قال قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في خطاب مباشر وسياسي بشكل غير معتاد نشر اليوم الجمعة إن المتشددين الإسلاميين الذين هاجموا مناطق من لبنان هذا العام كانوا سيدخلون البلاد "في دوامة حرب أهلية".

Ad

ونعى قهوجي الجنود الذين قتلوا وأصيبوا في المعارك التي منعت ما سماه مخطط المتشددين للسيطرة على مناطق من البلاد.

وقال قهوجي في خطاب للجنود يوم الخميس بمناسبة ذكرى استقلال لبنان عام 1943 "لبنان مهدد بكيانه في أخطر مخطط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء."

وهاجم تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة -اللذان يقاتلان في الحرب الأهلية السورية - بلدة عرسال الحدودية اللبنانية في أغسطس آب وأسرا مجموعة من الجنود. واشتبك متشددون مع الجيش في مدينة طرابلس الساحلية الشهر الماضي.

وتخشى السلطات من أن الجماعات السنية المتشددة تحاول توسيع رقعة الأراضي التي تسيطر عليها لتشمل لبنان وتجتذب المقاتلين المحليين وتعمق الانقسامات الطائفية في البلاد التي شهدت حربها الأهلية بين عامي 1975 و 1990.

وقال تنظيم الدولة الإسلامية إنه يريد إعادة رسم الحدود عبر المنطقة وإقامة دولة الخلافة.

وقال قهوجي في الخطاب الذي وزع على الصحفيين اليوم الجمعة "أنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر والتي لو حصلت لأدت إلى أحداث مذهبية مدمرة تشمل لبنان بأسره ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر مما يتصوره البعض."

وقال أن الجيش لن يتراجع. وقال "قرارنا واضح.. إن الحرب ضد هذه التنظيمات مستمرة."

وأرسلت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية مقاتليها عبر الحدود لدعم الجيش السوري واشتبكت في بعض الأحيان مع جبهة النصرة على الأراضي اللبنانية. وحذر قادة سياسيون ودينيون الطوائف اللبنانية من الانقلاب بعضها على بعض.

وعبر قهوجي عن أمله أن يتمكن لبنان من انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن. ولايزال المنصب شاغرا منذ شهور بسبب عدم قدرة الأحزاب على الاتفاق على مرشح توافقي للمنصب في مأزق سياسي متفاقم.

وقال قهوجي إنه يأمل "أن تشهد البلاد انتخابا لرئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن ما يسهم بكل تأكيد في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي."

ومن غير المألوف أن يعقب الجيش بشكل مباشر على الوضع السياسي للبلاد.