العنف الشبابي!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
وكون العالم أصبح قرية كونية صغيرة، وأن بحبوحة العيش في المجتمع الكويتي، تتيح للفرد، أياً كانت جنسيته، التواصل عبر مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مع ما يحدث في العالم، كما أن وضع الأسرة الكويتية الخاص، وتحديداً تواجد الخادمات الأجنبيات اللاتي يقمن برعاية الأطفال منذ ولادتهن، وما يترسب في نفسية الأطفال جراء ذلك من غربةٍ عن الأسرة، وبُعدٍ عن لحمة الأسرة، واستشراء وحش الاستهلاك المادي، خاصة بين فئات الشباب، وأمور أخرى كثيرة. جميع هذه الأمور مجتمعة، وغيرها قد يفسر أسباب العنف الشبابي. إن فئة الشباب الكويتي، وكأي شباب في العالم ليس في البعد عما يجري من حولها من عنف أسود يغشى بلدان المنطقة، ويطغى بمشهديته المخيفة على أي مشاهد أخرى. وليست بعيدة عن منظر العنف والدم والقتل اليومي الذي يلوّن لوحة الحدث السياسي في كل بقاع العالم. كما أن البعض يحيا تناقضاً واختلالاً وانفصالاً بين ما يعيشه من محافظة في المجتمع الكويتي، وما يتابعه ويشاهده من انفلات في محطات التلفزيون ومواقع الفساد على الشبكة العنكبوتية، وأخيراً فإن طبيعة العلاقات الأسرية والصداقات تلعب دوراً رئيسياً في سلوك الشابة أو الشاب.إن تقويم سلوك الشباب ونبذ العنف، يبدأ في حضن الأم والبيت، وفي فصل المدرسة. ويبدأ من حكايات الأم، وكتاب المنهج الدراسي. ويتربى ويترعرع في وصل أسري حميم ودافئ، ويمر عبر انفتاح اجتماعي ديمقراطي حر، يعطي للشابة والشاب الثقة بالنفس، ويحترم مشاعرهما، ويفتح معهما حوارات معمقة حول الحاجات التي تمسّهما وتؤثر على سلوكهما. وهكذا ينشأ جيل عصري بفكر إنساني مستنير، وبسلوك يحمل الاحترام للرأي والرأي الآخر، ويتعامل برقي داخل الكويت وخارجها. هذا من جهة، كما أن تقويم سلوك فئة الشباب، يتطلب بالضرورة توجيه برامج توعية مدروسة وعلمية لهم. وهذه مهمة تقع على كاهل مختلف وزارات ومؤسسات الدولة، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الإعلام، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومحطات التلفزة المحلية، والإصدارات والصحف والمجلات الكويتية، وجهود وأنشطة جمعيات النفع العام.العنف الشبابي ليس دخيلاً على المجتمع الكويتي، فالمجتمع الكويتي اليوم ليس جزيرة معزولة، وهو جزء لا يتجزأ من العالم، والشابة والشاب الكويتيان هما نتاج اللحظة الإنسانية الراهنة، وهما يعيشان كل ما يحدث وأينما يحدث، وليسا في البعد من كل الخبث الفكري والسياسي الكريه الذي يحاك لهما، لذا علينا بالحب والاقتراب أكثر من أبنائنا، وعلينا بوصلهم بالاحترام، وليس من سور كالنقاش الهادئ نحمي به أبناءنا وكذلك أوطاننا من شرور صار يصعب تلافيها.