"قوات هادي" تصد تسللاً في لحج... وتعز تمهل الحوثيين

نشر في 23-03-2015 | 19:13
آخر تحديث 23-03-2015 | 19:13
No Image Caption
* الحوثي يعبئ لاجتياح الجنوب ويرسل تعزيزات جديدة

* بن عمر: الطرفان عاجزان عن الحسم ونتجه إلى سيناريو سورية وليبيا

غداة سيطرة المليشيات الحوثية على مدينة تعز التي تعد ثالث أكبر مدن اليمن، تمكنت القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، من صد مئات من المسلحين الحوثيين كانوا متجهين إلى مدينة عدن، حيث مقر هادي، بعد أن حاولوا التسلل إلى محافظة لحج التي تفصل بين تعز وعدن.

وذكر مسؤول محلي أن "اللجان الشعبية الجنوبية ووحدات الجيش أحبطت فجر الاثنين محاولة تسلل إلى عدن قامت بها قوافل مسلحة تقل مسلحين حوثيين في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج"، مشيرا إلى منطقة قبلية تقع على بعد مئة كيلومتر تقريبا شمالي عدن.

وقالت مصادر في اللجان الشعبية التابعة لهادي ومقاتلون قبليون في مسقط رأسه يقاتلون مع جنود موالين للرئيس اليمني إن "العديد من الحوثيين قتلوا، كما دمرت ثلاث من مركباتهم" في قصف بالمدفعية الثقيلة.

تعزيزات ومقاومة

في المقابل، أرسل الحوثيون، أمس، تعزيزات عسكرية جديدة إلى جنوب البلاد مصعدين ضغطهم على مدينة عدن. ووقعت اشتباكات ليل الأحد - الاثنين بين مسلحين قبليين والحوثيين الذين كانوا ينقلون التعزيزات العسكرية إلى محيط مدينة تعز (جنوب غرب) التي سيطروا عليها بشكل شبه تام أمس الأول.

وواجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في هيجة العبد والمقاطرة الواقعتين جنوب تعز باتجاه عدن، واضطروا إلى التراجع.

وتمركزت التعزيزات في مدارس منطقة القاعدة التي تبعد 30 كيلومترا شمال شرق تعز التي تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وتعد تعز بوابة عدن التي لجأ إليها هادي المعترف به دوليا بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، ما يعزز مخاوف من انتقال القتال إلى مشارف المدينة الجنوبية التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد.

في السياق، ذكرت مصادر محلية وعسكرية أن الحوثيين نقلوا "خمسة آلاف رجل وثمانين دبابة إلى منطقة القاعدة" في محافظة إب القريبة من تعز.

تظاهرات حاشدة

في هذه الأثناء، انطلقت تظاهرات حاشدة لليوم الثالث على التوالي في محافظة تعز، وتوجهت نحو معسكر قوات الأمن الخاصة التي سيطرت عليه الميليشيات الحوثية (الأمن المركزي سابقاً).

الحوثي

وفي وقت سابق، دعا زعيم الحركة الحوثية عبدالملك الحوثي إلى "التعبئة العامة" لمواصلة الهجوم الذي تشنه قواته باتجاه الجنوب.

وقال الحوثي في خطاب متلفز نقله تلفزيون "المسيرة" التابع للحوثيين مساء أمس الأول "أدعو شعبنا العظيم في اليمن للتحرك بكل فئاته في كل المجالات للتعبئة العامة (...) ورفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين".

وأضاف أن "هادي دمية (...) بأيادي قوى الشر والهيمنة، وعلى رأسها أميركا" التي اتهمها بالإعداد لمؤامرة "بتمويل من السعودية وقطر".

وبرر هجوم الحوثيين باتجاه الجنوب بضرورة مواجهة تنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش). قائلا :"ليس من العدل أن تعطى القاعدة وداعش الحق بالاحتماء في أي منطقة"، مشددا على أن الهجوم "يستهدف القاعدة وأخواتها"، مضيفا "لا نية لنا لاستهداف الجنوبيين بل للوقوف معهم".

وتابع الحوثي إن "أي قوة سياسية تسعى لمساعدة "القاعدة" ستكون هي الأخرى في دائرة الملاحقات اليوم، ولن نسمح للقاعدة أو داعش بأي غطاء سياسي أو مناطقي".

وعن الحوار القائم بين مختلف الأطراف السياسية برعاية الأمم المتحدة قال الحوثي "لن يستمر الحوار إلى ما لا نهاية، فيتحول إلى مهزلة وهذا غير مقبول"، مهددا "إما بالوصول إلى نتيجة، وإلا فإن الشعب سيتجه فعليا إلى استكمال الإعلان الدستوري ويترك القوى السياسية في حواراتها العقيمة"، مشددا على أن "الحوار لن يكون تحت رعاية أي طرف يتبنى العداء للشعب اليمني"، في إشارة على ما يبدو الى السعودية وإلى حوار الرياض الذي دعا اليه هادي ووافقت دول مجلس التعاون الخليجي على رعايته.

مجلس الأمن

في غضون ذلك، أصدر مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، إعلاناً بإجماع أعضائه أكد دعم هادي في مواجهة الحوثيين الشيعة، وتمسكه بوحدة اليمن.

وفي إعلان أصدرته في نهاية اجتماع طارئ، أمس الأول، لوحت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس بفرض عقوبات ضد الحوثيين، كما سبق أن فعلت مرارا من دون أي نتيجة منذ بداية الأزمة اليمنية.

وخاطب موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أعضاء مجلس الأمن بواسطة دائرة فيديو مغلقة من قطر قائلا إن البلاد تتجه نحو "حرب أهلية"، ويمكن أن "تتفتت".

وأضاف بن عمر "من الوهم الاعتقاد بأن الحوثيين قادرون على الاستيلاء على مجمل البلاد، أو أن الرئيس هادي قادر على أن يستعيد بالقوة السيطرة على الوضع. إن مواصلة الأعمال العدائية ستؤدي إلى سيناريو ليبي أو سوري"، مؤكدا أن الحل الوحيد سياسي.

ولاحقا، اعتبر القيادي الحوثي محمود النسيمي، في تصريح خاص لوكالة أنباء فارس، أن السعودية وهادي وتنظيم "القاعدة" والمبعوث الأممي يتحركون في معركة واحدة ضد الشعب اليمني.

قبائل الوسط

من جهة أخرى، قتل 20 مسلحا حوثيا، وخمسة من مسلحي القبائل في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين، أمس، في مديرية الزاهرية بمحافظة البيضاء وسط البلاد.

(عدن، صنعاء ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top