أجواء «تشوري»... تتعب «روزيتا»
واجهت المركبة الأوروبية غير المأهولة روزيتا مشكلات كبيرة أثناء تحليقها أمس على مقربة من المذنب «تشوري»، الذي تتعقبه منذ سنوات، لكنها لم تصب بأذى، بحسب ما ذكرت وكالة الفضاء الأوروبية.ففي الثامن والعشرين من مارس الماضي اقتربت المركبة إلى مسافة 14 كيلومتراً من سطح المذنب، وهو في حالة نشاط من انبعاثات الغاز والغبار بسبب اقترابه من الشمس، وواجهت «صعوبات كبيرة»، بحسب ما جاء على مدونة الوكالة الأوروبية.
وأسفر ذلك عن وقوع خلل في عمل الأجهزة المسؤولة عن توجيه المركبة، ولم يعد الهوائي على متنها قادراً على تحديد موقع كوكب الأرض، فأثر ذلك على الاتصالات، ودخلت المركبة في حالة سبات بعض الوقت.والاثنين الماضي، استعادت المركبة عافيتها وعادت إلى العمل بالشكل المعتاد. ومعلوم أن المذنبات حين تقترب من الشمس، ترتفع حرارة سطحها فتنبعث منها الغازات والغبار مع ذوبان الجليد عليها، فيتشكل في مؤخرتها ما يشبه الذنب، وكلما اقترب المذنب أكثر من الشمس ازدادت هذه الانبعاثات.وأثرت الانبعاثات على عمل المركبة، لأن أجهزة التوجيه على متنها لم تعد تميز بين النجوم والكواكب وبين الغبار.وتتعقب المركبة روزيتا هذا المذنب منذ عشر سنوات، وأنزلت في نوفمبر الماضي «روبوتا» على سطحه في عملية بالغة التعقيد جرت على بعد أكثر من 500 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض.وستواصل المركبة ملاحقة المذنب إلى أن يصل إلى أدنى مسافة من الشمس في الثالث عشر من أغسطس المقبل، وهي 186 مليون كيلومتر، وحينئذ ستكون الانبعاثات الصادرة منه في ذروتها. (أ ف ب)