حقيقة أم كذب وتجميل... صفحات الفنانين على مواقع التواصل
يطالعنا نجوم كثر يومياً بكم المعجبين الذين يدخلون صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، وينشرون أرقاماً خيالية تبلغ الملايين، مما يدعو إلى طرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة الأرقام التي يتفاخر بها هؤلاء، وحول استغلال هذه المواقع لنشر صورة إيجابية عنهم، لا سيما أن كثراً يعتبرون هذه الأرقام مبالغاً فيها ولا تعبر عن العدد الفعلي لعشاق هؤلاء الفنانين.
يحلّ تامر حسني في المركز الأول من ناحية عدد الزوار، إذ بلغ معجبو صفحته نحو 13.779.976 وفي المركز الثاني إليسا التي تعتبر أكثر الفنانات العرب اهتماماً بصفحتها على «فيسبوك» إذ بلغ زوارها نحو 13.699.030.أما عمرو دياب فبلغ زوار صفحته حوالي 12.387.416، وراغب علامة أكثر من 3 ملايين و700 ألف متابع على «فيسبوك»، ومليونين على «تويتر».أرقام قياسيةتخطت هيفا وهبي 5 ملايين معجب على صفحتها على «فيسبوك» بينما بلغ زوار صفحتها على «أنستغرام» حوالي 1.033.535، فور تخطيها المليون الأولى على «أنستغرام» نشرت صورتها، وهي تحمل الرقم 1000.000، فانهالت التهاني عليها من معجبيها والأمنيات بأن تستمر في التواصل معهم.كتبت هيفاء وهبي على صفحتها على {فيسبوك} أنها سعيدة بزيادة معجبي صفحتها، ما يدل على أنها على الطريق الصحيح، مؤكدة أنها تتعمد نشر صورها باستمرار لمشاركة محبيها أدق تفاصيل حياتها وزيادة أواصر العلاقة بينها وبين معجبيها، إذ تبث صور رحلاتها وسهراتها مع أصدقائها وكواليس تصوير أعمالها ولحظات التسوق وقضاء إجازة الصيف، كذلك تخص جمهورها بالأخبار على صفحتها كي تصل إليه مباشرة.تامر حسني الذي يعتبر زيادة متابعيه على مواقع التواصل مؤشراً على نجوميته ووصوله إلى قمة الهرم الفني، يستغل هذه الوسيلة للاحتفال المباشر مع جمهوره بمناسبات عدة، خصوصاً عيد ميلاده الذي يحل في النصف الثاني من أغسطس، مبدياً سعادته بالتهاني التي تأتيه على صفحته الخاصة}.يضيف أن هذه المعايدات نابعة من إحساس المعجبين الرائع وحبهم له. رغم الصعاب التي يمر بها والإشاعات التي تنتشر ضده، إلا أن علاقته بجمهوره قوية وتقوى يوماً بعد يوم، ويزداد زوار صفحاته، في مؤشر إلى أن الجمهور يزداد ارتباطاً به، ويتابع: {ربنا رزقني بيكم يا أجمل هدية من السما}، متمنياً أن يظل جمهوره يهوى فنه. ساندي التي بلغ زوار صفحتها حوالي 4.357.948 تقول: {أصبحت أعتمد، بشكل كلي، على هذه الصفحة في نشر أخباري وأماكن الحفلات وموعد طرح الأغاني الجديدة، فالإنترنت ضرورة في حياة الجمهور خصوصاً الشباب، وهذه الطريقة الأسهل والأقرب بالنسبة إلى جمهوري نظراً إلى تفاعلي المباشر معه}.نجاح مزيفيبدو أن إلهام شاهين تمشي عكس التيار السائد، فقد أعلنت أكثر من مرة رفضها التعامل مع هذه الوسائط، مؤكدة أن الفنان بإبداعه وليس بعدد معجبي أو زوار صفحته، مشيرة إلى أنها تقيس النجاح بكم الأعمال التي تم تقديمها وبعدد الجمهور الذي شاهدها وتجاوب معها وتأثر بها، «هذا هو الفن، أما من يعتقد أن مواقع التواصل ستجعله نجماً فهو مخطئ لأنها مجرد وسيلة مساعدة وليست الأساس، خصوصاً أن بعض الأرقام التي يتم إعلانها ليست صحيحة».تضيف أنها تعرضت لأزمات بسبب مواقع التواصل، إذ تم انتحال شخصيتها أكثر من مرة لإحداث وقيعة بينها وبين زملائها أو مع جمهورها، من خلال نسب تصريحات مسيئة لها وعلى لسانها، ما اضطرها إلى اللجوء إلى النيابة العامة لكشف من يقوم بهذه الأفعال، موضحة أن هذه الوسائل تسيطر على الشباب والفنانين، وتسبب أزمات ومشاكل، تماماً كما حدث معها.نجومية كاذبة يرى أيمن عبدالمنعم، مهندس اتصالات، أن بعض أرقام الزوار التي يعلنها النجوم أو التي تظهر في أعداد زوار الصفحة غير صحيحة، خصوصاً أن ثمة فنانين يشترون صفحات فيها عدد ضخم من الزوار والمعجبين، ويتم تغيير اسمها لتحمل اسم الفنان أو الإعلامي الذي اشتراها، كي يتفاخر بها أمام زملائه وبأن زوار صفحته تخطوا المليون أو أكثر.يوضح عبدالمنعم أن ثمة مؤسسات إعلامية وصحافية تفعل ذلك، أيضاً، لأن معايير النجومية، برأيها، اختلفت وأصبح مقياسها الوحيد عدد زوار ومعجبي صفحات النجوم.يضيف أنه تلقى ذات مرة اتصالاً من مدير أعمال أحد الفنانين المشهورين طالباً منه أن يضاعف عدد زوار صفحة هذا الفنان بأي شكل من الأشكال حتى لا يكون أقل من زملائه.بدوره يرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن هذه الدعاية صناعية وغير حقيقية ولا تدل على شيء، يقول: «ثمة فنانون يتلاعبون في أعداد زوار صفحاتهم ليظهروا كأنهم نجوم مهمون، خصوصاً أن فنانين كثر لا يهمهم إلا الـ «شو» الإعلامي، لكن للأسف من يفعل ذلك يخسر، لأن هذه الملايين المزورة لن تنفعه، فالذي يبقى بالنسبة إلى الفنان هو إبداعه».يضيف: {باتت الحروب الإعلامية تبدأ من هذه الصفحات، فعندما يريد فنان تشويه سمعة وصورة فنان آخر ينشئ صفحة باسم وهمي ويبث ما يريد أن يوصله للناس}، مطالباً أبناء الوسط الفني بالأمانة في التعامل مع الجمهور، وعدم استغلال هذه الصفحات للكذب أو ترويج الإشاعات، والالتزام بالعمل الفني والإبداعي بعيداً عن الجماهيرية المزيفة التي لن تفيد في شيء}