ياسر عبد الباسط: «كرم الكينغ» مميَّز بواقعيته
في أولى تجاربه السينمائية، حجز المؤلف ياسر عبد الباسط لنفسه مكاناً وسط مؤلفي السينما من خلال فيلم «كرم الكينغ» الذي ينافس به أعمال الموسم الراهن.
أكد ياسر أن اهتمامه بتقديم فكرة واقعية تلمس مشاعر المشاهد وتقنعه بالأحداث كان ضمن دوافعه لكتابة الفيلم، مشدداً على أنه لم يبذل مجهوداً كبيراً في التواصل مع المخرج حازم فودة لتخرج قصته كما كتبها على الشاشة. عن الفيلم التقيناه في الحوار التالي.
أكد ياسر أن اهتمامه بتقديم فكرة واقعية تلمس مشاعر المشاهد وتقنعه بالأحداث كان ضمن دوافعه لكتابة الفيلم، مشدداً على أنه لم يبذل مجهوداً كبيراً في التواصل مع المخرج حازم فودة لتخرج قصته كما كتبها على الشاشة. عن الفيلم التقيناه في الحوار التالي.
كيف جاءتك فكرة «كرم الكينغ»؟
من خلال متابعتي مختلف الشخصيات في مجتمعنا، وجدت أن شخصية البطل موجودة بوفرة ضمن الشباب المصري. هو شاب يعمل في بار، ويملك معلومات عمن يرتادونه، من رجال أعمال وشخصيات عامة، وهو كما ملايين الشباب لديه مشكلات كثيرة يحاول الهروب منها. ولكن في النهاية يقرر مواجهتها.كيف تعرض الفيلم لقضية تجارة المخدرات؟المخدرات ليست العنصر الرئيس أو الأساسي في العمل، ولكنها جزء من خط درامي مهم في الفيلم، إذ لجأ إليها البطل نتيجة لما تعرض له من ضغوط. وتختلف هذه الحالة من شخص إلى آخر، فقد يتحمَّل فرد الضغوط عليه في حين يخفق آخر في ذلك، مثلما حدث مع «كرم» الذي خرج من الخط المنضبط الذي كان يعيش فيه طوال حياته.كيف حدث هذا الخروج؟كان «كرم» يملك محلًا للأدوات الكهربائية في منطقة شعبية يعيش فيها، يُعرف فيها بشهامته ومساعدته لأهل منطقته. ولكن بعدما يضعف، ويرغب في أن يملك أموالاً ليتمكن من الزواج من حبيبته ريهام حجاج يضطر إلى العمل كتاجر مخدرات. ولكن في النهاية ثمة رسالة في العمل أتمنى أن يركز عليها المشاهدون، وتصل إليهم بشكل واضح من دون التباس.ما هي هذه الرسالة؟لا أودّ تحديدها بعينها، لأن كل فرد يمكنه قراءة أحداث الفيلم وترجمة المقصود منها بحسب وجهة نظره. ولكن يمكن القول إنها تكمن في ضرورة مواجهة المشكلات لأن الهروب منها لن يفيد لعلاجها.ماذا عن نهاية الفيلم؟أفضل عدم التصريح بها، ولكن ما فعله «كرم» بمواجهته مشكلته مع «مجدي المنّاعي» أو منذر رياحنة كان عليه فعله من البداية، وتأجيله تسبب في الأحداث المترتبة التي عرضها الفيلم. ويمكن للجمهور الحكم على طريقة «كرم» في مواجهته المشكلة سواء كانت صحيحة أو خاطئة، عنيفة أو سلمية.لماذا اخترتها كمؤلف لتأتي على هذا النحو؟عموماً، طريقة مواجهة المشكلات تعتمد على الشخص نفسه، ولكن كان على «كرم» القيام بهذه المواجهة، وإلا لن يتمكن من الوصول إلى أي شيء، لذا طلب مساندة من أهل منطقته.هل يمكننا تصنيف الفيلم على أنه شعبياً؟ لا أرغب في وضع تصنيفات له بأنه شعبي أو غيره، فهو فيلم عن شخصية موجودة بنسبة عالية وسط عدد السكان في مصر، لذا فهو نموذج لا يستهان به، ويجب تسليط الضوء على المشكلات التي تواجهه لمحاولة حلها، لا سيما أن لدينا أكثر من 40% تحت حد الفقر.كم استغرق الفيلم وقتاً في كتابته وتصويره؟تم تصويره في 18 يوماً خلال شهر، والكتابة لم تستغرق كثيراً لأننا كنّا قد اتفقنا على محاور القصة الرئيسة، وعقدنا جلسات تحضيرية عدة، لذا فإن الأمر لم يأخذ وقتاً طويلاً.ما الذي يميز «كرم الكينغ» عن أفلام الموسم؟واقعيته وعرضه مشكلات حقيقية في مجتمعنا المصري، وأكاد أجزم بأن من سيشاهد الفيلم لن يشعر بأننا استخففنا بعقله، وإنما احترمناه، وهذا هو المهم. ربما يحقق الفيلم إيرادات كبيرة أو قليلة، فهي متعلقة بالأذواق. كمؤلف، يهمني أن يشاهد الجمهور في شريط سينمائي ما ينال احترامه، وهذا ما سيسعدني للغاية.هل هذا يعني عدم اهتمامك بما يحققه من الإيرادات؟أتمنى بالطبع أن يحقق مركزاً متقدماً في شباك التذاكر، خصوصاً أن الإيرادات ضمن علامات نجاح الفيلم. كذلك أتمنى أن يجد فيلم «كابتن مصر» لصديقي عمر طاهر النجاح. المنافسة بيننا شريفة، ولكن المسألة بالنسبة إلي منتهية، وأتركها لتقدير ربنا، فالجميع اجتهد والجمهور هو الحكم.هل هذه تجربتك السينمائية الأولى؟الفيلم أول عمل أكتبه ويخرج إلى النور. املك مشروعات سينمائية أخرى منها كتبتها ومنها ما أواصل كتابته، ولكن لم تدخل قيد التنفيذ.هل أسهمت في اختيار أبطال الفيلم؟منذ كنت أعالج القصة اتفقت مع المشرف العام على الإنتاج أحمد بجة واستقرينا على أن يكون محمود عبد المغني بطل الفيلم، ولم نستغرق وقتاً طويلاً في ترشيح منذر لمشاركته البطولة لأنه الأقدر على تجسيد جزء الشر أمام عبد المغني، فيما كانت ريهام حجاج اختيار أحمد بجة والشركة المنتجة. ولكن للحقيقة، اتفق القيمون على الأبطال الثلاثة، ولم يأتِ أي اعتراض عليهم.كيف وجدت التعاون مع المخرج حازم فودة؟سعدت كثيراً بذلك، إذ تتقارب وجهات النظر بيننا، ولم تحدث أي مشكلات أثناء تنفيذ ما كتبته في مشاهد الفيلم، وربما يرجع ذلك إلى اقترابنا من ناحية المراحل العمرية. كذلك الحال بالنسبة إلى الأبطال.