا
قبل ثمانية أيام من استفتاء الاسكتلنديين على حق تقرير المصير، توافد أمس كبار قادة الأحزاب البريطانية، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة ديفيد كاميرون، إلى إدنبره، في محاولة أخيرة لمنع "كارثة تفكك المملكة المتحدة" في حال التصويت بـ"نعم".وجاءت الفزعة البريطانية المتأخرة بعد ظهور استطلاعات رأي تؤكد ميل العدد الأكبر من الاسكتلنديين إلى المعسكر المؤيد للاستقلال للمرة الأولى بنسبة 51% من الأصوات.
ويعيد الاستفتاء، المقرر في 18 الجاري، إلى الأذهان التاريخ الحافل لاسكتلندا مع إنكلترا الذي امتزجت فيه الحرب بالسلم، والمعارك الدامية بحالات الزواج الملكية قبل قيام الوحدة بينهما منذ 307 أعوام.ولدى زيارته لمكاتب شركة "سكوتش ويدوز" للتأمين في العاصمة إدنبره، أكد كاميرون أمس أنه سيكون "حزيناً جداً إذا تمزقت الأمم التي جمعناها معاً"، في حال اختارت اسكتلندا الاستقلال عن المملكة المتحدة، مشدداً على أن "الاستفتاء يجب ألا يكون بمنزلة تصويت احتجاجي".واستبق كاميرون زيارته هذه، بكتابة مقال في صحيفة "ديلي ميل" يدعو الناخبين إلى التفكير بعناية في عواقب فوز مؤيدي الاستقلال، محذراً من أنه "ليس هناك فرص أخرى، فإذا تفككت بريطانيا العظمى فسيكون ذلك إلى الأبد. فالخيار المطروح أمامكم واضح: إما قفزة إلى المجهول مع (نعم) أو مستقبل أفضل لاسكتلندا مع الرافضين". وبينما أحيط برنامج كاميرون في اسكتلندا بإطار من السرية بسبب القلق من مزاج أنصار الاستقلال، وصل زعيم حزب العمال إد ميليباند، وزعيم حزب الأحرار الديمقرطيين نيكولاس كليغ الشريك في الحكومة، إلى اسكتلندا بشكل طارئ أمس الأول. وليس من المفترض أن يظهر كاميرون وميليباند وكليغ معاً بسبب رفض العماليين أن يكون الأخيران إلى جانب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بشعبية في هذه المنطقة، بحسب صحيفة "ذي غارديان"، التي نقلت عن مصدر في حزب العمال قوله: "نوافق على القتال من أجل القضية ذاتها، لكن كل واحد من جهته".في المقابل، عبر رئيس وزراء اسكتلندا أليكس سالموند عن السخرية من التعبئة المتأخرة لخصومه، معتبراً أنها تظهر "نخبة وستمنستر وهي تعاني مرحلة هلع في وقت تهتز أرض اسكتلندا تحت أقدامهم".كما انتقدت بعض وسائل الإعلام خطوة الزعماء الثلاثة، وبثت صحيفة "صن" صورة مفبركة تجمعهم مرتدين التنورة التقليدية الاسكتلندية في محاولة يائسة لجذب أنصار الاستقلال إلى جانبهم.وتشكل زيارة إدنبره، في الواقع، إحدى محطات التدخل الأكثر أهمية لكاميرون في الحملة، وتظهر بكل وضوح الضغوط المتزايدة على كاهل قادة المحافظين.(إدنبره، لندن - أ ف ب،رويترز، د ب أ)