بعد ساعات من اقتحام المسلحين الحوثيين منطقة المناسح معقل تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء وسط اليمن، فجّر تنظيم «أنصار الشريعة» الموالي لـ«القاعدة» سيارة مفخخة في تجمع للحوثيين في المناسح، ما أسفر عن مقتل 25 من بينهم قيادي قبلي سني يدعى الشيخ ماجد الذهب، انضم إلى الحوثيين وتعاون معهم.

Ad

وتعهد زعيم جماعة «أنصار الشريعة» نبيل آل الذهب أمس بالرد على استيلاء الحوثيين على معقل جماعته في منطقة المناسح، وقال في بيان: «نعاهد الله أن نجعل من ثرى أرض قيفة مقابر جماعية لهم، وأن نطهّر كل شبر وطأته أقدامهم النجسة بسيل من دمائهم ودماء من جاء معهم ودماء أعوانهم الخونة».

وأفادت تقارير محلية بأن مسلحين من «أنصار الشريعة» وآخرين ينتمون إلى القبائل بدأوا منذ مساء أمس الأول هجوماً مضاداً على الحوثيين داخل المناسح، واندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين. وأفاد مصدر قبلي وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بسقوط 30 مسلحاً حوثياً خلال هذه الاشتباكات، مضيفاً أن المسلحين القبليين والتابعين لـ»القاعدة» يحاصرون الحوثيين من كل الجهات في المناسح.

وكان تنظيم «أنصار الشريعة» أعلن أمس الأول أنه انسحب «تكتيكياً» من المناسح، مضيفاً أن «الانسحاب من المنطقة لم يكن خوفاً أو هزيمة أو تراجعاً، إنما حرص على منازل المواطنين من قصف الطيران الأميركي والسعودي واليمني»، على حد قوله.

إلى ذلك، نقلت وكالة «د ب أ» عن مصدر قبلية أن القبائل الموالية لتنظيم «القاعدة» أسقطت أمس طائرة أميركية من دون طيار (درون)، وذلك بعد إسقاط طائرة مماثلة أمس الأول.

 وكانت مصادر القبائل اتهمت وحدات من الجيش اليمني بالمشاركة أمس الأول في هجوم الحوثيين على المناسح، وأكدت تعرض المسلحين المناهضين للجماعة لغارات جوية قامت بها مقاتلات تابعة للجيش اليمني وطائرات من دون طيار أميركية.

في المقابل، نظم العشرات من شباب محافظة إب مسيرة جابت عدداً من شوارعها رافعين الورود، مطالبين ما تبقى من مسلحي الحوثي بالرحيل عن محافظة إب، وإخلاء ثكناتهم من الاستاد الرياضي والصالة الرياضية المغلقة. وجابت المسيرة شارع «العدين» الرئيسي وسط مدينة إب، وصولاً إلى مبنى المحافظة، حيث نفّذ المشاركون وقفة احتجاجية رددوا خلالها شعارات من قبيل «سنحمل الورود... لا للبارود».

على المستوى السياسي، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أمس الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة المكلف خالد بحاح وقيادات الأحزاب اليمينة، بالإضافة إلى سفيري السعودية والولايات المتحدة لدى صنعاء.

والتقى بحاح أمس ممثلين عن أحزاب تكتل «اللقاء المشترك»، وذلك غداة رفض التكتل التشكيلة الحكومية التي سربتها وكالة الأنباء الرسمية قبل يومين.