لبنان على فوهة الانفجار: خطف على الهوية

نشر في 09-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-09-2014 | 00:01
No Image Caption
تعديات بالجملة على اللاجئين السوريين: إحراق مخيمات وضرب وطرد
تدهور الوضع الأمني في لبنان على خلفية موضوع الجنود المختطفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وسط عجز الحكومة عن التوصل إلى خطة مقنعة للتعاطي مع هذا التحدي.

وكان الاحتقان قد بلغ ذروته بعد أن أعلن «داعش» ذبح الجندي عباس مدلج، وهو ينتمي الى الطائفة الشيعية، ما أثار ردود فعل غاضبة في الشارع الشيعي، وما لبثت أن انزلقت الأوضاع الى منحى مذهبي، رغم أن «داعش» كان أعدم قبل ذلك جنديا سنيا، هو علي السيد.

خطف على الهوية

وفي تذكير بالحرب الأهلية المشؤومة، اندلعت أمس عمليات الخطف المتبادلة في منطقة البقاع، وأخذت طابعاً مذهبياً.

وأقدمت عائلة الرقيب علي المصري (شيعي) المحتجز لدى مجموعة سورية مسلحة على خطف رجلين من بلدة عرسال اللبنانية السنية المتعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية، هما عبدالله الفليطي وحسين البري.

كما أقدم مجهولون، أمس، على خطف المواطن أيمن صوان من بلدة سعدنايل السنية، ورداً على ذلك، قامت مجموعة من الشبان السنة بخطف 4 حافلات تقل مواطنين ينتمون الى المذهب الشيعي. وقام الخاطفون بالإفراج عن النساء، وعُلم أن عدد المخطوفين المتبقي هو7 أشخاص.

وروى رياض وصلاح، ولدا المخطوف أيمن صوان، أن «والدهما توجه اليوم الى منطقة بعلبك بقصد أعمال مع عمهما. وانه عند الثانية عشرة و45 دقيقة، تلقت العائلة اتصالا من العم أخبرهم فيه بأن مسلحين هجموا عليهما في الطيبة اقتادوا والدهما الى جهة مجهولة، وتركوه هو مع السيارة التي كانا يستقلانها».

وتأتي عملية الخطف في سعدنايل بعد ساعات على إقدام أفراد من عائلة الرقيب علي المصري المحتجز لدى «داعش» على خطف المواطنين عبدالله الفليطي وحسين البريدي (من عرسال) على طريق عام بعلبك في منطقة البقاع، واقتيادهما الى جهة مجهولة.

وقال أحد المفاوضين من المنطقة الذي يسعى الى الإفراج عن المواطنين اللبنانيين لوكالة «فرانس برس»: «تطلب العائلة من ابناء عرسال ممارسة ضغط على الخاطفين من أجل الإفراج عن ابنها، وتتمسك بأنها لن تطلق الرجلين قبل الإفراج عن ابنها».

وذكرت مصادر أمنية، مساء أمس، أن الجيش اعتقل حسين ومحمد من بلدة حور تعلا وأخلى سبيليهما، بعد التحقيق معهما لدى مخابرات الجيش، على خلفية خطف اثنين في عرسال.

تعديات على اللاجئين

وجاء كل ذلك في وقت تعرّض عدد من المخيمات التي يقيم فيها لاجئون سوريون في لبنان لإحراق وتعديات، ومواطنون سوريون للضرب والتهديد، على خلفية خطف العسكريين، وخصوصا ذبح اثنين منهم على يد «داعش».

وكان عناصر مخابرات الجيش في زغرتا دهمت ليل أمس الأول أماكن عدة في المدينة والجوار، أسفرت عن توقيف عشرة سوريين ليس لديهم وضع قانوني، إضافة الى سيارة ودراجة نارية، وتم توقيفهم جميعا، مع المضبوطات، في انتظار استكمال ملفاتهم بشكل قانوني.

إلى ذلك، أمهلت بلدية برج الشمالي في قضاء صور السوريين القاطنين في منطقة الشواكير شرق مدينة صور، مهلة 48 ساعة لإخلاء خيمهم تحت طائلة المسؤولية.

 وأكد رئيس بلدية برج الشمالي علي ديب أن «القرار الذي اتخذته البلدية هو للحفاظ على العمال السوريين، بالإضافة الى الحفاظ على أمننا في المنطقة، وخصوصا أن خيم اللاجئين السوريين هي على أرض تابعة عقاريا لبلديتنا، وعلى كل رب عمل يعمل لديه هؤلاء عليه أن يؤمن له مسكنا عنده».

 وأشار ديب الى أنه «ضد التعرض لأي نازح سوري، لكن الخطوة المتخذة تأتي ضد أي شخص يحاول الاصطياد بالمياه العكرة، وخصوصا أننا لا نعلم من يدخل ويخرج من هذا المجمع».

في سياق منفصل، نبّه رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أمس، إلى أنّ «النظام العربي القديم ينهار رويداً رويداً، ولا بد من البحث في أفكار سياسيّة جديدة للخروج من المأزق الذي يهدد الأمن القومي العربي بشكل غير مسبوق»، واعتبر أنّه «إذا كانت هناك جديّة في محاربة الإرهاب، فإنّ العالم العربي لن يستطيع مواجهة هذا التحدي وحيداً، وقد يكون آن الأوان لإعادة النظر بمفهوم الجامعة العربيّة بحيث يتم العمل على إنشاء نظام إقليمي جديد عبر توسيع الجامعة لإشراك تركيا والجمهورية الاسلامية الايرانية».

back to top