بينما تمنع رقابة وزارة الإعلام إصدارات أدبية لكتاب كويتيين من التداول في البلاد، تسمح الرقابة في باقي دول مجلس التعاون الخليجي لتلك الإصدارات بالتداول في معارضها كتبها وأسواقها المحلية.
وقبل أيام قليلة، منعت رقابة الإعلام توزيع رواية «فئران أمي حصة» للكاتب سعود السنعوسي في الكويت، وطالبت المكتبات المحلية ونقاط التوزيع برفع الرواية، وسبق هذا القرار منع آخر لرواية «الورد لك... والشوك لي» للأكاديمي د. سليمان الشطي، ولم تقتصر قائمة المنع على ذلك، إذ لم تُجِز الرقابة مجموعة أعمال أدبية بالتزامن مع معرض الكويت للكتاب الأخير، ومنها «لا تقصص رؤياك» للروائي عبدالوهاب الحمادي و»رائحة التانغو» للروائية دلع المفتي، و»ذكريات ضالة» لعبدالله البصيص، و»الغيمة التاسعة» لمحمود شاكر الذي منعت الرقابة إصداراً آخر له في فترة لاحقة، بعنوان «منيرة من النزهة».وتعقيباً على تكرار قرارات المنع في الفترة الأخيرة، استغرب أدباء كويتيون ممنوعة إصداراتهم من التداول في الكويت، هذه الإجراءات، معتبرين أن تلك الرقابة «تعاني شللاً وتحجراً فكرياً»، معلنين رفضهم لهذا الانغلاق الفكري.«الورد لك... والشوك لي»وفي تعليقه على منع إصداره «الورد لك... والشوك لي» في الكويت، في حين سمحت بها باقي دول الخليج، قال د. سليمان الشطي «أخبرتني دار النشر المكلفة بتسويق العمل الروائي خليجياً أنها حصلت على إجازة العمل رقابياً، وبالتالي سيكون الفسح كاملاً، ولا يقتصر على معرض الكتاب في معظم دول الخليج»، مضيفاً أن «روايتي متوافرة في معرض الرياض للكتاب الذي بدأت دورته الجديدة قبل أيام، كما أجازتها اللجان الرقابية في الإمارات وشاركت في معرض الشارقة حديثاً».وحدد الشطي إشكالية الرقابة في الكويت، مبيناً أنها تسلك أسهل الطرق وتوزع قرارات المنع في كل الاتجاهات متوجسة خيفة من ردود الفعل، مبيناً أن «رقابة كهذه ترتعد خوفاً، لا يمكن التعامل معها لأنها مشلولة وفي الوقت ذاته تعاني تحجراً خطيراً».ولفت إلى أن «الرقابة تتصرف بطريقة غير سوية، إذ تصادر بعض العناوين التي تتطرق إلى قضايا تاريخية تهم بعض البلدان المجاورة، بينما تسمح تلك الدول المعنية بالأمر، لهذه الإصدارات بالتداول فيها ولا تمنعها».«فئران أمي حصة»أما رواية «فئران أمي حصة» للروائي سعود السنعوسي، التي رفعت رقابة الإعلام نسخها المعروضة في نقاط التوزيع في المكتبات المحلية قبل أيام، فسمح لها بالتداول في معرض الرياض للكتاب، ومعرض مسقط للكتاب أيضاً، كما أن العمل الروائي مجاز رقابياً في الإمارات.وضمن هذا السياق، قال الروائي عبدالوهاب الحمادي: «روايتي (لا تقصص رؤياك) الممنوعة من التداول في الكويت أجازتها الجهات الرقابية بمعظم دول مجلس التعاون الخليجي، وكانت متوافرة في معارض الكتاب في الإمارات وعمان، وحديثاً في معرض الرياض».وانتقد الحمادي أداء الرقابة في المشهد الثقافي المحلي، مشيراً إلى أن عملها لا يعتمد على أسس ومعايير واضحة بل تسلك منهج «ابعد عن الشر وغنيله»، مبيناً أنهم «ربما يبدون أكثر حرصاً منا على بلدنا، بينما الواقع يؤكد العكس، فنحن نكتب أدباً ونوثق تاريخاً ولا نقبل تشويه سمعة وطننا، بل نريد الإصلاح». وأضاف: «قمت بتعديل بعض المفردات والأحداث في الرواية قبل الطبع، لأني شعرت بقسوة ما كتبت، والقسوة هنا ليست إلا حباً لبلدي»، مبيناً أن الخطوة المقبلة التي يخطط لها، هي «اللجوء إلى القضاء للفصل في هذا الموضوع».مقصلة القمعبدورها، استغربت الروائية دلع المفتي ما يحدث في مقصلة الرقابة، وتكرار قرارات المنع الصادرة ضد بعض العناوين لكتاب محليين، مبينة أن الكتابة الإبداعية أو الأدبية لا تخضع للتشذيب في كل دول العالم.وأضافت المفتي، التي منعت روايتها «رائحة التانغو»: «الرقابة تعاني مرض الخوف من كل شيء، وأي جملة نكتبها يتم تأويلها خارج مضمونها، وتفسيرها وفقا لأهواء الرقيب».وتابعت بنبرة حزينة: «الرقابة تحسب حساب الكل وتخاف كل الفئات، إلا الليبراليين، الذين باتوا هم الفئة المقموعة في الكويت» معتبرة أنه «أمر محزن فعلاً أن تعرض رواياتنا على أرفف المكتبات في أكثر الدول العربية تشدداً... بينما تمنع في الكويت».أعضاء لجنة الرقابةتضم لجنة مراقبة وزارة الإعلام كلاً من:لولوة السالم، رئيسة اللجنةهيا الراشد، سكرتيرة اللجنةعبدالله خلفعبدالرحمن الأحمدعبدالوهاب العسعوسيفيصل المحميدد. عادل العبدالجادر
توابل - مسك و عنبر
أدباء كويتيون: رقابة «الإعلام» تعاني شللاً وتحجراً فكرياً
09-03-2015