رفض الحوثيون مساء أمس الأول، دعوة مجلس الأمن الدولي لهم بالتخلي عن السلطة في اليمن ورفع الإقامة الجبرية عن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، بينما عقدت قبائل في محافظة البيضاء هدنة مؤقتة مع ميليشيات «أنصار الله».

Ad

بينما يبحث الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بدعوة من الجامعة العربية اليوم الأزمة اليمنية، ردّت جماعة "أنصار الله" الحوثية مساء أمس الأول، على دعوة مجلس الأمن الدولي لها بالتخلي عن السلطة التي استولت عليها في اليمن ورفع الإقامة الجبرية عن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بالرفض وهاجمت المجلس الدولي مطالبة بـ"احترام إرادة الشعب وسيادته" ورفضت القرار الدولي الذي تم تبنيه الأحد الماضي.

ودعا الحوثيون المجلس في بيان إلى "تحري الدقة والموضوعية، وعدم الاستناد إلى المصادر المضللة، والانجرار وراء قوى إقليمية تسعى جاهدة إلى إلغاء إرادة الشعب اليمني، في انتهاك سافر للمواثيق الدولية التي تجرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومحاولة التأثير على إرادة الشعوب في التعبير عن خياراتها السياسية".

ويشير البيان بوضوح إلى دول الخليج التي طالبت مجلس الأمن بتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لاستخدام القوة ضد الحوثيين.

وأضاف، أن "ما صدر عن الثورة من إجراءات لا يستهدف الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، لا في الحال ولا في المستقبل".

طائرات «سوخوي»

من جهة ثانية، ذكرت وكالة "الأناضول" أن جماعة الحوثي استولت على 3 طائرات من نوع "سوخوي" كان اليمن اشتراها من روسيا أخيراً. وأوضحت الوكالة نقلاً عن مصادرها أن الحوثيين نقلوا الطائرات الثلاث إلى محافظة صعدة معقل الجماعة بعد وصولها قبل أيام إلى ميناء الحديدة.

وكانت مصادر أشارت إلى أن الطائرات الثلاث مع قطع الغيار ومحركاتها كانت ضمن شحنة أسلحة على متن سفينة أوكرانية وصلت ميناء الحديدة أمس، ونقلها الحوثيون إلى صعدة.

وأوضحت المصادر أن شحنة أسلحة متطورة قادمة من روسيا وصلت إلى ميناء الحديدة، وأن الحوثيين قاموا بالاستيلاء عليها ومن ثم تفريغها ونقلها إلى صعدة.

إخفاق جديد

في هذه الأثناء، أخفقت القوى السياسية وجماعة الحوثي، التي تتحاور برعاية مبعوث الأمم المتحدة جمال بنعمر مجدداً في التوصل إلى توافق بشأن المؤسسات التشريعية التي ستتولى إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية.

وذكرت مصادر في المفاوضات، أن جلسة جديدة عقدت مساء أمس الأول، لم تسفر عن أي نتائج، إذ أعلنت بعض الأطراف، وفي مقدمتها حزب "المؤتمر الشعبي العام" رفضها حل البرلمان، وهو ما تصر عليه جماعة الحوثي.

بنعمر وهادي

إلى ذلك، أعلن بنعمر أمس الأول، أنه زار الرئيس هادي في منزله في صنعاء وبحث معه القرار الذي أصدره مجلس الأمن. وقال بنعمر في بيان: "أكدت له أننا سنواصل جهودنا لرفع الإقامة الجبرية التي فرضت عليه وعلى رئيس الوزراء".

وكانت وزيرة الإعلام في الحكومة المستقيلة ناديا السقاف، قالت، إن هادي يحتاج إلى نقله "فوراً" إلى الخارج لتلقي العلاج بسبب مشاكل في القلب.

هدنة البيضاء

على صعيد آخر، دخلت هدنة وقعتها قبائل "آل حميقان" و"آل مظفر" مع ميليشيا الحوثي المسلحة المسنودة بقوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح حيز التنفيذ مساء أمس الأول. وكان طرفا القتال وافقا على توقيع هدنة لدواعٍ إنسانية لمدة يومين، حيث يقوم الطرفان حالياً بالبحث عن القتلى والمصابين في مواقع القتال المختلفة.

وعلى مدى الأيام الماضية شهدت المناطق والقرى المطلة على مدينة البيضاء، معارك هي الأعنف من نوعها، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.

وأشار مصدر مطلع إلى أن الإحصائية الأولى تشير إلى مقتل ١٢ من القبائل، بالإضافة إلى سقوط 20 جريحاً، في مقابل أكثر من 20 قتيلاً من الحوثيين.

انفجار عبوة

في السياق، أصيب يمنيان أحدهما حالته خطيرة أمس، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في وادي حضرموت جنوب البلاد.

وقال مصدر طبي طلب عدم ذكر اسمه، إن شخصين أحدهما بحالة حرجة وصلا إلى مستشفى "سيئون" الحكومي في مدينة "سيئون" بوادي حضرموت بعد إصابتهما بانفجار عبوة ناسفة.

من جهة أخرى، دانت منظمة العفو الدولية أمس الأول في بيان "اعتقال" متظاهرين في اليمن و"تعرضهم للتعذيب" بحسب شهادات.

إلى ذلك، أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أنه تقرر تأجيل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، الذي كان مقررا عقده اليوم، لبحث الوضع في اليمن، إلى ما بعد قمة واشنطن حول مكافحة الإرهاب.

وقال بن حلي أمس إنه "تم الاتفاق على إرجاء" الاجتماع الوزاري الطارئ، و"تحديد موعد لاحق بعد عودة الوزراء من قمة واشنطن"، التي تعقد بين 18 و20 الجاري، موضحا ان المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة سيعقدون اجتماعا تشاوريا اليوم لبحث تطورات الموقف في اليمن.

(صنعاء، عدن  ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

«الأغذية العالمي» يتابع عملياته رغم التدهور

أعلن برنامج الأغذية العالمي أمس، أنه سيتابع عملياته في اليمن حيث يؤدي الاضطراب الأمني الذي حمل عدداً كبيراً من الأجانب على المغادرة، إلى زيادة مصاعب السكان في واحدة من أفقر بلدان المنطقة.

وقالت مديرة اليمن في برنامج الأغذية ومقره "روما" بورنيما كاشياب، في بيان "في هذه الأوقات الصعبة، تزداد أهمية دور برنامج الأغذية العالمي". وذكرت أن 40 في المئة من اليمنيين كانوا قبل الأزمة يعانون انعدام الأمن الغذائي، ومنهم خمسة ملايين يعانون النقص الحاد في الغذاء.

وبفضل شراكة مع منظمات غير حكومية يمنية يعمل فيها موظفون محليون، أكد البرنامج تمكنه من مساعدة مليون شخص في يناير بينهم مئات الآلاف نزحوا عن قراهم ومدنهم.

وفي الأسابيع المقبلة، ينوي برنامج الأغذية العالمي بدء برنامج لتأمين المواد الغذائية إلى المدارس، والتشجيع خصوصاً على تعليم البنات، من خلال إعطاء 115 ألفاً منهن حصصاً غذائية لأخذها معهن إلى بيوتهن.

(روما ــ أ ف ب)