إلى أي مدى ينجح الممثل في خوض مجال الإنتاج، وهل من المفروض، في حال كان ناجحاً في التمثيل أن ينجح في الإنتاج أيضاً؟ ما هي المعايير الواجب أن يتبعها الممثل ليحقق بصمة في هذا المجال؟ هذه الأسئلة وغيرها ترتسم في كل مرة يعلن فيها ممثل ما تأسيسه شركة إنتاج، على غرار ما فعلت هند صبري أخيراً.

Ad

خلال مشاركتها في مهرجان «كان»، أعلنت  هند صبري تدشينها شركة إنتاج فنية خاصة بها تحت اسم Salma Prod،  غايتها تنفيذ أعمال فنية متميزة، فانضمت بذلك إلى قائمة النجوم الذين خاضوا مجال الإنتاج منذ أفلام الأبيض والأسود لغاية اليوم.

بدوره دشن أحمد الفيشاوي فرعاً جديداً لشركته {الكلب الكريستال} في مدينة دبي للإعلام بالإمارات، وهو ما فعلته السورية سوزان نجم الدين التي افتتحت فرعاً جديداً لشركتها في دبي، أما أحمد حلمي فأنتج أعمالاً سينمائية عن طريق شركة {شادوز}. بدوره تولى أحمد مكي إنتاج أفلامه عن طريق شركته الخاصة {بيرد أي}.

لا ننسى الفنانة المنتجة الكبيرة إسعاد يونس التي تولت توزيع أعمال سينمائية من خلال {الشركة العربية} التي تمتلكها، أما فاروق الفيشاوي وسمية الألفي فأسسا في ثمانينيات القرن الماضي شركة إنتاج خاصة بهما، لكنها توقفت مع مرور الوقت.

من جهته خاض محمود حميدة التجربة نفسها في بداية التسعينيات، وأنشأ شركة إنتاج سينمائي باسم {البطريق}، وأنتج فيلم {جنة الشياطين} الذي شارك في بطولته، بالإضافة إلى الفيلم التسجيلي {جلد حي}، أما إلهام شاهين فأسست شركة {شاهين فيلم} للإنتاج، قدمت من خلالها أعمالاً سينمائية.

 كذلك تولت بشرى مهمة منتج منفذ لشركة {دولار فيلم}، وقدمت أفلاماً عدة، ولم تفرض نفسها على أعمالها كبطلة، بينما دخل محمد رياض مجال الإنتاج عندما قدم فيلم {حفلة زفاف} من بطولته وكمّ من النجوم من بينهم: المطرب أيوان، فيدرا، هيدي كرم وإياد نصار، ولم يحظ الفيلم بإيرادات عالية.

مؤشر جيد

في البيان الصحافي الذي أصدرته بمناسبة تأسيس شركتها تمنت هند صبري تقديم أعمال تتشرف بها، وتكون مؤشراً جيداً للفن العربي، موضحة أن شركتها لن تلتزم بتقديم أعمال بشكل منتظم سنوياً، ولن تشارك في التمثيل  في الأعمال التي ستتولى إنتاجها.

تضيف أنها لن تتحول إلى منتجة، ولن تصب اهتمامها على ذلك، لأنها في الأصل ممثلة وتفخر بمهنتها كفنانة أولاً، بالإضافة إلى رعايتها لأسرتها الصغيرة، متعهدة بأنها لن تهمل دورها الاجتماعي في العالم العربي الذي بدأته منذ فترة.

بدوره  يعرب أحمد الفيشاوي عن رغبته في تجاوز مرحلة إنتاج أفلام محلية، لأنه يطمح في صناعة أفلام تتصدر دور العرض السينمائي في العالم، مشيراً إلى أنه صاحب خبرة ليست قليلة في هذا المجال، لأنه أحد مؤسسي شركة «الأصدقاء» مع والداه منذ ثلاثين عاماً، وقدمت أعمالاً فنية كثيرة.

يضيف أنه يتمنى إنتاج أعمال تعبر عنه كفنان غايته تقديم أعمال جيدة غير مسفة، لأن السينما فن وثقافة وصناعة، مؤكداً أنه سينتج أعمالاً ترقى إلى المستوى العالمي، ويكون محتواها جاذباً للانتباه ليتمكن من المساعدة في تطوير صناعة السينما المحلية والإقليمية.

مغامرة غير مدروسة

يرى الناقد الفني محمود قاسم أن تحول الفنانين إلى الإنتاج محفوف بالمخاطر ومغامرة غير مدروسة، لا سيما أن الغالبية فشلت لعدم درايتها أو خبرتها بهذه الأمور، موضحاً أن «الفنان ينتج لنفسه عندما لا يجد شخصاً يتحمس لأفكاره أو أعماله التي يرغب في تقديمها، لا سيما أن نجوم الزمن الجميل خاضوا هذه التجارب على غرار عبدالحليم حافظ وماجدة الصباحي».

يضيف أن بعض نجوم الشباك لا يريدون أن تذهب الأرباح للمنتج فحسب، فيلجأون إلى الإنتاج بأنفسهم، مشيراً إلى أن هذه المهنة تحتاج موهبة على غرار الغناء والتمثيل، ولا يستطيع أي فنان ناجح أن يكون منتجاً ناجحاً، لأن التجارب أثبتت أن قلة من النجوم  تنجح في هذه المهمة الثقيلة.

يرى المنتج محمد السبكي  وجوب وضع كل شخص في المكان المناسب له، وفي العمل الذي يمتلك فيه خبرات، ويقول: «يصعب  أن ينجح الممثل في الإنتاج، والمنتج في التمثيل، ويستحيل أن يركز الفنان في عملين في آن».

يؤكد السبكي أن  ثمة تجارب قديمة لنجوم كبار تحولوا إلى الإنتاج ونجحوا، على غرار أنور وجدي الذي قدم أعمالاً رائعة كفنان وكمنتج، كذلك فريد شوقي، مشدداً على أن وجود الفنان كمنتج يمثل عاملاً إيجابياً على صناعة السينما، ويضخ لها مزيداً من الأموال، مؤكداً أن من يدخل مجال الإنتاج عليه أن يواجه المشاكل والمعوقات التي قد تعترضه بشجاعة.