هذه المرة سمو رئيس الوزراء، على ما يبدو، هو من قرر إتاحة الفرصة لوزرائه وإفساح المجال لهم لإثبات جديتهم وقدرتهم على الإصلاح ومواكبة متطلبات خطة التنمية؛ لذا لم ينزل عند رغبات النواب في توسيع نطاق التعديل، مكتفياً بالوزارات التي استقال وزراؤها.
هذا التعديل لم يكن مفاجأة لأحد، فمطلب الاستقرار في هذه المرة لا أظنه سياسياً بقدر ما هو مرتبط بالإنجاز والتنمية، مع معرفة سموه بأن هناك مجموعة من الاستجوابات ستُقدَّم خلال دور الانعقاد الحالي، ومن المنتظر أن تكون فرصة للوزراء لإثبات سلامة موقفهم.ومن المهم ألا تكون المرحلة القادمة ذريعة للوزراء في تعطيل مسيرة التنمية بحجة المساءلة السياسية، بعد أن أعلنت مجموعة من النواب استخدام حقها الدستوري خلال دور الانعقاد الحالي، فالأمر لم يعد سراً، حيث تعدى مرحلة المفاجأة إلى مسلمات الأمر الواقع.الضغط الذي سيواجه الحكومة هذه المرة يختلف في نوعه عن كل المواجهات الأخرى، لأن هناك طرفا يتمثل بالحركة الدستورية يريد أن يركب قطار التسوية مع الحكومة تاركاً وراءه بقية التيارات، ومن هنا تبدأ الصعوبة، فالتسوية التي يرغب فيها شارع المعارضة تختلف كلياً عما تريده الحركة، وهذا الأمر ليس بخافٍ على الحكومة، كما تكمن الصعوبة الأخرى في الكيفية التي ستلجأ إليها الحكومة لإرضاء الحركة.أما التحدي الميداني الذي يواجه سمو رئيس الوزراء فهو ما ألزم سموه حكومته به، وهو المحك الحقيقي لقياس قدرتها على الاستجابة لمتطلبات خطة التنمية وأهدافها، حيث جاء خطابه كخارطة طريق للوزراء، محملاً إياهم المسؤولية السياسية نحو المجلس والشعب الكويتي.المرحلة القادمة ستشهد صعود الوزراء المنصة، ولن يكون هناك أي تأجيل، فالمساءلة السياسية يجب أن تمضي احتراماً للدستور، وكي لا يشعر المواطن بأن المجلس بيد الحكومة، فعلى الرغم من ميل مجموعة كبيرة إلى التهدئة فإن التاريخ يعيد نفسه، وهذه المادة لا يمكن إسقاطها مع أي مجلس.بعيداً عن عالم السياسة:- نمرّ هذه الأيام في رحاب سيد الشهداء الحسين سبط النبي محمد، عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، والمطلوب من الجميع سنةً وشيعة، المحافظة على حق ممارسة الشعائر الحسينية وقبولها كما هي، دون استغلال أو تغيير للمعنى العظيم لتلك الثورة الخالدة لتكسُّب انتخابي من هذا الطرف أو ذاك، فالحسين للكل، وهو خامس أصحاب الكساء وسفينة النجاة.- حديث جمعني ببعض الزميلات في العمل، دار حول كيف يمكن للقيادي الإبداع في الوظيفة الحكومية في ظل هذا الجو الذي يجعل منه اختصاصيا اجتماعياً لكثرة المشاكل التي عليه حلها، فكل مسؤول يرفع الأمر إلى الذي فوقه في السلم الوظيفي؟ فكانت إجابتي بسيطة، بأن هذا النوع من القيادة هو السبب، لأنه لا يبحث عمن يتحمل المسؤولية بل يريد ممن حوله أن يدور في فلكه بنظام "الشور شورك". ودمتم سالمين.
مقالات
الحكومة قررت المواجهة
31-10-2014