تتضمن احتفالية اليوم العالمي للغة العربية ندوات يشارك فيها لغويون وباحثون ودبلوماسيون وإعلاميون، يرافقها معرض للخط العربي يشارك فيه خطاطون من مختلف البلدان العربية.

Ad

كان المجلس التنفيذي لليونسكو قرر في دورته 190 (أكتوبر 2012)، بناء على اقتراح المغرب والسعودية تكريس 18 ديسمبر للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، باعتباره اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 (1973) القاضي بإدخال العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

يذكر أن خطة تنمية الثقافة العربية (أرابيا) التي أنشأتها اليونسكو في 1999 تهدف إلى «توفير إطار يمكن للبلدان العربية تنمية تراثها الثقافي من خلاله، بحيث يصان الماضي مع التركيز، خصوصاً على المستقبل، ويفتح العالم العربي على تأثيرات وتكنولوجيات جديدة مع الحفاظ على سلامة التراث العربي.

مراحل متتابعة

سلك قرار اليوم العالمي للغة العربية مسارات عدة منذ خمسينيات القرن الماضي وصولا إلى إقراره. فبتاريخ 4 ديسمبر 1954، صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة، الذي يجيز الترجمة التحريرية إلى اللغة العربية، ويحصر عدد الصفحات بأربعة آلاف صفحة في السنة، شرط أن تتحمّل الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية أو قانونية تهم المنطقة العربية.

وفي عام 1960، اتخذت اليونسكو قراراً يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية، واعتُمد في عام 1966 قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو، وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية ومن العربية إلى لغات أخرى في إطار الجلسات العامة.

في عام 1968 اعتمدت العربية تدريجاً لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر الحرفية وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى العربية.

أما مسألة استخدام العربية كلغة عمل في دورات المجلس التنفيذي، فأُدرجت في جدول الأعمال عام 1974 بناءً على طلب من حكومات: الجزائر، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، واليمن، وتونس، وجمهورية مصر العربية، ولبنان.

وفي 23 أكتوبر 2013، قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.

في حديث إذاعي يوضح بسام منصور، المتحدث باسم اليونسكو، أن لهذا القرار أهمية من ناحية التركيز على التنوع اللغوي في عمل اليونسكو وفي عمل الأسرة الدولية. أضاف أن المجلس التنفيذي يدرك ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ حضارة الإنسان وثقافته ونشرهما، وأنها لغة اثنين وعشرين عضواً من الدول الأعضاء في اليونسكو، وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن أربعمئة واثنين وعشرين مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين.

أهمية العربية

العربية إحدى أقدم اللغات السامية، وهي من بين اللغات السبع الأكثر استخداماً في الإنترنت، والأكثر انتشاراً ونمواً متفوقةً على الفرنسية والروسية.

 كان للفتوحات الإسلامية بعد وفاة النبي محمد الأثر في نشر اللغة العربية في أصقاع مختلفة خارج شبه الجزيرة العربية،لأسباب منها: كانت لغة دين حديث النشأة ومصدر التشريع الأساسي في الإسلام (القرآن، والأحاديث النبوية)، ولأن الصلاة وبعض العبادات الأخرى لا تتم إلا بإتقان بعض كلمات من هذه اللغة، وتعريب دواوين الأمصار الحديثة الفتح، في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان... هكذا أصبحت العربية لغة السياسة والإدارة بعدما نُقلت إليها المصطلحات الفنيّة في الإدارة والحساب.

من أبرز اللغات التي تأثرت بالعربية: الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية والألمانية.