وزع إعلام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، باعتبار أنها شقيقة ماركسية قديمة، نصَّ مبادرة أطلقها الحزب الاشتراكي اليمني لحل أزمة اليمن تضمنت ست نقاط، هي:

Ad

1-  الإيقاف الفوري للحرب على الجنوب، وسحب القوات العسكرية والأمنية والمليشيات واللجان الشعبية المسلحة فوراً من مدينة عدن ومختلف مناطق الصراع والاقتتال، وإيقاف الضربات الجوية والعمليات العسكرية لـ«عاصفة الحزم» فوراً، ومعالجة تداعياتها وضحاياها، وتطبيع الأوضاع العسكرية والأمنية في البلاد.

2- العودة إلى الحوار الوطني الهادف إلى إنجاز تسوية سياسية مستديمة، تجدد الثقة بالمشروعية السياسية التوافقية للشراكة في أجهزة السلطة المعنية بتنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات المجتمع الدولي ذات الصلة.

 3- منع انهيار الدولة وتحويل اليمن إلى ساحة للفوضى والتمزق والإرهاب والحروب الأهلية أو مسرح لتصفية حسابات إقليمية ودولية.

4- الحيلولة دون تفكك المجتمع اليمني، وانزلاقه إلى صراعات وانقسامات اجتماعية على أسس مذهبية أو مناطقية أو جهوية.

5- ضمان عدم العودة إلى منظومة الفساد والاستبداد مجدداً.

6- العمل الجاد والعاجل على منع الانهيار الاقتصادي وتجنب العزلة الإقليمية والدولية، وإعادة بناء العلاقات والصلات الثنائية والجمعية المتكافئة والمتوازنة مع الآخرين، ليغدو اليمن جزءاً إيجابياً فاعلاً في محيطه الإقليمي والدولي.

لعل ما يمكن أن يقال لهؤلاء «الرفاق» القدماء أن الاستجابة لمبادرة كهذه ستكون بمثابة الإنقاذ الذي بات ينتظره علي عبدالله صالح وينتظره الحوثيون، فقد أصبحوا في الرمق الأخير، والدليل هو العروض المتلاحقة التي قدمتها إيران، وهو عرض الرئيس السابق لتسهيل خروجه من اليمن وضمان سلامته وسلامة عائلته. وحقيقة فإن هذا يدل على مدى الانهيار الذي وصل إليه الرجل، حتى وإن كان ما عرضه من قبيل المناورة التي اشتهر بها وأبقته في الحكم فترة طويلة.

كان على «الرفاق» في الحزب الاشتراكي، الذي تخلى عن ماركسيته و«ماويته»، بعد تجارب مريرة، وعاد ليتلاءم مع واقع اليمن وقيم الشعب اليمني، أن يأخذوا رأي رفيقهم الكبير أنيس يحيى، فهو ذو باع طويل في هذه الأمور، وهو «حكيم» هذا الحزب سابقاً ولاحقاً، وبما أن هؤلاء الرفاق ماركسيون سابقون فإن المفترض أنهم يتذكروا أن فلاديمير لينين كان قد قال: «إذا أسْقطت الخصم أرضاً فلا تدعه يقف لأنه إنْ وقف فسيسقطك أرضاً»، والآن فإن المفترض أنه غدا مؤكداً أن حلف علي عبدالله صالح والحوثيين بات يترنح وأن سقوطه غدا وشيكاً، ولذلك فإن الأفضل سحب هذه المبادرة وتركها وديعة لدى الجبهة الديمقراطية إلى أن يخلق الله ما لا تعلمون.