أصدرت هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بيانا بشأن التحذير من المشاركة في الاقتتال خارج البلاد أكدت خلاله أن «الأحداث المستجدة التي تمر بالعالم عامة، وبالدول العربية والإسلامية خاصة، توجب علينا اليقظة والتدبر والتفكر في ما يمليه علينا ديننا القويم، الذي رسم لنا طريق النجاة، من كل المفاسد والأضرار العامة والخاصة، وفي كل مراحل الحياة، وفي كل الأماكن والأزمان».

Ad

وأضافت أنه «يجب علينا أن نبيّن للأمة، وبخاصة الشباب منهم، عدة أمور أهمها أنه يجب على عموم المسلمين الرجوع إلى العلماء أهل الذكر للتعرف منهم على أحكام المسائل الشرعية، وما يستجد منها، وهناك آيات تدل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فرض على الكفاية، كما تجب المحافظة والحرص على وحدة الأمة وعدم تفرّقها، فقد أوجب الله تعالى على الأمة الإسلامية الاعتصام وعدم التفرق والوقوف صفاً واحدا أمام ما يعترضها من أزمات، وما يصادفها من ابتلاءات».

وقالت، «مما يجب على ولاة أمور المسلمين حفظ مصالح الرعية، ودرء المفاسد عنها، ومن هنا كان وجوب نصب الإمام أو رئيس الدولة، ليقوم على حراسة الدين، ورعاية الدنيا وفق كتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإقامة العدل بتطبيق شرعه بين الناس، إذ فيها يأمن الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، وقد أجمع العلماء على أن نصب الإمام واجب»، مشيرة إلى أن «الأمة الإسلامية مرت عبر تاريخها الطويل بأزمات وملمات عديدة، لعل من أبرزها خروج فئات أو طوائف، دأبت على شق عصا جماعة المسلمين، والخروج على الأمة، وهي لا تتورع تحت ذريعة بعض شعارات ورايات، عن تكفير وتفسيق المسلمين، إذا لم ينضووا تحت رايتها، ولم يقبلوا الانصياع لتعاليمها، وهم يسفكون في سبيل ذلك الدماء، ويخوضون فيها، دون أن يحسبوا حساباً للعواقب، ولو كان في ذلك دمارُ الأمة، وإضعافُ شوكتها، وذهابُ ريحها، دون مراعاة للظروف السيئة التي تعانيها الأمة، وبذلك يكونون عبئاً عليها بدل أن يكونوا عوناً لها على أعدائها».

وأكدت أن «ما يفعله هؤلاء هو مما يُحرمه الإسلام، ولا تُقره الشريعة الإسلامية»، لافتة إلى أن «هيئة الفتوى في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تحذّر الجميع، وبخاصة الشباب، من الانخراط في هذه الفئات المنحرفة، التي ساهمت في جَرِّ الأمة إلى المزيد من الاقتتال، وعليهم عدم الأخذ بالأقوال والآراء الشاذة، والابتعاد عن التطرف والغلو، وألا يسلكوا سبيل العنف، وشق الصف».