الانسحابات تكتب شهادة وفاة «حلف الإخوان»
خبراء اعتبروها «خطوة تكتيكية» تُمهد لـ «تحالف انتخابي»
كتبت موجة الانسحابات من «تحالف دعم الشرعية» الإخواني، الذي تنضوي تحت مظلته أحزاب إسلامية، شهادة وفاة الحلف الإخواني، خاصة بعد انضمام حزب «الوطن» السلفي، الأسبوع الماضي، إلى قائمة المنسحبين، ليلحق بحزب «الوسط» ذي التوجه الإخواني، وبرّر الحزبان انسحابهما بأن التحالف لم يقم بالدور المنوط به منذ تأسيسه، في أعقاب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، 3 يوليو العام الماضي.الحلف الإخواني، حاول الظهور متماسكاً في بياناته التي يصدرها من وقت إلى آخر، خاصة أنه يُراهن على تحركات طلاب الجامعات الموالين للتيارات الإسلامية، في إحداث حالة اضطراب داخل الجامعات، التي باتت الدراسة فيها على الأبواب، مبرراً انسحاب حلفائه، بأنها خطوة لإعادة ترتيب الأوضاع، وتنويع أشكال معارضة النظام.
من جانبه، أصدر حزب «الوطن» بياناً، أمس الأول (الجمعة)، تحدث فيه عن وضع استراتيجية، تتضمن عدداً من المحاور للحزب خلال الفترة المقبلة، كقيم حاكمة وخطوات للوصول للوفاق الوطني ومرحلة انتقالية، وأضاف البيان: «نسعى إلى دولة توفق ولا تفرق وتبني ولا تهدم وتجمع القوى السياسية المخلصة على كلمة سواء، وهي ليست مبادرة للمصالحة بل مقترح للتفاهم والوفاق». عضو «تحالف الشرعية» والمتحدث الرسمي لـ»الجبهة السلفية» خالد سعيد، أكد استمرار التحالف في مناهضة النظام الحالي، موضحاً أن قيادات الصف الثاني والثالث من التيارات السلفية والإخوانية والجماعة الإسلامية، هي مَنْ تقود التحالف حالياً، رافضاً في تصريحات لـ«الجريدة» كشف هوية هذه القيادات، خشية ضبطهم أمنياً.في السياق، استبعد خبير الحركات الإسلامية علي عبدالعال، تفكك تحالف الإخوان، وقال لـ«الجريدة»: «استمرار التحالف في ظل الضربات الأمنية المُتتالية لقياداته، يعتبر نجاحاً كبيراً في معارضة النظام»، موضحاً أن خروج الأحزاب بمثابة تغيير تكتيكي في الخطة ولا يعني انضمامهم إلى صفوف مؤيدي السلطة الحالية، متوقعاً تشكيل «الوسط» و»الوطن» تحالفاً سياسياً يقود المشهد في الفترة المقبلة، في حين قال القيادي بحزب «الوطن» أحمد بديع إن حزبه يُجري اتصالات مستمرة مع «الوسط» للوقوف على ملامح تحالف جديد يجري تشكيله.إلى ذلك، اعتبر خبير الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، انسحاب «الوسط» و«الوطن» خطوة تستهدف تشكيل تحالف انتخابي، موضحاً أن «الوسط» دعا أخيراً إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، في محاولة للبقاء في المشهد السياسي، بعد التضييقات الأمنية ضد «الإخوان» وحلفائها.كانت قوات الأمن المصرية أوقفت العديد من قيادات «تحالف الشرعية»، آخرها المتحدث الرسمي باسم التحالف مجدي قرقر، والقيادي بالتحالف مجدي حسين، يوليو الماضي، ووجهت إليهما اتهامات بالتحريض على العنف، والدعوة إلى تظاهرات دون إخطار.