وفرة مخزون الغاز تبعث الدفء في شتاء الأسعار
تشير توقعات «أكيو ويذر» ومجموعة «كوموديتي ويذر» إلى هبوط درجات الحرارة إلى ما دون المعدل العادي في معظم أنحاء الولايات المتحدة في فصل الشتاء المقبل، ويعتبر فارق السعر بين الغاز تسليم شهري أكتوبر ويناير الأقل بالنسبة إلى هذا الوقت من السنة منذ عام 2000، وهو مؤشر على أن الأسواق تعتبر المخزون كافياً لتلبية الطلب على التدفئة.
يراهن تجار الغاز على أن الإمدادات الكبيرة سوف تسهم في الحد من خطر أرباح الأسعار التي شهدها فصل الشتاء في السنة الماضية مع توقعات حدوث موسم آخر من الطقس البارد وقيود الإمداد.وتشير توقعات "أكيو ويذر" ومجموعة "كوموديتي ويذر" إلى هبوط درجات الحرارة إلى ما دون المعدل العادي في معظم أنحاء الولايات المتحدة في فصل الشتاء المقبل، ويعتبر فارق السعر بين الغاز تسليم شهري أكتوبر ويناير الأقل بالنسبة إلى هذا الوقت من السنة منذ عام 2000، وهو مؤشر على أن الأسواق تعتبر المخزون كافياً لتلبية الطلب على التدفئة.
وقد خفضت مجموعة غولدمان ساكس توقعاتها لمتوسط أسعار الغاز في الربع الأخير من هذه السنة وطوال عام 2015 من 4.25 دولارات إلى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مشيرة إلى اعتدال فصل الصيف وارتفاع الإنتاج، وأفضت دوامة قطبية خلال فصل الشتاء الماضي إلى جعل إمدادات الغاز عند أدنى مستوى في 11 سنة ورفعت الأسعار الآجلة الى أعلى مستوى في خمس سنوات، وسوف يدخل مخزون الغاز موسم التدفئة عند أدنى مستوى في هذا الوقت من السنة منذ عام 2008، وذلك بحسب توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.ويقول جون كيلدف الشريك لدى أغين كابيتال وهو صندوق تحوط يتخذ من نيويورك مقراً له ويركز على قضايا الطاقة "حتى شتاء عادي سوف يلتهم الكثير من مخزوننا ولا يزال سوق الغاز عرضة لحدوث ارتفاع في الأسعار".هبوط الأسعارانخفض سعر الغاز الطبيعي في سوق السلع في نيويورك تسليم الشهر المقبل بنسبة 41 في المئة منذ بلوغه أعلى مستوياته في خمس سنوات، والتي وصلت الى 6.493 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 24 فبراير وقد هبط اليوم 7.3 سنتات ليستقر عند 3.837 دولارات وتم تداول غاز شهر أكتوبر عند 22.6 سنتا أقل من أسعار شهر يناير، وكانت توقعات المحللين للأسعار الآجلة في الربع الأول من السنة الماضية نحو 12 في المئة أقل من السعر النهائي.وتم تداول الغاز تسليم اليوم التالي لدى "هنري هب" في لويزيانا عند 3.8594 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية اليوم، أي أقل بـ4.1 في المئة من معدل الأسعار الآجلة لتسليم شهري نوفمبر ومارس.ويقول مايكل هسوه وهو محلل لدى دويتشه بنك في لندن "إن البقعة الضيقة للغاز في فصل الشتاء تشير الى قبول الأسواق لفكرة إمدادات الشتاء، وقد يشكل العجز في الإمداد فرصة لارتفاع الأسعار في ضوء حدوث فصل شتاء بارد".ويتوقع هسوه وصول متوسط سعر الغاز إلى 5 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الأول من السنة المقبلة، وهو أعلى مستوى بين 10 تقديرات حديثة جمعتها بلومبرغ.إنتاج الزيت الحجرييقول محللون، بمن فيهم دانيل كويغلي من غولدمان ساكس في لندن، إن نمو الإمداد من خزانات الزيت الحجري في مارسيلوس ويوتيكا في أبالاشيا سوف يحد من مكاسب الأسعار، كما أن إنتاج تلك المنطقة ارتفع أكثر من 13 مرة منذ سنة 2007 ليشكل نحو 18 في المئة من إجمالي إنتاج الولايات المتحدة، بحسب معلومات وكالة الطاقة.