يعتبر د. خليفة الوقيان أحد مؤسسي رابطة الأدباء، الذي تولى رئاستها بوصفه أمينا عاما لها، إضافة إلى أنه يشكل علامة مميزة في مسيرة حركة الشعر الكويتي الحديث، فهو أحد فرسان الجيل الثاني للحركة الشعرية.
نظم منتدى سامي المنيس ندوة بعنوان «أزمة الثقافة والفكر في الكويت» حاضر فيها الشاعر د. خليفة الوقيان، وأدارها عامر التميمي، مستهلاً حديثه بنبذة تعريفية عن د. الوقيان الذي يعد أحد مؤسسي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأحد المدافعين الدائمين عن حوض الثقافة والفنون، ومسيرة الحركة الثقافية في الكويت.وقال التميمي ان د. الوقيان أحد مؤسسي رابطة الأدباء، وقد تولى رئاستها بوصفه أمينا عاما لها، إضافة إلى أنه يشكل علامة مميزة في مسيرة حركة الشعر الكويتي الحديث، فهو أحد فرسان الجيل الثاني للحركة الشعرية، وقد اتصف شعره بالأصالة قدر اتصافه بالحداثة.وأضاف: «لقد كان دائما مهموما بقضايا الوطن وقضايا الإنسان الكويتي، بانتمائه العربي وبطموحه إلى العيش الكريم، وكان حضوره في مختلف المنتديات الثقافية والأدبية محليا وخارجيا يمثل أحد الوجوه المشرقة للحركة الثقافية في الكويت».ثم تحدث د. خليفة الوقيان عن موضوع الندوة «أزمة الثقافة في الكويت» قائلاً: «إن الثقافة ليست من الأولويات بدليل، انه عند ترشيح اللجان في مجلس الأمة لا يتقدم أهل الرأي والتقدميون والمدنيون الى عضوية اللجنة الثقافية التي تتناول موضوعات التعليم والثقافة والإعلام، فالدولة لا تعطي الثقافة أهمية وأولوية وكذلك القوة السياسية والفكرية».وأشار إلى أن الأجهزة المكلفة رعاية الثقافة لا تملك الاستراتيجية للتخطيط الثقافي لأنها مطالبة بأن تعمل ضمن منظومة كاملة للدولة، مضيفا أن الثقافة تخضع لمبادرات الأفراد وليس بتخطيط من الدولة، فالمبادرات التي تحققت بالكويت مبادرات فردية، ومثال ذلك المدرسة المباركية، والمدرسة الأدبية، والنادي الأدبي، ونادي المعلمين، والمكتبة الأهلية، كما قام الافراد بنشاطات ثقافية مهمة جدا دون دعم من الدولة، ففي الخمسينيات، تلك الفترة التي يقال عنها فترة النهضة الثقافية في الكويت كان يقود الانشط الثقافية، أفراد، مثال على ذلك الرائد الشامل، حمد الرجيب عندما عاد من بعثته الدراسية التحق بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وأنشأ فيها ادارة خاصة بالمسرح، كما أنشأ مركز رعاية الفنون الشعبية، وهذا التوجه الذي قاده الرجيب أدى الى نهضة مسرحية مهمة وبعد ذلك أنشأ معهدا بمعاونة جماعة من المثقفين.وأعطى الوقيان مثالا آخر على المبادرات الفردية في الثقافة وهو الأديب عبدالعزيز حسين الذي تولى وزارة التربية (إدارة المعارف في الخمسينيات) فأجرى تغييرا شاملا، وأقام انشطة ثقافية عديدة وأعد موسما ثقافيا شارك فيه اكبر المثقفين العرب من مختلف الاتجاهات، ماركسيين وقوميين واسلاميين وسنة وشيعة نساء ورجالا، وخيرة المفكرين.التسامح والديمقراطيةوأضاف ان النموذج الكويتي قام على اساس التسامح والديمقراطية لأن الكويت نشأت من عناصر متعددة، ومن نماذج التسامح في الكويت في مجال الفنون في القرن التاسع عشر، الفنان التشكيلي عبدالله الفرج حين ذهب الى البحرين وكان يمارس نشاطه الفني لعدة سنوات، واحتج عليه المتشددون هناك فقام شعراء الكويت بمناصرته ومهاجمة كل من تعرض له بالسوء «ولدينا نماذج عديدة من تلك الأشعار، وهناك نموذج موسيقي، حينما شجع الشيخ يوسف بن عيسى القناعي حمد الرجيب على تلحين بعض الاغاني في الستينيات».وقال انه «في الاربعينيات، كان مشايخ الكويت الكبار ومنهم الشيخ عبدالعزيز حمادة والشيخ عطية الاثري والشيخ عبدالله النوري، حين يأتي يوم 25 ديسمبر يذهبون إلى الكنيسة ليقدموا التهاني لكن الآن في 2014 يأتي لنا اشخاص يقول لا يجوز تهنئ النصارى بأعياد ميلادهم هذا دليل اننا الان في مرحلة خطيرة فالقلوب تغيرت بشكل يفوق الخيال».أسماء الشوارعوأوضح الوقيان انه في السابق كان يتم تسمية الشوارع بأسماء العلماء، لكن الآن اصبح التوزيع في الشوارع على أسس قبلية وطائفية، ففي الدسمة نرى أسماء «الإمام حسن» وفي الفروانية القبيلة (المطران أو الرشايدة) وفي السالمية (العوازم) والمناطق الداخلية تسمى على سكانها وهكذا، متمنياً أن تلغى الاسماء وتسجل بأرقام ، فنحن لا نزال نعيش في ثقافة القبيلة يجب علينا ان نغير البنية الثقافية السائدة ولكي نصححها يجب أن نبدأ من الصفر.وفي جانب التعليم، ذكر ان المدرسة المباركية نشأت عام 1911 وان المثقفين تفاجأوا ان القوة المحافظة ضد ادخال مادة العلوم وضد ادخال اللغة الانكليزية، لاسيما ان الكويت كانت تعمل في التجارة واللؤلؤ فكانت بحاجة الى اللغة الانكليزية، لكن لم تنجح جهود المثقفين في تطوير المدرسة المباركية فقاموا بإنشاء مدرسة الأحمدية ووضعوا المناهج التي يريدونها مثل الانكليزي والجغرافيا.
توابل - مسك و عنبر
خليفة الوقيان: الدولة لا تولي الثقافة أهمية والأجهزة المكلفة رعايتها لا تملك استراتيجية تخطيط
07-11-2014