العراق: "داعش" يهدد "عين الأسد" ويسيطر على "البغدادي"
* "أسوار آمنة" في ديالى لمنع المتطرفين * "السيستاني" يدعو الحكومة إلى إعطاء الأولوية لـ "الحشد"
طورت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أمس هجومها الذي شنته على منطقة البغدادي في محافظة الأنبار وسيطرت خلاله على مساحات واسعة منها أمس الأول إلى تهديد لقاعدة "عين الأسد" العسكرية التي يدرب فيها عسكريون أميركيون قوات الجيش العراقي.وذكر مسؤولون عسكريون أن مجموعة من المسلحين هاجمت القاعدة المحصنة التي يوجد بها 320 من عناصر مشاة البحرية الأميركية، لكنها أخفقت في اقتحامها.وضربت سلسلة تفجيرات انتحارية، "عين الأسد" وجاءت التفجيرات بالتزامن مع مواجهات عنيفة بين "داعش" من جهة والقوات العراقية والحشد الشعبي والعشائر من جهة أخرى.وأكدت الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية في واشنطن أليسا سميث أن "قتالا عنيفا دار في البغدادي"، مضيفاً "لم يقع هجوم مباشر على عين الأسد لكن ثمة تقارير تتحدث عن توجيه نيران غير فعالة على مناطق مجاورة للقاعدة".وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي، إن مسلحي "داعش" أصبحوا على بعد كيلومترين من "عين الأسد".في غضون ذلك، أرسلت بغداد تعزيزات عسكرية للجيش إلى القاعدة العسكرية في الأنبار.البغداديوفي وقت سابق، قال مسؤولون عراقيون إن مقاتلي "داعش" سيطروا أمس الأول على معظم أجزاء بلدة البغدادي في غرب العراق، معرضين للخطر قاعدة "عين الأسد" الجوية.وحاصر مقاتلو التنظيم المتطرف منذ عدة أشهر بلدة البغدادي، التي تقع على بعد نحو 85 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة الرمادي في محافظة الأنبار.وقال مدير ناحية البغدادي ناجي عراك إن 90 في المئة من الناحية سقط تحت سيطرة المتمردين. في حين أوضحت مصادر المخابرات ومسؤولون في قيادة عمليات الجزيرة والبادية أن مسلحي "داعش" هاجموا البغدادي من جهتين أمس الأول ثم زحفوا صوب البلدة.في المقابل، رفض متحدث باسم وزارة الدفاع العراقية التعقيب على الوضع في الأنبار. ولم يتضح على الفور عدد الخسائر البشرية الناجمة عن القتال.بغداد تتحركوفي حين رفض الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية التعليق على الوضع العسكري في الأنبار، نقلت "رويترز" عن مسؤول محلي في البغدادي قوله إن مسلحي "الدولة الإسلامية" قد دخلوا البلدة وهاجموا بعض المباني الحكومية فيها.كشف مصدر أمني في محافظة الأنبار غربي العراق، أمس، لـ"سكاي نيوز عربية" عن صدور أوامر بتحريك لواء مدرع إلى ناحية البغدادي غربي الرمادي التي يسيطر "داعش" على مساحات واسعة منها. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "لواء مدرعا سيصل قريبا إلى ناحية البغدادي لدعم قطعات الجيش العراقي، إضافة إلى قطعات شرطة الطوارئ وأبناء العشائر لإدارة معركة تحرير مناطق الدولاب والمحبوبية والكصيريات والتحرك باتجاه قضاء هيت".وأضاف أن موافقة وزارة الدفاع على تحريك لواء مدرع إلى ناحية البغدادي جاءت بعد مطالبات واسعة للقيادات الأمنية والعشائرية لوزارة الدفاع بضرورة وجود لواء مدرع يساند قطعات القوات الأمنية في تحركها باتجاه المناطق التي يوجد فيها مسلحو "داعش".وبسيطرتهم على ناحية البغدادي بات مسلحو تنظيم الدولة على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة عين الأسد الجوية التي ينتشر فيها مدربون من مشاة البحرية الأميركية."أسوار آمنة"من جهة آخرى، قامت القوات الأمنية في ديالى بتطبيق خطة "الأسوار الآمنة" في محاولة منها لتحصين حدود المدينة مع محافظتي كركوك وصلاح الدين المجاورتين.وقالت القوات في بيان تبنّته وزارة الداخلية العراقية، إن "الخطة تهدف إلى منع تسلل الإرهابيين، عقب الجهود العسكرية التي نجم عنها تطهير المحافظة من (داعش) بشكل شبه تام".وكان قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبدالأمير الزيدي، أعلن قبل أيام عن تحرير محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، من تنظيم "داعش" الذي كان يسيطر على بعض مناطقها، وتم طرد عناصر "داعش" بمشاركة القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر.إلى ذلك، استعادت القوات العراقية السيطرة على مقرات أمنية في ناحية مكيشيفة في محافظة صلاح الدين بعد اشتباكات استمرت يومين.المرجعية و"الحشد"في غضون ذلك، دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء السيد أحمد الصافي، أمس، إلى الاهتمام بمقاتلي الحشد الشعبي، مشدداً على ضرورة أن يأخذ الاهتمام بهم النصيب الأوفر من قبل الدولة.وقال الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن التي تلا فيها وصايا مكتب السيد السيستاني للمقاتلين والمتطوعين إن "أبناء الحشد الشعبي مازالوا يشتكون من المعاناة الناتجة عن عدم الاهتمام بهم من قبل الجهات الرسمية فيما يخص رواتبهم ومستحقاتهم وإكرام شهدائهم".مساعدة نيوزيلنديةمن جهة ثانية، طالب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الحكومة النيوزيلندية أمس بتقديم الدعم لقوات بلاده المسلحة في معاركها التي تخوضها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).وقال الجعفري خلال مؤتمر في أوكلاند إنه لا يوجد حد لـ"خطط داعش الشريرة"، ويحتاج التهديد الذي يمثله المسلحون استجابة دولية.(بغداد، ولنجتون ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)