وقالت معلومات وكالة الطاقة أيضاً إن إنتاج مارسيلوس سوف يرتفع بنسبة 1.4 في المئة اعتباراً من شهر سبتمبر ليصل إلى 16.1 مليار قدم مكعبة في اليوم في شهر أكتوبر، وقد يرتفع إنتاج يوتيكا بنسبة 5.6 في المئة ليصل الى 1.5 مليار قدم مكعبة في اليوم. وقال كويغلي إن "النمو القوي لإنتاج الغاز في الولايات المتحدة سوف يدفع الآن الاتجاه الحذر" في الأسعار، وقد خفض باركليز تقديراته للغاز في سنة 2014 من 4.55 دولارات إلى 4.30 دولارات في حين خفض سيتي غروب توقعاته من 4.90 دولارات الى 4.70 دولارات.وبحسب غريغ آرمسترونغ وهو رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي في شركة بلينزاول أميركان بايب لاينز التي تتخذ من هيوستن مقراً لها، وتملك مستودعات تخزين للغاز في لويزيانا وميتشغان وميسيسبي فإن المحللين الذين استبعدوا إمكانية تحسن في فصل الشتاء قد يواجهون مفاجأة إذا حل شتاء قارس.وقال آرمسترونغ في الشهر الماضي "إذا شهدنا شتاء مثل الذي شهدناه في السنة الماضية فإن الوضع لن يكون جيداً على الإطلاق وسوف ينزعج الكل"، وأضاف "نحن لم نملأ المخازن بسرعة كافية بعد في ساحل الخليج".وفي 12 سبتمبر وصل إجمالي مخزون الغاز إلى 2891 تريليون قدم مكعبة أي أقل بـ12 في المئة عن الفترة ذاتها من السنة الماضية. كما كانت الإمدادات أقل بـ13 في المئة عن معدل السنوات الخمس، وهو أكبر عجز أسبوعي في تقارير الحكومة منذ سنة 2005. وقد وصل المخزون في ما يدعى منطقة الإنتاج أو ساحل الخليج الى 866 مليار منخفضاً بنسبة 21 في المئة عن مستويات سنة خلت.ويقول كريستوفر لاوني المحلل لدى باركليز في نيويورك "يبدو أن الأسواق مرتاحة لوضع المخزون الذي أضاف وقاء في وجه نمو الإنتاج، ويمكنك القول إن ارتفاعات الأسعار في فصل الشتاء مستبعدة تماماً، ولكن ذلك سوف يكون بصورة مؤقتة".يذكر أن الدوامة القطبية التي هبت في السنة الماضية اتجهت نحو الجنوب في الولايات المتحدة، وأفضت إلى حدوث الطقس الأكثر برودة في الفترة ما بين شهري يناير وأبريل في الأجزاء الشرقية من الولايات المتحدة منذ سنة 1993، بحسب المركز الوطني لمعلومات المناخ في أشفيل في كارولينا الشمالية، وقد ارتفع سعر الغاز تسليم اليوم التالي في الشمال الشرقي، بما في ذلك تيتكو إم–3 التي تخدم نيويورك، إلى مستوى قياسي نتيجة ندرة خطوط الأنابيب التي منعت غاز مارسيلوس ويوتيكا من الوصول إلى مراكز الطلب.أسعار جنونيةويقول موسى راهناما، وهو محلل لدى شركة إنرجي أسبكتس في لندن "يمكننا أن نشهد أسعاراً جنونية مثل التي شهدناها في فصل الشتاء الماضي، ويتعين زيادة المستوردات من كندا بغية تلبية الطلب في الشمال الشرقي".قد تسود درجات الحرارة الأدنى من المعدل في الغرب الأوسط والساحل الشرقي في فصل الشتاء المقبل، وذلك بحسب معلومات مجموعة كوموديتي ويذر.وتوقعت أكيو ويذر حدوث طقس أبرد من المعدل في أنحاء من الأطلسي الأوسط ومناطق الجنوب والبحيرات الكبرى، كما أن نحو 49 في المئة من العائلات الأميركية تستخدم الغاز لأغراض التدفئة والحصة الأكبر هنا في الغرب الأوسط، وذلك بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة.يتصاعد الطلب على الغاز وسط زيادة في الاستهلاك من جانب الصناعيين وبسبب زيادة الصادرات الأميركية الى المكسيك التي بلغت ما مجموعه 65 مليار قدم مكعبة في شهر يونيو بزيادة قدرها 13 في المئة عن سنة خلت. وبحسب إدارة معلومات الطاقة فإن الاستهلاك قد يرتفع 1.8 في المئة هذه السنة ليصل الى 72.6 مليار قدم مكعبة في اليوم. ويقول تيم ريزفان وهو محلل لدى شركة ستيم أغي للوساطة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها "لدى أسواق الغاز شكوك إزاء حدوث هزات في الأسعار إذا شهدنا شتاء قاسياً آخر". Christine Buurma