الاستقرار في الشارع المصري أم التكرار في الضيوف؟

نشر في 29-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-09-2014 | 00:01
برامج الـ{توك شو} تتراجع... والأولوية للبرامج الترفيهية

لم تنفع التغييرات التي أحدثها القيمون على برامج الـ {توك شو} في إعادة جذب الجمهور إليها، مما يدفع إلى التساؤل حول الأسباب الكامنة وراء تراجعها. وبينما يعتبر البعض أن استقرار الأوضاع أبعد الناس عن متابعة البرامج الحوارية بعدما تشبعوا منها، يؤكد البعض الآخر أن تكرار الضيوف والروتين المسيطر على مقدمي هذه البرامج دفعا الجمهور إلى الملل منها وعدم مشاهدتها إلا إذا طرأ حدث استثنائي.
لا تقتصر حالة الملل هذه على المشاهد، وإنما طاولت الإعلاميين الذين فضلوا الابتعاد عن هذه البرامج، والتوجه إلى تقديم مضامين أخرى، قد تلقى استحسان المشاهد.

 من بين هؤلاء الإعلامية منى الشاذلي، فبعدما انتقلت من قناة {دريم} التي قدمت فيها برنامج {العاشرة مساءً} إلى قناة {أم بي سي مصر» التي قدمت فيها برنامج «جملة مفيدة»، استقرت أخيراً في برنامج «معكم»، وهو اجتماعي فني يتضمن بعداً سياسياً في بعض حلقاته، لكنه ليس الإطار الثابت له.

 بعد تقديمه برامج حوارية من بينها «90 دقيقة» على شاشة قناة «المحور»، انتقل عمرو الليثي  إلى البرامج الاجتماعية مثل «واحد من الناس»، و{بوضوح» اللذين يستعرضان مشكلة إنسانية، ويسلطان الضوء على الجانب الإنساني لدى الفنانين عبر زيارتهم إحدى دور الأيتام أو رعاية المسنين أو مستشفى السرطان.

 Minute to win it، عنوان البرنامج الذي انتقل إليه وسام بريدي بعد تقديمه برامج «توك شو»،  وهو برنامج مسابقات ترفيهي قدم منه موسمين، كذلك قدم  برنامج «الرقص مع النجوم» بموسميه أيضاً.

 يؤكد في تصريح لـ{الجريدة» أن حالة الملل التي أصابت الجمهور العربي من برامج الـ «توك شو» كانت سبباً مباشراً في انتقاله إلى برامج المسابقات التي تساعده في الترفيه عن حالته النفسية وتغيير مزاجه العام المرتبط بالأحداث السياسية منذ قامت الثورات العربية، من هنا جاء قبوله عرض قناتي «النهار» المصرية، و{أم تي في» اللبنانية بتقديم هذا البرنامج، لافتاً إلى أن تحقيقهما نسب مشاهدة مرتفعة يؤكد صحة اختياره.

تشبع وملل

يؤكد الخبير الإعلامي صفوت العالم أن المشاهد وصل إلى مرحلة من التشبع والملل من متابعة أي برامج حوارية سياسية، لا سيما أن الأحداث لم تعد متسارعة كما كانت في السنوات الثلاث الماضية، وآليات البرامج لا تتغير، كذلك الحال بالنسبة إلى المحتوى والمضمون، والوضع نفسه بالنسبة إلى مقدمي البرامج الذين، حتى لو تنقلوا من قناة إلى أخرى، فالوجوه ذاتها، وأساليب التقديم لا تتغير، والضيوف أنفسهم، ولم يعد لديهم جديد يقدموه أو يخبرون الجمهور به.

يضيف: «يفتقر بعض المقدمين إلى أداء مهني مميز، ما أدى إلى اختفاء مبررات أو دوافع حقيقية قد تجذب المشاهد لمتابعة برامج الـ «توك شو»، فضلا عن التذبذب والارتباك لدى المشاهد بشأن الشخصيات التي يتم استضافتها وبعض الإعلاميين، فمن كان يتابع بالأمس أحمد دومة، أحمد عادل، علاء عبد الفتاح على أنهم أبطال، قدمتهم قنوات أخرى على أنهم خائنون، ويستحقون السجن، ما جعل المشاهد يشعر بعدم استقرار داخلي».

يؤكد أن المشاهد، عادة، يفضل مشاهدة البرامج أو الأعمال التي تدعم أفكاره، فمثلاً إذا كان من مشجعي النادي الأهلي يشاهد المباراة التي فاز فيها هذا النادي ليشعر بالنصر، لكن عرض مضمون مناهض لتفكيره وميوله الشخصية فهو أمر لا يرضاه، وقد يتسبب في عزوفه عن أي محتوى إعلامي يسبب له حالة التذبذب هذه.

مضمون ترفيهي

توضح هويدا مصطفى، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أنها لمست  تراجعاً من خلال متابعتها لبرامج الـ «توك شو»، في ظل انخفاض الزخم السياسي ونسبة الاضطراب وتعزيز  الاستقرار في الشارع المصري... من هنا  اختفت الثيمة التي تعتمد عليها هذه البرامج، ما أدى إلى انصراف المشاهد عن متابعتها.

تضيف: «يحتاج الناس إلى برامج تتمحور حول قضايا يومية وتقديم خدمات يحتاجونها، خصوصاً بعد اختلاف الأولويات لديهم واتجاههم لمتابعة برامج خفيفة تقلل من حدة المشاكل اليومية التي يتعرضون لها، بعد تغير حالتهم المزاجية، فمثلاً في أحد البرامج تمت مناقشة قانون التظاهر، وأكدت المداخلات الهاتفية أن المواطنين تعبوا من كثرة القلق ويرغبون في الاستقرار».

تشير إلى أن هذه الأمور مجتمعة أدت إلى عزوف الناس عن برامج الـ «توك شو»، واتجاههم إلى البرامج الاجتماعية التي تستقطب مقدمي البرامج الحوارية من بينهم: منى الشاذلي في «معكم»، ولميس الحديدي التي بدأت تنزل مع الكاميرا الخاصة بها إلى شوارع المعز، وإجراء حوارات خارج نطاق الأستوديو.

تشدد على أن اهتمام الناس بالشأن العام لا يقتصر على الموضوعات السياسية، إلا إذا كان  ثمة حدث سياسي كبير، لكن في الظروف العادية يتجه الجمهور لمتابعة المضامين التي ترفه عن حالته النفسية.

 

back to top